الأشخاص ذوو الإعاقة مكون مهم وبارز في المجتمع العماني وله أدوار مهمة في تنمية البلاد بمختلف القطاعات، فالعديد منهم يتمتع بمهارات وقدرات متفردة تجعل منه قادر على أداء المهام وإنجازها بإبداع واتقان، وتولي حكومة سلطنة عمان اهتمامًا كبيرًا في تمكين هذه الفئة اقتصاديًا ودمجهم مجتمعًيا عبر عدد من البرامج والفعاليات والمناشط والمؤسسات المتخصصة في تأهيلهم وتدريبهم.
ولعل المركز الوطني للتوحد التابع لوزارة التنمية الاجتماعية والذي دشنته السَّيدة الجليلة حرم جلالة السُّلطان المعظم ـ حفظها الله ورعاها ـ الأسبوع المنصرم أقرب مثال حديث على سعي سلطنة عمان الحثيث للاهتمام بهذه الفئة في مراحل مبكرة ومحاولة تأهيلهم منذ البداية وتمكينهم ودمجهم عبر برامج علاجية متخصصة لتسهيل دمجهم في المجتمع.
كما أن تدشين علامة (عزم) لمنتجات الأشخاص ذوي الإعاقة يعد مبادرة فعالة للتمكين الاقتصادي، وتمكن أهمية هذه العلامة في تمكين ذوي الاعاقة من إبراز منتجاتهم وتسويقها للمستهلك بشكل لافت وكذلك تعزز ثقة الشارع بمنتجاتهم والخدمات التي يقدمونها للمجتمع بحيث يكونوا فئة منتجة ومنافسة في الأسواق، كما احتفل مؤخرًا بتسليم (١٤) مشروعًا للباحثين عن فرص العمل الحر من الأشخاص ذوي الإعاقة لتمكينهم من الاستفادة من منصَّة قادرون الإلكترونية والبيع والشراء رقميًا اختصارًا للوقت وتقليلا للجهد.
والفكرة من هذه المشاريع أن تكون مستدامة يستفيد منها ذوو الإعاقة بشكل دائم من جهة ويستفيد المجتمع من أفكارهم ومنتجاتهم من جهة أخرى، وللقطاع الخاص دور كذلك في هذه البرامج من خلال تقديم الدعم المادي لتنفيذ المشاريع الموجهة لخدمة ذوي الاعاقة وإنشاء المؤسسات المجهزة بمختلف التقنيات المساعدة والمرافق التي تمكنهم من تنمية مهاراتهم وقدراتهم، ولابد أن ترتفع مساهمة القطاع الخاص أكثر لدعم ذوي الإعاقة والعمل مع الحكومة للوصول إلى الأهداف المنشودة في دعم وتطوير وتمكين أصحاب الهمم في المجتمع. جهود مشكورة للقطاعين الحكومي والخاص في رعاية هؤلاء الشجعان وتعزيز قدراتهم وامكانياتها، ونطالب أكثر بتوفير جميع احتياجاتهم ومختلف أوجه الدعم ليتمتعوا بالعيش الكريم وسط بيئة تراعي أوضاعهم وتحدياتهم ليستفيد المجتمع من قدراتهم وإمكانياتهم يمضوا قدما في تحقيق أهدافهم وطموحاتهم.


عيسى بن سلّام اليعقوبي
[email protected]
من أسرة تحرير«الوطن»