شهد تخريج أكثر من 50 مشاركا

الناعبي:
إضافة رياضة الكابويرا إلى خارطة الرياضات بالسلطنة تعد نقلة نوعية

اختتمت مساء أمس الأول بنجاح، منافسات بطولة الكابويرا 2015 والتي أقيمت خلال الفترة 18-22 من فبراير الجاري، وذلك عبر احتفالية رائعة شهدتها قاعة الأمراء بالحيل، تحت رعاية سعادة المهندس خلفان بن صالح الناعبي مستشار وزارة الشؤون الرياضية، بحضور عدد من المسؤولين بالوزارة وممثلي الشركات الراعية وجمهور كبير من المتابعين.

وحظيت البطولة في أيامها الخمسة بمشاركة واسعة قدرت بأكثر من 200 لاعب ومدرب وخبير في اللعبة، اضافة الى حضور نخبة من المدربين والحكام العالميين من أوروبا والبرازيل وأمريكا الشمالية، وشهدت البطولة أيضا تخريج أكثر من 50 مشاركا من فئة الكبار والأطفال، حيث تم تغيير أحزمتهم اثر نجاحهم في اجتياز الدورات التدريبية والمحاضرات التي تم تقديمها لهم منذ انطلاقة منافسات البطولة.

نقلة نوعية
وأشار سعادة المهندس خلفان بن صالح الناعبي مستشار وزارة الشؤون الرياضية راعي الحفل على أهمية إدخال الرياضات الجديدة بالسلطنة لما لها من أهمية كبيرة في شغل أوقات الشباب، مضيفا في تصريح له عقب رعايته للحفل الختامي لمنافسات الكابويرا بأن رياضة الكابويرا تعد اضافتها الى خارطة الرياضات بالسلطنة نقلة نوعية، بالرغم من الفترة البسيطة التي بدأت فيها اللعبة بالسلطنة منذ أربع سنوات، موضحا سعادته بأن ما تم في الحفل الختامي يشير الى أن هناك تزايد في عدد المشاركين والمنظمين لهذه الرياضة، وأكد سعادته بأن الكابويرا من الرياضات المفيدة وهي من أحد الطرق للدفاع عن النفس وتنفذ بطريقة جديدة في المجتمع، وبارك سعادة المهندس القائمين في اللجنة المنظمة للبطولة على نجاحها مشيدا بالجهود الحثيثة التي بذلوها في سبيل نشر اللعبة في مختلف محافظات السلطنة، مشيدا في الوقت ذاته بالعروض التي شاهدها وطريقة عرض المشاركين لمهاراتهم ومدى تمكنهم من الإجادة بهذه الرياضة من أداء الحركات الدفاعية بطريقة ممتازة وأكد سعادته بأن وزارة الشؤون الرياضية هي داعمة وبشكل مستمر لجميع الأنشطة والمبادرات الرياضية الجديدة التي تقدم من قبل الرياضيين، لافتا الى أن الوزارة لن تألوا جهدا في سبيل الدعم والوقوف مع الأنشطة الرياضية التي ستعمل على تقديم إضافة جيدة للرياضة العمانية.

فقرات متنوعة

واشتمل الحفل الختامي للبطولة على عدد من الفقرات ومنها تقديم عرض مرئي عن اللعبة بين من خلالها تاريخ الرياضة وما شهده من تطور منذ التأسيس ولغاية اليوم وألقى محمود بن خميس العريمي رئيس اللجنة المنظمة للبطولة كلمة قال فيها:" شهدت البطولة مشاركة كبيرة من جميع شرائح المجتمع، ولمسنا تعاونا كبيرا من الجميع طيلة الأيام الماضية من البطولة خصوصا من المشرفين والمدربين الذين أتوا من البرازيل وأمريكا الشمالية في تقديم كل العون والمساعدة والاشراف على تدريب المشاركين بالمنافسات، كما أشكر جميع المشاركين على التزامهم بمواعيد المحاضرات والدورات التدريبية الصباحية والمسائية، وسعيدون جدا بأن نصل بهذه الرياضة في السلطنة ونصل بالمهارات في تعلم الفنون المختلفة عن هذه الرياضة التي تقام للمرة الأولى بالسلطنة)، وأشار العريمي الى أن هناك مجموعة جيدة من المشاركين استطاعوا اجتياز الدورات وانتقلوا الى الحزام الآخر، وعندما ينتقل الشخص من درجة الحزام الى آخر، فإن هذا يعني بأنه أصبح مهيأ ومؤهلا لذلك"، واختتم كلمته بالشكر والتقدير الى جميع من ساهم في إنجاح البطولة.

تلى الكلمة تقديم بعض العروض الخاصة عن الرياضة وفنونها، عقبها تم تكريم المدربين الدوليين وتسليم الشهادات على الخريجين المشاركين في البطولة والتي تجاوز عددهم 200 مشارك، بعدها تم تكريم الجهات المساندة والداعمة لانجاح البطولة وتم تقديم هدية تذكارية لراعي الحفل والتقاط صورة جماعية للمشاركين مع راعي الحفل.

تطور ملحوظ

وأشارت ميستيرا ادنا ليناد المسؤولة عن هذه الرياضة في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا أن ما شاهدتها اليوم يدل على أن هناك تطورا ملحوظا لهذه الرياضة في السلطنة، مبدية سعادتها الكبيرة في الحضور الكبير لمتابعة رياضة الكابويرا،وأضافت:" سعيدة جدا بتواجدي هنا بالسلطنة ومشاركتي في منافسات الكابويرا، وفخورة جدا بما رأيته من عمل احترافي وتنظيمي رائع، إضافة الى كل التسهلات المتوفرة لنا لتقديم البرامج والدورات اللازمة لهذه الرياضة بكل يسر وسهولة، وكان لتلك التسهيلات دور فاعل في نجاح البطولة، وأضافت ليناد: أعتقد وبعد النجاح الكبير الذي تحقق فان الزملاء هنا سيقدون في النسخة القادمة بطولة أكبر عما شاهدناها اليوم، وأتمنى بان أرى مشاركة اكبر عن هذه النسخ، وأدعو التوفيق لزملائي في مشاركاتهم القادمة".

وأوضحت ليناد بأن العروض التي تم تقديمها من قبل المشاركين يدل على إتقانهم للتدريبات التي تعلموها خلال فترة البطولة، مضيفة بأن أحداث الكابويرا ستستمر على مادر العام ومنها الأحداث السنوية في أوروبا والولايات المتحدة، نتمنى بأن نشاهد مشاركات عمانية في تلك المحافل، وأن تساهم الحكومة العمانية ممثلة بوزارة الشؤون الرياضية في التواجد بتلك المحافل الهامة خصوصا بأن هناك مجموعة من الكفاءات المميزة هنا، وأوضحت بان بعض المشاركين لديهم الاساسيات المطلوبة لهذه الرياضة وهم فقط بحاجة الى مزيد من الاهتمام حتى يكونوا في جاهزية أعلى، واختتمت ميستيرا ادنا ليناد (صاحبة الـ41 سنة خبرة في هذه الرياضة) حديثها بأنها ستتجه الى الإمارات العربية المتحدة، لتشهد حفل تخرج اخر، مضيفة ان هذا الحراك الجميل في المنطقة سيعمل على تعزيز مسيرة هذه الرياضة في المنطقة.

عمل منظم
وتقدم البروفيسور جوما أحد المدربين المعتمدين لهذه الرياضة من البرازيل بالشكر الجزيل الى اللجنة المنظمة للبطولة على ترتيباتها الرائعة لأيام البطولة وكذلك الحفل الختامي الذب كان رائعا، وسعيد بما شاهده من مشاركة كبيرة لجميع الفئات بالبطولة، وقال أيضا: ما أدهشني فعلا هو أن المشاركين من الفئتين لديهم معلومات ومهارات جيدة عن الرياضة بالرغم من أنهم ما زالوا في بداية ممارستهم للرياضة وهذا يعني بأن هناك أساسا قويا، واذا استمروا على هذا النهج سيكون لهم شأن كبير في المستقبل بهذه الرياضة.
وجاءت منافسات البطولة باجراء بعض التدريبات وعلى فترتين صباحية ومسائية للمشاركين بالصالة الرئيسية، وتدرب المشاركون على مهارات القتال وحركات الهروب من الخصم، حيث بدأ تدريبات فئة الكبار في تمام الساعة التاسعة صباحا واستمرت لغاية فترة الظهر، بينما تدرب اللاعبون المشاركون من فئة الصغار في تمام الساعة الخامسة مساء واستمروا لقرابة الساعتين تقريبا، واقتصرت اللعبة خصوصا في بدايتها على تعلم اللعبة بحيث يتم التدريب على مهارات القتال وحركات الهروب من الخصم ولا توجد فيها أية اشتباكات بين اللاعبين. يشار الى أن اللعبة بدأت في السلطنة عام 2010 حيث بلغ عدد ممارسيها 30 شابا معظمهم من محافظة مسقط، وارتفع عدد ممارسيها الآن ليناهز 100 شاب من الشباب، وتعد هذه اللعبة أحد الفنون القتالية البرازيلية، وتعتبر اللعبة من الرياضات المهمة التي تكسب ممارسيها عددا من المهارات وهي وسيلة لإكساب الرشاقة وسرعة اتخاذ القرار واستخدام التفكير السريع كما أنها وسيلة للتعبير والتفريغ عن النفس وبدأت ممارستها من قبل سكان الغابات في القارة الأفريقية وانتقلت إلى البرازيل عن طريق نقل المستعمرين البرتغال للعبيد من أفريقيا، ومن أهم مميزاتها أنها تجمع بين الحركات الراقصة والقتال وكان ذلك للتمويه وكي لا يتفطن الأسياد إلى التدريبات ولها أيضا أغانيها الخاصة وهي أغان شعبية تغنى في البرازيل في المناسبات، موضحا أن ما يميز الكابويرا أنها لا تحتوي على وقفة خاصة أو وضعية ثابتة أثناء القتال، ويمكن أن يشارك فيها المعوقون ومصابو الحوادث، وأسهمت اللعبة في شفاء عدد من مصابي الحوادث، ومن أهداف البطولة هو نشر اللعبة بين الشباب والمساهمة في تفريغ الطاقات وتحويل اتجاهات الشباب من طاقات سلبية إلى طاقات إيجابية مفيدة لهم ولمجتمعهم.