لم تنته مشاركة منتخبنا في خليجي 25 في العراق بحصوله على مركز الوصيف في البطولة فقط، ولم يقف الأمر عند الاحداث التي حصلت قبل النهائي أمام العراق والتي كانت سلبية على الجماهير العمانية واللاعبين كذلك، وهذان أمران شاهدهما الجميع ووقف على أسبابهما دون أدنى شك ... وفي الحالتين هو أمر خارج عن الارادة سواء خسارتنا للقب أو ما قامت به الجماهير العراقية (المتعطشة) من تصرفات تجاه مدرجات ملعب النهائي، وما صاحبها من أحداث تلاحقت بعد ذلك، وحدثت فيها الكثير من الأقاويل بالوسط الرياضي المحلي والخليجي على حد سواء.
ومن جانبي، فإنني ارى أن هناك دروسا مستفادة جناها منتخبنا في هذه البطولة، رغم كل ما حدث بها من أحداث، الدرس الاول هو أن منتخبنا أكد للجميع بأنه قادر على اللعب بكل ثقة أمام عشرات الآلاف من الجماهير التي تساند صاحب الأرض، وبأن الفوز على اليابان في أوساكا لم يأت صدفة كما روّج لها البعض، وبأنه – المنتخب – قادر على التغلب على كافة الأحداث السلبية التي تسبق المباريات النهائية التي خاضها في خليجي 17، 18، 25 والكل يعلم ما حدث في البطولات الثلاث التي واجهنا فيها صاحب الارض والجمهور وكنا الطرف الأفضل في النهائيات الثلاث.
الدرس الثاني، هو دعم الجماهير العمانية للمنتخب في البطولة، على الرغم من أن المسافة بين سلطنة عمان والبصرة تعد هي الأطول من بين الدول المشاركة في البطولة للوصول للبصرة، وبالتالي فإن الجماهير العمانية ضربت مثلا رائعا ومميزا في أنها خلف منتخب الوطن مهما طالت المسافات، وبأنها داعمة للشعار الأحمر في كل المحافل، وهذا في حد ذاته مثالا يحتذى به ولأوفياء عمان خالص الشكر والتقدير على تجشمهم لعناء السفر (برا) رغم مخاطر الطريق، وهذا درس من دورس خليجي 25 دون أدنى شك.
الدرس الثالث، ما أظهره لاعبو منتخبنا الشباب في البطولة يؤكد على أن الكرة العمانية (ولاّدة)، وبأن الجيل الحالي سيكون ذا شأن كبير إذا ما حصل على الدعم الكافي من قبل المسؤولين عن تسيير كرة القدم في المقام الأول، حيث إن الوسط الرياضي العربي والخليجي أكدوا على أن الأحمر العماني هو البطل غير المتوج لخليجي 25 ، وبأنه افضل فريق قدم كرة قدم حقيقية في البطولة دون رهبة أو وجل، مؤكدين على أن مسيرة الكرة العمانية تتواصل بثبات رفقة الجيل الحالي فهو امتدادا للجيل الذي صفق له الجميع سنوات عديدة، فالغيابات التي دخل بها الاحمر البطولة ليست بالسهلة ، حيث غاب عنه الهاجري وفواز للإصابة ومعهما محسن الغساني الذي لم يتم استدعاؤه، قبل أن تضرب الاصابة ثنائي الظهير الأيمن أمجد الحارثي ومحمود المشيفري، ففقد برانكو 5 عناصر رئيسية في قائمته، إلا أن كل ذلك لم يؤثر على شكل الفريق وأداؤه الممتع، وهذا ما يؤكد على إيجابية العمل الفني للأحمر رغم بعض التحفظات على إختيارات برانكو.
كلمة أخيرة
ابراهيم المخيني.. عملاق شباك الأحمر القادم بقوة، فهو إمتداد لما قدمه الحبسي والرشيدي في فترة سابقة، وفوزه بلقب افضل حارس لم يأت صدفة، بل هي أحقية مطلقة دون جدال، سر بثبات كما عهدناك، دمتم بخير.

* صالح البارحي
[email protected]