بغداد ـ وكالات انسحب داعش امس من قاعدة القيارة إحدى أهم نقاطه العسكرية في المنطقة عقب غارات جوية وصفت بالأعنف. يأتي ذلك مع تزايد الاستعدادات لعمليات عسكرية واسعة تستهدف داعش في معقله في الموصل. وبدأت الضربات الجوية العنيفة للتحالف العربي والدولي والمعارك البرية ضد داعش في العراق تحقق أهدافها، فانسحب داعش من قاعدة رئيسية جنوب الموصل وهو يعتبر أول انسحاب مباشر من هذه المنطقة ينفذه داعش. وأكدت مصادر كردية أن مستشفى الموصل استلم اكثر من 25 جثة لعناصر داعش وعشرات الجرحى الذين تمكن المتطرفون من إجلائهم من قاعدة القيارة. من جانبه نفذ طيران التحالف السبت سلسلة غارات على مواقع داعش في بلدة تل الريم وقرية السلطان عبدالله جنوب شرق الموصل ما أدى الى انسحابهم منها مخلفين وراءهم جثث أكثر من 67 قتيلا وسيطرة قوات البيشمرجة عليها. وتعتبر بلدة تل الريم وقرية السلطان عبدالله قاعدة انطلاق لهجمات داعش باتجاه مناطق الكوير ومخمور جنوب شرق الموصل التابعة لمحافظة اربيل طوال الأشهر الماضية. من جهته وعد وزير الدفاع الاميركي الجديد اشتون كارتر الاثنين بالحاق "هزيمة نهائية" بـ"داعش"، وذلك فيما يعقد اجتماع في قاعدة اميركية في الكويت مع قادة عسكريين ودبلوماسيين بهدف البحث في متسجدات الحرب على المتطرفين. وبعد ايام فقط من استلامه مهامه، يجتمع وزير الدفاع الاميركي مع حوالى عشرين قائدا عسكريا وسفيرا ومسؤولا في اجهزة المخابرات في قاعدة عريفجان في صحراء الكويت. وقال كارتر متوجها الى القوات الاميركية في القاعدة قبيل الاجتماع، ان الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة "يدفع (داعش) بفاعلية بعيدا عن الكويت وعن أماكن اخرى". وأضاف "لا يكون لديكم شك أبدا بأننا سنلحق بهم هزيمة نهائية". واشار كارتر الى انه دعا الى الاجتماع مع المسؤولين العسكريين والمدنيين "للجلوس حول طاولة والتحدث عن سائر ابعاد هذه الحملة". ولن تشمل المحادثات فقط الحرب في سوريا والعراق حيث ينفذ الائتلاف ضربات يومية بقيادة الولايات المتحدة، بل ستشمل نطاقا اقيليما اوسع بحسب الوزير. وقال في هذا السياق ان "داعش لا يشكل خطرا على العراق وسوريا فقط، انه خطر على نطاق اوسع في المنطقة". وردا على سؤال طرحه احد الجنود حول ما اذا كانت واشنطن تفكر في ارسال جنود الى الارض لمواجهة المتطرفين، قال كارتر ان اي تدابير عسكرية اضافية يتعين دراستها بشكل متأن. لكنه قال "سنفعل كل ما يلزم لننتصر". وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما القلق من الانجرار الى حرب حقيقية على الارض دعم مبدأ الحملة الجوية واكد انه لن يتم ارسال جنود الى ارض المعركة. وتاتي المحادثات في الكويت بعد ستة اشهر على انطلاق الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة وتمكنت من وضع حد لتقدم داعش وساعدت القوات الكردية على استعادة اراض في شمال العراق اضافة الى مدينة كوباني السورية على الحدود مع تركيا. وكان داعش تبنى مؤخرا ذبح 21 قبطيا في ليبيا. ووصل كارتر الى الكويت قادما من افغانستان فيما قال مسؤول مسؤول في وزارة الدفاع طلب عدم كشف هويته ان الوزير يرغب في اجراء "حوار مفتوح دون اعتبار للرتب". وتابع ان الامر لا يتعلق بوضع استراتيجية جديدة للحرب على داعش بل بفهم افضل للتحديات التي يفرضها هذا داعش وبحث الوسائل العسكرية والدبلوماسية للتصدي له ودراسة "معنى مبايعة داعش من بعض الجماعات في ليبيا ومصر وافغانستان" وبحث جهود الحكومة العراقية. واستغل تنظيم الدولة الحرب في العراق وعدم الاستقرار في سوريا ليسيطر على مناطق واسعة في البلدين حيث يرتكب فظاعات نددت بها الامم المتحدة باعتبارها جرائم ضد الانسانية. ومن المشاركين في الاجتماع الجنرال جايمس تيري مسؤول الحملة على تنظيم الدولة والمبعوث الخاص للرئيس الاميركي الى التحالف الدولي جون الن والمبعوث الاميركي الخاص الى سوريا دانييل روبنشتاين وسفراء بينهم سفراء السعودية والامارات ومصر والاردن. على صعيد اخر ذكر مسؤول في قوات البشمرجة الكردية امس الاثنين أن 22 من عناصر داعش قتلوا في غارات لطيران التحالف الدولي استهدفت تجمعا لعجلات داعش جنوبي كركوك/ 250 كم شمالي بغداد/. وقال العقيد بشتوان محمد ، في تصريح صحفي امس ، إن طيران التحالف الدولي قصف تجمعا ضم عددا من العجلات التابعة لداعش في قرية /البو محمد/ في قضاء داقوق جنوبي المدينة ما ادى الى مقتل 22 عنصرا . وأضاف أن القصف ادى ايضا الى احراق عجلتين تحمل أحدها أسلحة .