مسقط ـ «الوطن»:
تفتتح هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، الجمعة القادم مشروع المعرض المتحفي الدائم للوثائق والمحفوظات والمقتنيات التاريخية للوجود العماني في شرق إفريقيا والأثر العماني والتاريخ المشترك بين البلدين في مقاطعة لامو وذلك بعد تحسينه وترميمه، بالتنسيق مع سفارة السلطنة في كينيا، وبالتعاون مع وزارة السياحة والحياة البرية والتراث الكينية، تحت رعاية معالي بينينا مالونزا وزيرة السياحة والحياة البرية والتراث بجمهورية كينيا، وبحضور عدد من الوزراء والمحافظين والسفراء المسؤولين والشخصيات العمانية في ممباسا ولامو وماليندي.
يعد المشروع أحد المعالم الأثرية والمعمارية التي ينتظر أن تقوم بأدوار ثقافية متنوعة، يهدف من خلالها إلى تأكيد التواجد العماني بمقاطعة لامو بكينيا، إلى جانب تأكيد عمق العلاقات التاريخية بين البلدين وترسيخ القيم العمانية النبيلة بما يعكس تاريخ عمان وتراثها وثقافتها، كما يهدف للحفاظ على الشواهد والمقتنيات وإبراز الأبعاد الحضارية لعمان.
يأتي ذلك في إطار التعاون القائم بين هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية ووزارة السياحة والحياة البرية والتراث الكينية، وذلك بموجب مذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين، وفي إطار قيام الهيئة بتنفيذ مشاريع استنساخ الوثائق وإقامة معرض متحفي دائم حول الشواهد التاريخية والأثرية والوثائقية في متحف لامو وذلك من خلال إعادة تأهيل بعض الأماكن لإقامة المعرض المتحفي الدائم حول الجوانب التاريخية لعمان والوجود العماني في مقاطعة جزيرة لامو بكينيا، المتمثل في المبنى التاريخي المنشأ عام 1892م من قبل عبد الله بن حمد بن سعيد البوسعيدي والي لامو في عهد السيد علي بن سعيد بن سلطان البوسعيدي (1890-1893م)، حيث تم استخدامه لاحقا من قبل شركة شرق إفريقيا التابعة للإمبراطورية البريطانية .I.B.E.A) وكبار المسؤولين البريطانيين قبل أن يصبح مقر إقامة المفوض المسؤول عن المنطقة حتى عام 1968م، وقامت مؤخراً هيئة المتاحف الوطنية في كينيا وحولته إلى متحف في عام 1971م.
في عام 2023م قامت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بسلطنة عُمان بالتنسيق مع سفارة السلطنة في نيروبي وبالتعاون مع وزارة الرياضة والثقافة والفنون بجمهورية كينيا بإجراء بعض التحسينات على المتحف. استهدفت التحسينات في المتحف 7 قاعات وهي: قاعة عُمان عبر الزمان، وقاعة التراث البحري العُماني، وقاعة الإنسان والمجتمع، وقاعة سلاطين أسرة البوسعيد في شرق إفريقيا، وقاعة السلطان قابوس بن سعيد -طيَّب الله ثراه- (1390-1441هـ/‏‏‏ 1970-2020م)، وقاعة نهضة عُمان المتجددة الحديثة، وقاعة الوجود العُماني في شرق إفريقيا، احتوت على مادة تاريخية ووثائقية متنوعة، وذلك حرصاً من الهيئة للحفاظ على تاريخ مسيرة وحضارة السلطنة في شرق إفريقيا، لما لها من أثر كبير في نشر الوعي بين أفراد المجتمع حول تاريخ عمان العريق، وليكون نافذة لكل من يزور جزيرة لامو ويطلع على معالمها وتراثها وتاريخها. الجدير بالذكر بأن هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية قامت في عام 2017 بإعادة تأهيل لبعض أماكن قلعة ممباسا في جمهورية كينيا لإقامة المعرض المتحفي الدائم الذي يتضمن البيت العُماني وقاعة المزروعي ومتحف القلعة، وهي شاهدة على التواجد العماني في ممباسا ويشهد اقبالاً من قبل حتى اليوم.