جدة ـ أ ف ب: تجلس السعودية ثراء علي في مقعد القيادة في قطار فائق السرعة ينقل الحجاج إلى مكة المكرمة، مستفيدة من سعي المملكة، في إطار جهودها لتعزيز نموها الاقتصادي، إلى توفير الوظائف لعدد متزايد من السعوديات اللاتي يُقبلن على سوق العمل. وحتى وقت قصير كانت تجربة ثراء في القيادة مقتصرة على التنقل بسيارة أسرتها في مدينتها الساحلية جدة. إلا أنها انضمت العام الماضي إلى 28 ألف امرأة تقدمن لشغل 32 وظيفة لسائقات قطار الحرمين السريع الذي يقطع المسافة البالغة 450 كيلومترًا بين مكة والمدينة بسرعة تصل إلى 300 كيلومتر في الساعة. وكانت معلمة اللغة الإنجليزية السابقة ضمن عدد قليل من المحظوظات اللاتي وقع عليهن الاختيار، وقد أنجزت رحلتها الأولى الشهر الفائت. وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية «أول يوم عمل ودخول القطار ومقصورة القيادة كان أشبه بالحلم». من جهتها تروي السائقة رنيم عزوز أن إحدى الراكبات اعترفت لها في نهاية إحدى الرحلات إلى المدينة بأنها لم تكن تصدق أن في استطاعة النساء تولِّي هذه المهمة إلا بعد أن رأت ذلك بأُمِّ عينيها. وتضيف عزوز «قالت لي بصراحة، حين رأيت الاعلان (عن الوظائف) كنت ضده تمامًا، كنت أقول لو أن ابنتي ستقود (القطار)، لن أركب معها».
وبعد الوصول إلى وجهتها بسلام، أكدت الراكبة لعزوز أنها «أثبتت نفسها»، وأخبرتها بأنها لم «تشعر بأي فارق».