في مجال العمل يُعتبر التحفيز الصادق من المدير الأمين الذي همه السعي في تطوير فريقه، هو القوة الأساسية التي تساعدهم على صعود سلَّم النجاح، وبالرغم من هذا فوجود مدير قائم على تدريب، وتوجيه، وتحفيز، ودعم أفراد فريقه حالة نادرة في ميدان الحياة العملية هذه الأيام.
أذكر أن صديقًا لي صُدم في بداية مسيرته المهنية، عندما نظر إلى زميله الأجنبي في العمل بقصد التعلم منه والاستفادة من خبراته العملية، فما كان من زميله الأجنبي إلا أن نظر إليه نظرة حادة، ثم حجب جهاز الحاسوب الخاص به كي لا يرى شيئًا.
هذا وقد أتاه الفرج من الله بعد شهرين، عندما تم ضمه إلى المؤسسة الثالثة في مسيرته المهنية، وأصبح يعمل تحت إدارة مدير عُماني أصيلٌ بدينه، وأخلاقه، ورقي أسلوبه، فكان هذا المدير نظيف المعدن مُحبًّا للخير، يبني فريقه ولو على حساب نفسه ومنصبه، الأمر الذي يندر وجوده في المجال المهني بوقتنا هذا.
أما عن صديقي في تلك الفترة وحاله مع المدير العُماني، فكان يمنحه فرصًا كثيرة لإنجاز العمل بنفسه لإكتساب الثقة، ثم يُقَّيم عمله ويعطيه النصائح والتعليمات لتوجيهه وإرشاده، ثم يُخرج العمل المنجز باسم صديقي لتحفيزه، ولا يخلو الأمر من عتابه على التقصير، والتهاون، وعدم المبالاة لتدارك الخلل واستعادة الهمة مرة أخرى، ومن هذا الوقت انطلقت شخصية صديقي المهنية في السُلَّم الوظيفي صعودًا بمنتهى النجاح والتقدم.
بالإضافة إلى ذلك، وكمثال حقيقي على النجاح في الإدارة من هذا المدير، أنه لما سافر صديقي لقضاء العطلة، وجد مديره يتصل به ويرجو منه الرجوع إلى العمل، قائلاً له أنت واحد من الأعمدة الأساسية للمؤسسة، وأنها ستنهار بدونك، فسبحان الله على هذا الرجل الصادق الذي أختار أفضل جُمل التحفيز، وأكثرها لُطفًا، وامتلك شجاعة كبيرة ليعترف بفضل أحد موظفيه ليُشيد به ولا يٌنكر جهوده لإنجاح المؤسسة المهنية.
أرجو الله أن يُمتع هذا الرجل الصادق الشجاع الأمين بالصحة والعافية والتوفيق، وأن يكّثر من أمثاله في هذا البلد العزيز.
إلى جميع القيادين.. أنتم مسؤولون عن مهارات التحفيز التي تُحوِّل الموظف المبتدئ إلى خبير، والكسول إلى نشيط، والسلبي إلى إيجابي.



حسين بن علي السرحاني
كاتب عماني
hussein_alsarhani@