تشهد محافظة مسندم بولاياتها الأربع هذه الأايام حركة غير عادية في مختلف المجالات، انطلاقا من التوجه السامي للتركيز عليها بصفة خاصة والاستفادة من موقعها الجغرافي وما يتوفر بها من امكانيات تسهم في رفد الاقتصاد الوطني، الى جانب المحافظات الأخرى التي تمتاز بخصوصية تنفرد بها، فما لمسناه من خلال زيارتنا الأخيرة من معالي السيد المحافظ والقائمين على شؤون المحافظة ان هناك اهتماما خاصا، يتم من خلاله العمل وفق مراحل للوصول الى الهدف الأسمى بان تكون مسندم واجهة سلطنة عمان الشمالية، وفق أولويات ـ ليس السياحة فحسب ـ وانما اللوجستيات التي تؤسس لاقتصاد قوي وبناء مرتكزات تؤمن ما تحتاجه المحافظة من خدمات امام التدفق السياحي المتوقع، بعد الانتهاء من مشروع المطار الجديد والطريق المباشر البديل الذي يربط عمان ببعضها دون المرور بمنافذ حدودية. وتلك نظره بطبيعة الحال تدل على بعد استراتيجي طويل الأمد للقيادة في المحافظة، تدرك تماما بأن الأولويات التي تحتاج اليها المحافظة لابد ان تقوم على مؤشرات ودراسات متعمقه ومصداقية من يقدم على ان يكون شريكا في الحراك القادم الذي سيركز على الكيف والنوعية والتفرد ببعض المشاريع التي تتناسب وطبيعة هذا الجزء الغالي من وطننا العزيز، لاشك حجم الجهد الذي يبذل للانتقال الى الغد القريب للنهوض بالوطن في المجموع ومجتمع المحافظة في الخصوص، يحتاج الى وقفة جماعية من كل الجهات مع قادة الحراك؛ من حيث سرعة وتسهيل الاجراءات واللامركزية في تقديم الخدمات، تتواكب مع اللامركزية التي منحت للمحافظات، لتذليل كافة الصعوبات التي يمكن ان تقف حجر عثرة امام التطوير المنشود، نعم هناك تفاعل من البعض ممن اراد ان يكون جزءا من الانجازوطوع انظمة الخدمة لديه لتكون ملبية لتوجه المحافظات، الا ان البعض لايزال متحفظا او محتفظا بمركزية القرار، وبالتالي فانه كلما طال ذلك الاحتفاظ سيؤثر سلبا على سرعة الانتقال ويؤخر تحقيق مجموعة من المكاسب والمنجزات ذات القيمة المضافة على الوطن والمواطن. التغيير الذي تشهده المحافظة ملموس عما كان في السابق، ليس فقط في الشكل الجمالي لبعض مفردات المجتمع مثل الاهتمام بجمالية بعض القرى مثل كمزار، وانما تنمية وتحديث البنى الاساسية عبر التفكير خارج الصندوق، وذلك دليل على ان المحافظ وطاقمه لا يعمل من خلال المكاتب وانما من الميدان ووسط المجتمع، نتيجة ما لديه من رؤى يعمل على تحقيقها وأدق التفاصيل عن المحيط الجغرافي الذي كلف بادارته ،فهذه القيادات هي من يفترض ان يقف الكل بجانبها لحراك مسندم القادم، ويدفع بها الى النجاح فنجاحها نجاح للوطن والمجتمع.

طالب بن سيف الضباري
[email protected]