[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
في لحظة الجلجله قال السيد المسيح كلمته المشهور " أعف عنهم يارب فهم لايدرون ما يفعلون " .. لكن المشكلة أن كل من في المنطقة متمرس بما يفعل، ليس هنالك هواية فعل، هنالك احتراف ومعرفة وثيقة ودراية بالتفاصيل. لو كان للمنطقة فم لروت، ومع ذلك يظل الظاهر يغلف الباطن الظاهر أيضا.
كل شيء يجري على وضوح، ليس من مستور، فالعالم يعيش حياته بشكل مفتوح، أنها قصة الحرب الطويلة التي تدار اليوم بالشكل الذي يجعل منها حدثا يولد أحداثا. هكذا شاءت المعارك ضد العراق منذ أن اجتاح صدام حسين الكويت، فجاء التحالف الدولي على عجل وأقام عليه الحد ثم أخرجه بالقوة من الكويت، لكن الحرب ظلت، بل نقول إن الأميركي تركها مفتوحة الى اللحظة التي قرر فيها ان يجتاح العراق هو هذه المرة، وبدون إذن من تحالفه، بل إن فرنسا كانت غاضبة على المشهد الذي رأت فيه ماجد، فإذا بالعراقيين يكتبون لعنات على الجيش الأميركي.
اليوم تحالف واضح ايضا اقرب الى الهواة، لكن لا احد يبشر بقرب النهاية سوى اصحاب الحقوق الذين وحدهم يقودون المعركة بإصرار من يعرف انه "ما حك جلدك مثل ظفرك"، وان الأمر في النهاية لصاحب الارض ، وهو وحده من سيتحمل تبعات الاجتياح الداعشي.
يكذب الأميركي على اهل تحالفه، لم نعد نسمع بطلعات جوية مركزة، سوى تلك التي فعلها الطيران الاردني كردة فعل ثم توقف كل شيء بكبسة زر .. التحالف لم يعد تحالفا سوى على الورق، ويبدو ان الطلعات الجديدة للطيران له اثمانه، وكالعادة يدفعها العربي وهو يبتسم كي لاتظهر على وجهه علامات التعجب.
وكلما كذب الأميركي الذي رفض حتى تقديم السلاح للجيش الليبي الذي عليه الاعتماد داخل ليبيا في مواجهة محاور باتت ثقيلة عليه، فلأنهم يريدون ترك ليبيا مسرحا واضحا للفوضى التي يراد لها ان تعم سائر البلد. فكيف يتمكن الجيش الليبي من درأ الخطر المتعدد عليه وبلاده صارت نهبا لشتى انواع المسلحين الذين يطوقون ليبيا من كل جهاتها، حتى انهم غمروها لكثرة ماهم عليه.
حاولت متابعة المعركة مع " داعش " فلم أجد سوى الأكراد الذين أعادوا مدنهم وقراهم الى كنفهم، وكذلك الجيش العراقي الذي يعيش المنازلة بشكل يومي، وكذلك الجيش السوري. اما المصريون فلا ادري من لفت نظرهم الى ضرورة التوقف عن قصف مقرات " داعش"، بل ماهي سمة المتغيرات التي تدفع بمصر الى موقف المشاهدة من جديد وهي التي وضعت على خارطتها العسكرية اكثر بكثير مما فعلته.
أسئلة كثيرة تحتاج لأجوبة، وأجوبة كثيرة تحتاج لتوضيح رغم الوضوح الساري في جسد المنطقة .. فليس هنالك ضباب مانع للرؤية، بكل مقاييس الوضوح يظل هنالك ما هو لم ينفذ بعد ويحتاج للتفاهم مع الأميركي الذي يملك الرواية الكاملة، لكنه توقف عن قول تفاصيلها لأسبابه الخاصة ولعلمه أن الآخرين يسمعون كلامه جيدا، ولأنهم متفاعلون معه فما من قصة تحدث في المنطقة إلا وكانت لأميركا أصابع وراءها.