دمشق ـ الوطن ـ وكالات:
وصفت وزارة الخارجية والمغتربين السورية العملية التي قامت بها قوات تركية في الأراضي السورية بالعدوان السافر، وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية إنه بالرغم من قيام وزارة الخارجية التركية بإبلاغ القنصلية السورية في اسطنبول عشية هذا العدوان بنيتها نقل ضريح سليمان شاه الى مكان آخر، إلا أنها لم تنتظر موافقة الجانب السوري على ذلك كما جرت العادة وفقا للاتفاقية الموقعة عام 1921 بين تركيا وسلطة الاحتلال الفرنسي آنذاك. وأضاف المصدر أن ما يثير الريبة حول حقيقة النوايا التركية أن هذا الضريح يقع في منطقة يتواجد فيها "داعش" الإرهابي في محافظة الرقة والذي قام بتدمير المساجد والكنائس والأضرحة لكنه لم يتعرض لهذا الضريح، الأمر الذي يؤكد عمق الروابط القائمة بين الحكومة التركية وهذا التنظيم الإرهابي. وكان رئيس الوزراء التركي داوود أوغلو قد صرح بأنه تم نقل رفات "سليمان شاه" جد مؤسس الدولة العثمانية من ضريحه في حلب بسوريا إلى تركيا. ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" عنه القول إن عملية "ضريح سليمان شاه" بدأت أمس الاول ، حيث دخل إلى سوريا 39 دبابة و57 عربة مدرعة ومئة عربة و572 جنديا ، ووصلت تلك القوات إلى ضريح سليمان شوه. وأعلنت رئاسة الأركان التركية إن عملية ضريح "سليمان شاه" لم تشهد أي اشتباكات ، إلا أن أحد الجنود الأتراك لقي حتفه نتيجة حادث وقع خلال المرحلة الأولى من العملية. وأضافت الأركان التركية في بيان لها أنه "تم نقل الأمانات التي تحمل قيمة عالية والتي تركها لنا أجدادنا ، من ضريح سليمان شاه ، الذي يعتبر أرضا تركية وفقا للمعاهدات الدولية ، إلى تركيا بشكل مؤقت ، تمهيدا لنقلها إلى قرية "آشمة" في سوريا ، وذلك بسبب المشاكل الأمنية في سوريا والضرورات العسكرية". وقال رئيس الوزراء إن "الرفات أعيد مؤقتا إلى تركيا ليدفن لاحقا في سوريا"، موضحا أنه تم ضمان أمن منطقة في الأراضي السورية لنقل رفات سليمان شاه إليها في الأيام المقبلة.
وقال الجيش في بيان إنه لم تقع اشتباكات أثناء العملية لكن جنديا قتل في حادث تجدر الإشارة إلى أن ضريح سليمان شاه تحت السيادة التركية، حسب اتفاق قديم بين تركيا وفرنسا، ويسهر على حماية المزار 40 جنديا يجري تغييرهم بانتظام. وحسب تقرير أورده موقع الـ"بي بي سي"، فإن "رتلا عسكريا تركيا كبيرا يضم دبابات توجه إلى الضريح، الواقع في جيب صغير يخضع للسيادة التركية في سوريا، عبر بلدة عين العرب (كوباني) التي تمكن المقاتلون الكرد من استعادتها من مسلحي داعش". ونقل التقرير عن مصادر لم يذكر اسمها، أن "التحرك العسكري التركي جاء بالتنسيق مع الكرد الذين يخوضون معارك ضارية ضد مسلحي داعش"، موضحا أن "الرتل العسكري التركي أكبر من المعتاد وتسليحه كثيف بسبب المعارك التي تشهدها المنطقة".