مسافة المرحلة الخامسة 159 ميلا بحريا للوصول إلى الدوحة

استطاع فريق إي.أف.جي انتزاع فوزه الثالث في سباق الطواف العربي للإبحار الشراعي إي.أف.جي في المرحلة الرابعة التي انطلقت من إمارة دبي امس الاول باتجاه إمارة أبوظبي لمسافة 60 ميلاً بحرياً، وبالرغم من تأخره في أول دقائق من السباق، إلا أنه ما لبث أن تقدم بقية القوارب وحافظ على صدارته طوال مسار السباق حتى الوصول إلى خط النهاية قبالة نادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت.
وتأتي النسخة الخامسة من الطواف العربي للإبحار الشراعي مختلفة عن النسخ السابقة بمسارها العكسي الذي انطلق من مسقط بتاريخ 15 فبراير لمسافة 670 ميلا بحريا، وسيختتم في العاصمة البحرينية المنامة بتاريخ 28 فبراير، كما امتازت نسخة هذا العام بالعدد الكبير من القوارب المشاركة والبحارة من أكثر من 20 جنسية. إلا أن السباق منذ تأسيسه على يد مشروع عمان للإبحار في عام 2011م حمل أهدافاً ثابتة تتمثل في إحياء الأمجاد البحرية التي اشتهرت بها منطقة الخليج بشكل عام وإلهام الأجيال الصاعدة إلى اعتناق هذا الإرث الحضاري العريق وممارسة الإبحار بأسلوب عصري، فعلى طول سواحل شبه الجزية العربية من الكويت والبحرين شمالاً إلى ظفار في سلطنة عمان جنوباً تنتشر الموانئ التي احتضنت منذ الأزل أشهر البحارة العرب، كما يهدف السباق إلى الترويج للمنطقة كأحد أهم الوجهات السياحية والاستثمارية والرياضة في العالم، بما تتمتع به من مرافق وتسهيلات ومقومات طبيعية.
وبالرغم من وصول فريق إي.أف.جي إلى خط النهاية أولاً، متقدمين على فريق زين الكويتي بفارق دقيقة ونصف، إلا إن فريق زين أثبت في هذه المرحلة أنه خصم لا يستهان به، حيث ينافس سيدني طوال مسار السباق بقيادة المخضرم سيدريك بوليني الذي أبحر سابقاً ضمن طاقم سيدني جافنييه. وعن مجريات هذه المرحلة، قال محمد المجيني أحد الأعضاء العمانيين في طاقم إي.أف.جي: "كانت بدايتنا سيئة جداً بعد صافرة الانطلاق، ولكن الخبرة التي لدينا عززت من موقفنا وتقدما على بقية القوارب، وساعدنا في ذلك المنافسة القوية التي شهدناها من قارب زين الكويتي، حيث إننا نعمل بجهد مضاعف حين نواجه منافسة قوية من القوارب الأخرى".
واستطاع فريق زين الكويتي الحفاظ على مركزه الثاني في أغلب مسار السباق، وعمل على تقليص الفارق بينه وخصمه اللدود لمسافة أميال بسيطة فقط بفضل خبرة الربّان سيدرك بوليني، والملاح جيرالد فينيارد، والطاقم المفعم بالحيوية من موظفي شركة زين للاتصالات، وكان من بينهم رجل الأعمال الكويتي بدر الخرافي، نائب رئيس مجلس إدارة شركة زين، وعن مشاركته في أول سباق بحري شراعي، يقول الخرافي: "كان السباق ممتعاً ومليئاً بالتحديات في الوقت نفسه، ولكن بفضل العمل الجماعي استطعنا تجاوز العقبات وتحقيق المركز الثاني، واستمتعت شخصياً بالمشاركة مع الطاقم والمساعدة في توجيه القارب واستلام مسؤولية الدفة في بعض الأحيان".
وفي المركز الثالث جاء فريق أفيردا بقيادة البحار الشاب مارسيل هريرا، فبالرغم من مخالفتهم على تجاوزهم لخط الانطلاق في البداية، استطاع الفريق اللحاق بالقوارب الأخرى بفضل العمل الجماعي، واستطاعوا بعد منتصف المسافة التقدم إلى المراكز الخمسة الأولى ثم تجاوزوا فريقي ديلفت تشالنج وفريق النهضة وختموا السباق في المركز الثالث.
ومن بين الفرق العمانية، برز فريق النهضة كأحد أبرز المرشحين للمراكز المتقدمة بفضل الطاقم العماني المحترف على متن القارب، حيث حقق الفريق المركز الثالث في الجولتين الأولى والثالثة، كما حافظ على نفس المركز في أغلب مسار المرحلة الرابعة باتجاه أبوظبي، لولا أن قاربهم بدأ يتباطأ قبل أميال من خط النهاية مما أعطى فرصة للفرق الأخرى لتجاوزهم. وعن ذلك يقول فهد الحسني ربان الفريق: "لا نعلم ماذا حصل للقارب بالتحديد، ولكنه خذلنا قبل خط النهاية، ونأمل أن نعوض عن ذلك في المرحلتين القادمتين".
ويقال بأن الاستمرارية في الأداء الجيد تؤتي ثمارها في الترتيب العام، وهو الأمر الذي أدركه فريق ديلفت تشالنج الهولندي، حيث ختموا جميع السباقات ضمن القوارب الستة الأولى، وختموا سباق المرحلة الرابعة في المركز الرابع بالرغم من تعرضهم لحادثة بسيطة عند خط الانطلاق أدت إلى إلحاق ضرر طفيف بالقارب، وبذلك استطاع هذا الفريق الحفاظ على مركزه الثالث في الترتيب العام حتى الآن.
ومن ضمن الفرق التي حافظت على أداء ثابت كذلك فريق "بيين فوال" السويسري بقيادة لورينز مولر، فبالرغم من عدم حصولهم على مركز ضمن المراكز الثلاثة الأولى خلال المراحل السابقة إلا أن ثبات أدائهم جعلتهم في المركز الخامس في الترتيب العام حتى الآن متقدمين على فريق النهضة الذي يحتل المركز الخامس في الترتيب العام. أما نِك مولوني الذي يقود فريق جي.أيه.سي بدعم من فريق دونجفينج الصيني فقد قدم أداء أفضل في المرحلة الرابعة مقارنة بالمرحلتين السابقتين، وختم السباق في المركز السادس بعد تراجع فريق النهضة إلى المركز السابع.
ومن ناحية أخرى، واجه فريق الثريا النسائي بعض التحديات بسبب معاناة بعض أفراد طاقمه من دوار البحر بسبب الأمواج المتقلبة، وختموا السباق في المركز الثامن، متقدمين على فريق كلية عمان البحرية الدولية الذي جاء تاسعاً، وفريق أوميفكو صور الذي جاء عاشراً، وفريق البحرية السلطانية العمانية الذي جاء في المركز الحادي عشر. وقد أعلن قارب البحرية السلطانية العُمانية عدم إكماله لبقية مراحل السباق بسبب عطل فني في القارب حيث أعرب ربّان الفريق ملازم أول بحري علي الرحبي عن قوله: "كان قرار عدم متابعة الطواف صعبا إلا أننا راضون جدا عن ما حققناه كفريق خصوصا وأن هدفنا من المشاركة إتاحة فرصة لتطوير المهارات في رياضة الإبحار الشراعي وهو ما تحقّق بالفعل".
وانطلقت المرحلة الخامسة صباح أمس من نادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت، وستقطع فيها القوارب مسافة 159 ميلاً بحرياً باتجاه مرسى فور سينز في الدوحة، ونظراً لطول مسافة هذه المرحلة والرياح الشمالية التي سترافق القوارب في أغلب فترات السباق، سيتوجب على البحّارة التأقلم مع هذه التحديات ومواجهة التعب والإرهاق حتى خط النهاية، كما سيتوجب عليهم تجنب الكثير من العوائق على طول مسار السباق مثل حقول النفط والجزر الرملية الضحلة التي قد تلحق أضراراً بالغة بقاع القارب. ويتوقع أن تصل القوارب إلى الدوحة بتاريح 25 فبراير خلال أول ساعات الفجر.
وعقب وصول القوارب إلى نادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت، صرحت سلمى الهاشمية، المديرة العامة للتسويق والفعاليات في مشروع عمان للإبحار بقولها: "يوماً بعد يوم يتبين لنا كيف استطاع الطواف العربي للإبحار الشراعي اجتذاب زخم كبير من الاهتمام على مستوى المنطقة والعالم، حيث يجد البحارة في السباق كل مقومات التحدي الشراعي من المزج بين السباقات المحيطية الطويلة والسباقات الساحلية القصيرة، علاوة على المزيج من البحّارة المحترفين والهواة من مختلف دول العالم ومن دول المنطقة، ولهذا فإن هذا السباق يعد بذرة لعهد جديد من الإبحار الشراعي في منطقة الشرق الأوسط. ومن خلال التركيز على الأجيال الصاعدة، وتدريبهم وصقل مهاراتهم الرياضية والشخصية، سيبرز جيل جديد من البحارة المحترفين وسيسهمون في إلهام الأجيال القادمة بعدهم لمواصلة مسيرة الإبحار الشراعي بأسلوب عصري يتواءم مع متغيرات العصر".