بمشاركة أكثر من 1000 ناقة من مختلف محافظات السلطنة

سعيد الغفيلي :
ركض العرضة يجسد التراث والأصالة وتمسك الإنسان العماني برياضة سباقات الهجن

كتب ـ سهيل بن ناصر النهدي :
رعى سعادة الشيخ حمود بن ناصر بن حمود الهاشمي والي السويق يوم الخميس الماضي حفل ختام فعاليات مسابقة ركض العرضه (الحشمة) التي نظمها الاتحاد العماني لسباقات الهجن واستمرت فعالياتها لمدة أسبوع بمشاركة اكثر من 1000 ناقة من مختلف محافظات السلطنة ،حيث اقيمت المسابقة بولاية السويق بمحافظة شمال الباطنة بحضور المكرم الشيخ سعيد بن سعود الغفيلي رئيس الاتحاد العماني لسباقات الهجن وعدد من المهتمين والحضور .
واشتمل حفل الختام على تقديم نبذة عن ركض العرضه والمحافظات المشاركة ، كما تم تقديم فن التغرود والطارق ، كما تم اقامة سباق للعرضة ومفردات تراثية اصيلة .
وقد تم تقسيم المسابقة على الولايات كلا على حده حيث خصص يوم السبت وهو اليوم الاول من المسابقة لأبناء ولايات شمال الباطنة (الشويق والخابورة ) بعدها خصصت المشاركة لابناء ولايات صحم و صحار ولوى وشناص ، ثم بعد ذلك وباليوم الثالث خصص لابناء محافظتي جنوب الباطنة ومسقط ، اما اليوم الرابع فقد خصص لابناء ولايات محافظتي شمال وجنوب الشرقية ، فيما خصص اليوم الخامس لمشاركة ابناء محافظات الظاهره و البريمي والداخلية والوسطى وظفار .
وتاتي هذه المسابقة في اطار شمولية الدعم من قبل الاتحاد العماني لسباقات الهجن ، حيث يقيم الاتحاد سباقات للهجن بالنسبة للركض من مسافات طويلة ، كذلك يقيم مسابقات للمزاينة ، وكذلك مسابقة لركض العرضة حفاظا على الموروث الاصيل ودعما لمحبي وملاك هجن ركض العرضة التي تنتشر بمختلف المحافظات .
وقد وضع الاتحاد العماني لسباقات الهجن قائمة بالشروط الواجب اتباعها للمشاركة بركض العرضة منها ، ان تقتصر المشاركة على سن الثنايا والحول ، وكذلك ان تكون المطية المشاركة مخصصة لركض العرضة (الحشمه) وان تكون من سلالة عمانية خالصة ، وان لا تكون عليها (حلاقة ) وبشرط ان لا تكون (مدني ) اي تحمل مولودا او سبق لها الولاده ، وكذلك تكون بكامل عتادها (زانه ) المخصصة لركض العرضة والمتكون من (الخري) والجاعد والشداد والغرضة والصدار وخطام الصوف .
وكذلك يشترط ان تؤدي المطية الركض من البداية للنهاية ، كذلك يمنع مشاركة الناقة المقلوصة اي التي تربط بناقة اخرى ، كذلك يمنع مشاركة( الزمول ) وهن فحول الهجن من المشاركة ، اضافة الى غيرها من الشروط التنظيمية .
ويعتبر ركض العرضة من اقدم السباقات للهجن حيث تقام مثل هذه المسابقات عادة في المناسبات الاجتماعية كالاعراس و الاعياد الدينية والوطنية وغيرها من الاحتفالات ، حيث تتنافس مطيتين بخط مستقيم وبشكل متلاصق ومتقارب جدا مع بعضهم البعض ولا تتجاوز المطية الناقة التي تتسابق معها وان كانت لديها القدرة على التفوق بالركض يقوم الراكب الانسان بسحب خطامها للخلف ليجبرها على ان تكون بشكل محاذي مع الناقة التي تتسابق معها ، وعادة ما تكون مسافة السباق قصيرة بحيث لا تتجاوز الـ 200 او 300 متر ولا تزيد عن 500 متر في اغلب الاحيان، ويقوم ملاك ومضمري هجن العرضة بتدريب النوق بشكل جيد قبل المشاركة وتعليمها على مثل هذه المسابقات منذ سن مبكر بداية من سن الحجايج او اللقايا حتى يتمكن الهجان من السيطرة عليها وتكون حسنة الطباع ولديها الممارسة والطواعية لتلبية تعليمات راكبها ومن يمتطيها .
ويعتبر ركض العرضة ايضا من الرياضات التي لها طابعها الخاص وتختلف كليا عن الركض لمسافات طويلة ، حيث تكون المطية بكامل زينتها من غرضة وشداد ومحوي و خري و كفال وخطام وصدار وجاعد حيث تصنع كل هذه الزينة او ما يسمى بـ (الزانه ) من البيئة العمانية وتقوم بصناعتها نساء عمانيات ، كما يؤدي الهجانه وهم على ظهور الهجن عددا من الفنون منها فن التغرود وفن الهمبل ، ويسيرون بصفوف متراصة وهم ذاهبون لتادية ركض العرضة الذي يعشقه كثير من العمانيون .
ويحافظ الانسان العماني في عدة محافظات على هذا الموروث الاصيل ، حيث يعتبر ركض العرضة ميزة من مميزات الانسان العماني الذي من خلاله استطاع ان يروض الهجن لتتأقلم وتنصاع الى تعليماته بحركات و ممارسات جميلة تجسد عمق الترابط بين الانسان العماني والهجن ، حيث تحتاج عملية تدريب الهجن على مثل هذه المسابقات الى فترة طويلة .
وأكد المكرم الشيخ سعيد بن سعود الغفيلي رئيس الاتحاد العماني لسباقات الهجن على ان الاتحاد ماضي نحو تطوير ودعم سباقات العرضة التي تعتبر احدى ملامح التراث العماني وتجسد الاصالة وارتباط الانسان العماني بهذا الموروث الاصيل .
واشاد الغفيلي بحجم المشاركة بمسابقة ركض العرضة ، مشيرا الى ان لها مهتمين من مختلف محافظات السلطنة لذلك فان الاتحاد يدعم مثل هذه المسابقات .
وبين رئيس الاتحاد العماني لسباقات الهجن ان الاتحاد العماني يقوم بدعم كافة أنشطة الهجن سوا فيما يتعلق بالسباق او ركض العرضة او المزاينة والمحالبة ، حيث يحاول جاهدا ان يدعم كافة الشرائح ويقدم لهم الدعم المطلوب .