ما حدث في ختام بطولة كأس الخليج 25 بالبصرة من سوء تعامل مع الجماهير العمانية، التي حضرت من سلطنة عمان برا او عبر الجو للوقوف خلف المنتخب، لا يلام فيه العراقيون ولا القطريون الذين هم الداعم الرئيسي للبطولة في مختلف المجالات، كما اشارت إلى ذلك الكثير من ردود الأفعال، وانما الملوم الأول والأخير مؤسساتنا العمانية التي لها علاقة مباشرة بالمنتخب وتواجده في هذه البطولة، التي لم تبنى في الأساس على اللقاءات الودية، وحب الخشوم وتبادل المشاعر الأخوية، وانما إلى التنافس الشريف للحصول على اللقب الذي يدل على تفوق الفريق الذي يحصل على الكأس كرويا، ويدل على مدى تطور الدول التي تحرزه رياضيا وثقافيا واجتماعيا، أي كل تلك المفردات وغيرها ذات العلاقة بالنهوض بالحركة الشبابية، كما يلام كذلك بعض الاعلاميين والمغردين الذين انبهروا بالكرم البصراوي، إلى حد انهم تخلوا عن وطنيتهم وتمنوا فوز منتخب العراق على منتخب بلدهم، وبالتالي فان في مثل هذه البطولات التنازل عن حق مكتسب هو في الأساس ملك للجماهير، يعد فشلا اداريا يجب من تسبب فيه ان يخضع للمساءلة القانونية لانه تنازل عن حق موكل به ولا يملكه.
نعم كن طيبا لكن ليس لدرجة التفريط بحقوق لا تملكها أو حتى بحق وطنك، فالمشاركة في أي حدث خارجي باسم الوطن لابد من الذي أوكل اليه مسؤوليتها ان يقدم مصلحة وطنه قبل أي مصلحة أخرى، وان يوفر لتلك المشاركة كافة العناصر التي تؤمن لها الاحترام والتقدير وقبل ذلك الحماية القانونية لدى الطرف الاخر، وان يستفاد بما هو مستحق ومخصص وعدم التهاون في ذلك ارضاء لطرف شعرت في لحظه انه اكرمني، فذلك شيء والتمسك بحقي شيء اخر لا يقلل من تقديري وامتناني لتلك الحفاوة وذلك الكرم، ولو حدث ذلك مع أي منتخب مشارك في بطولة كأس الخليج بالسيطرة على المقاعد المخصصة لجماهيره، وجلوس هذه الجماهير على كراسي رحلات في مضمار الملعب لأقام الدنيا واقعدها ولربما هدد بالانسحاب من البطولة، انطلاقا من ان نجاحها يجب ان لا يكون على حساب منتخب بلده، ولعل اقرب مثال على ذلك الوفد الرسمي لمنتخب الكويت في افتتاح البطولة، عندما لم يجد المقاعد المخصصة له في المنصة خرج عائدا الى بلده في الوقت الذي كانت هناك مقاعد اخرى غير مخصصة له يمكن الجلوس عليها.
بطبيعة الحال ما حدث سقوط اداري كبير لمن تسبب فيما حدث ويجب أن لا يمر دون وقفة من الجهات المعنية، تعيد للبلد هيبته وللجماهير التي حرصت أن تقف خلف المنتخب في مباراته النهائية كرامتها وحقها الذي سلب بقرار غير مدروس غلبت فيه العاطفة على المنطق، فمثل هذه السقطات لا تنتهي بالتقادم بل تبقى ذات اثر على نفوس الغيورين من ابناء هذا الوطن، خاصة اذا لم يتخذ في ذلك خطوة ايجابية تضمن استمرار علاقة الجماهير بمنتخب بلادها.


طالب بن سيف الضباري
أمين سر جمعية الصحفيين العمانية
[email protected]