صنعاء ـ وكالات: قال مصدر سياسي يمني مفاوض امس الاثنين إن معظم المكونات السياسية في اليمن وافقت على نقل الحوار من العاصمة صنعاء إلى مدينة آمنة خلال مشاوراتها برعاية مبعوث الأمم المتحدة لليمن جمال بنعمر. وأوضح المصدر المفاوض، الذي طلب عدم ذكر اسمه لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن معظم الأطراف السياسية الموقعة على اتفاق السلم والشراكة في 21 سبتمبر الماضي وافقت مساء أمس على نقل الحوار من العاصمة صنعاء إلى مدينة أخرى آمنة، لم يتم تحديدها حتى الآن. وأشار إلى أن جماعة أنصار الله الحوثية وحزب المؤتمر الشعبي العام بزعامة الرئيس السابق علي عبد الله صالح هما فقط من رفضا نقل الحوار من صنعاء. وتعقد المكونات السياسية اليمنية منذ أكثر من أسبوعين بصنعاء مفاوضات من أجل بحث سبل حل للأزمة الراهنة في اليمن خصوصا بعد إعلان جماعة الحوثي ما أسمى " إعلانا دستوريا" لإدارة شؤون اليمن. على صعيد اخر أفصحت مصادر رئاسية يمنية عن اجتماع دعا إليه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مساء أمس الاول الأحد التقى خلاله بعدد من القيادات البارزة في عدد من المحافظات الجنوبية حيث كرس الاجتماع لمناقشة عدد من التطورات السياسية. ونقلت صحيفة "عكاظ" السعودية امس الاثنين عن المصادر القول إن هادي عقد اجتماعا رسميا مع مسؤولين من محافظات لحج وأبين والضالع وعدن ، وتترقب الأوساط السياسية دعوة مماثلة لعقد اجتماع موسع ستحضره قيادات بارزة من عدة محافظات يمنية بينها محافظات شمالية وجنوبية وفيه سيتم طرح مقترح تحويل مدينة عدن إلى عاصمة مؤقتة لليمن ومقرا للحكومة. وأوضحت مصادر في الرئاسة اليمنية للصحيفة أن محافظي أبين ولحج والضالع وعدن وقيادات المحاور العسكرية بحثوا الترتيبات الأمنية خلال الفترة المقبلة ، ومتابعة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني للخروج من الأزمة. من جهة ثانية ، أوضح مصدر مطلع للصحيفة أن خلافات وصراعات برزت في أوساط جماعة الحوثي تنذر بانهيار صفوفهم كان آخرها إقدام المسلحين على التهديد بتنفيذ حملات اعتقالات تستهدف أبناء الجنوب وقيادات حزبية بشكل علني بينهم الرئيس السابق ونجله الذي يتهمه الحوثيون بالضلوع بتنفيذ خطة الفرار خاصة بعد انتهاكهم للاتفاقيات المبرمة معه وقتل قائد عسكري من القوات الخاصة الموالية له الأسبوع الماضي. من جهة اخرى نظمت قبائل يمنية جنوبية في محافظة شبوة امس الأثنين عرضا عسكريا كبيراً ضم آلاف المسلحين ومئات المركبات المحملة بالأسلحة المتنوعة لحماية المحافظة، وتأييدا لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي. وأفادت مصادر محلية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بأن قبائل بني هلال في محافظة شبوة نظمت بمدينة عتق عاصمة المحافظة عرضاً عسكرياً غير مسبوق ضم آلاف المسلحين ومئات المركبات المحملة بالأسلحة المتنوعة للتعبير عن استعدادهم لحماية المحافظة من أي هجوم مسلح وتأييدهم لشرعية الرئيس هادي. وأضافت المصادر أن "العرض المسلح عبر عن رفضه لما أسماه الانقلاب على سلطات الدولة من قبل جماعة الحوثي و مساندته لمواقف السلطات المحلية بالمحافظة الرافضة للتواجد الحوثي فيها". وأشارت المصادر إلى أن العرض المسلح عبر عن استعداده الكامل للتصدي لأي جماعة مسلحة تهدد أمن محافظة شبوة من أي جهة كانت. وكانت قبائل العوالق في شبوة قد أعلنت عن تجهيزها لثلاثة آلاف مقاتل و 200 مركبة لحماية المحافظة من خطر المليشيات المسلحة. من ناحيتها اجلت مصر صباح امس الاثنين بعثتها الدبلوماسية واغلقت سفارتها في العاصمة اليمنية صنعاء بسبب "سوء الاوضاع الامنية في اليمن"، حسب ما نقل الاعلام الرسمي. ويأتي هذا القرار على خلفية الفوضى التي يشهدها اليمن منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء واحتجاز الرئيس اليمني المستقيل عبدربه منصور هادي المدعوم من الغرب لاحقا قيد الاقامة الجبرية قبل ان يتمكن من الهرب الى مدينة عدن الجنوبية السبت الفائت. وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية "ان البعثة الدبلوماسية المصرية في صنعاء برئاسة السفير يوسف الشرقاوى عادت الى القاهرة في ساعة مبكرة صباح امس (الاثنين) بسبب سوء الأوضاع الأمنية فى اليمن". كما اشارت الى ان "السفارة المصرية بصنعاء اغلقت أبوابها بعد مغادرة البعثة". وكان الحوثيون الذين يعتبرون المرتفعات الشمالية مقرهم التقليدي، قد سيطروا على العاصمة صنعاء بدون مواجهة مقاومة في سبتمبر. والشهر الماضي سيطر الحوثيون على القصر الرئاسي وحاصروا مقر اقامة هادي ما دفعه الى الاستقالة. من جهة اخرى قتل جندي يمني وأصيب خمسة اخرون اثر انفجار عبوة ناسفه استهدفت موكب قائد المنطقة العسكرية الأولى امس الاثنين في وادي حضرموت شرقي اليمن. وقال مصدر أمني من عمليات وادي حضرموت طلب عدم كشف اسمه لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن مسلحين يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة زرعوا عبوة ناسفة استهدفت موكب اللواء عبد الرحمن الحليلي، وأسفرت عن مقتل جندي و اصابة خمسة من مرافقيه اصابات بالغة. وأوضح المصدر أن العبوة انفجرت خلال مرور الموكب في منطقة بروج بمديرية القطن، مؤكداً نجاة اللواء الحليلي. وتعتبر محاولة الاغتيال التي تعرض لها الحليلي، هي الثانية خلال أقل من اسبوع، حيث تبنت جماعة أنصار الشريعة التابعة لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية محاولة الاغتيال السابقة، إلا أنها حتى اللحظة لم تعلن تبنيها لعملية امس. وكان الحليلي قد تعرض لمحاولة اغتيال في كمين مسلح الجمعة الماضية في منطقة البحيره على طريق سيئون، بمحافظة حضرموت ، ما ادى الى اصابة عدد من مرافقيه. وتشهد مدينة القطن نشاطا متصاعدا لتنظيم القاعدة، الذي نفذ عدة عمليات مشابهة خلال الاشهر الماضية استهدفت مقرات أمنية وعسكرية أسفرت عن مقتل العديد من الجنود.