- ضمن الموسم الثقافـي لجامعة نزوى

نزوى ـ «الوطن»:
احتفت مكتبة جامعة نزوى صباح امس الأول بمشاركتها في فعاليات الموسم الثقافي الثامن عشر (إبداع وابتكار)، وذلك باستضافة الشيخ الدكتور سيف بن سالم الهادي، خبير إعلامي في وزارة الإعلام ومحاضر في كلية التربية بجامعة السلطان قابوس، الذي قدّم محاضرة في قاعة الشهباء بالحرم المبدئي عنوانها: (الإلحاد ... قراءة تفكيكية).
تصدّرت المحاضرة كلمة ترحيبية استفتح بها الدكتور جمال بن مطر السالمي، مدير مكتبة جامعة نزوى، هذا الحدث مؤكدا فيها على أهمية المكتبة ودورها الجوهري الذي يعد شريانا حيويا يغذي أوردة الجامعة وطلبة العلم، ويعزز القيم والهوية الوطنية، كما أنها تصنّف العلوم وتوثّق مصادر المعرفة، وتناقش قضايا المجتمع وثقافاته الأصيلة.
استهل الدكتور سيف الهادي محاضرته بتطويع مفهوم المعرفة وأهمية استنباطه من مصادره الصحيحة، من جملة ذلك مفهوم قضية الإلحاد، الذي عاش سابقا وسط إرهاصات لم تسمح له بالحرية الإعلامية في الطرح والتناول والنقاش، حتى أصبح منتجا متداولا بين الجميع بسبب العولمة الثقافية، وفي ذات السياق أكد الهادي على أهمية السؤال، كونه مفتاحا لطلب العلم ومواجهة هذه الأفكار الرائجة التي تواشجت معتقداتها بسبب التداخل التاريخي والفكري له بما جاء به أبرز مفكري الإلحاد وفلاسفته؛ بيد أنّ ذلك مرهون باقتفاء أهل الاختصاص (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)، فطبيعة الفطرة الإنسانية تؤدي به إلى التفكير وطرح التساؤلات.
ومن بين القضايا التي ناقشها المحاضر معنى الفكر ومتصوّره الذهني وتعريفه في اللغة وحجته بين المصدر والمنهج، كذلك التفكير عبر التراكيب اللغوية والتحليلية؛ وصولا إلى حسم الجدل في عصر الحداثة حول البحث في الجمل الصادقة إلى العقلانية الموضوعية سبيلا إلى المعرفة.
كذلك ناقش فطرية الأسئلة لدى الإنسان ودليل وعيه، إذ أن أبرز الأسئلة التي يضعها في قضية الوجود هي: من صنع هذا؟ (سؤال الخلق) – لماذا صنعه؟ (سؤال الغائية) – أين يذهب؟ سؤال المصير، لتفرز هذه الأسئلة ثلاثة مفاهيم، هي: استحقاق الصانع (المدح أو الذم) – موقفي منه (الأخلاق) – علاقتي به (الأنواع الثلاثة).
لماذا سقطت الأسئلة الوجودية والغائية والأخلاقية؟ تساؤل طرحه الدكتور سيف وأجاب عنه بقوله: (سقطت بفضل ثلاثة عوامل، هي: اقتران الثورة العقلية بالثورة الصناعية، وتحويل التفكير العقلي من الموضوعية إلى الأداتية، واستكمال الإجراءات القانونية لإنشاء مجتمع الحداثة، إذ سيكون التفكير مجتمعيا لا فرديا). وبسبب الجدل القائم في موضوع هذه القضية، انتهى الجدل حول العقل والحس بانتصار المذهب الحسي واعتماد العلم التجريبي، كذلك تحدّث عن أنّ وجود خالقٍ لهذا الكون البديع جعل كل شيء فيه يسير وفق نظام وقانون لم يسمح للمخلوقات بإباحة كل شيء لنفسها والتعدي على الآخرين.

* فضل المكتبات الأكاديمية
كما نظّمت مكتبة جامعة نزوى بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار والجمعية العمانية للمكتبات والمعلومات، صباح امس الثلاثاء ندوة بعنوان: (المكتبات الأكاديمية العمانية ... مصادر المعرفة والنشر العلمي)، وذلك في قاعة الشهباء بالحرم المبدئي للجامعة تحت رعاية الأستاذ الدكتور محمد عبدالمنعم إسماعيل، مساعد نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية، بمشاركة أكثر من 20 جامعة وكلية عمانية.
ومما قاله الدكتور جمال بن مطر السالمي، مدير مكتبة الجامعة، شاهدا على فضل المكتبات الأكاديمية وأهميتها، وذلك في كلمة افتتاح الندوة التي تأتي ضمن فعاليات الموسم الثقافي الثامن عشر (إبداع وابتكار): للمكتبات الأكاديمية أدوار محورية في عملية الاعتماد الأكاديمي المؤسسي والبرامجي، فنجد أن مؤسسات الاعتماد المحلية والدولية تولي أهمية خاصة للخدمات والمصادر التي تقدمها للمجتمع الجامعي، كما أن العديد من هذه المكتبات قائمٌ بدورٍ أساسٍ ومحوري في خدمة المقررات الدراسية وأساتذة الجامعة وطلبتها وتوفير احتياجاتهم المختلفة». وأضاف في سياق متصل: (في إطار المجتمع الأوسع نجد أن المكتبات الأكاديمية تسهم بشكل كبير في تحقيق رؤية عمان 2040م، بتعزيز الوعي المعلوماتي وترسيخ قيم الانتماء والهوية والمواطنة الصالحة.
وأشار الدكتور السالمي في كلمته إلى عدد من التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها المكتبات الأكاديمية، أبرزها داخليًا نجده في النظرة التقليدية السطحية لمكانة المكتبات ودورها في المجتمع الجامعي، كما أن بعض منتسبي المهنة كان لهم دور في ترسيخ هذه النظرة بالانكفاء على الذات وتقديم مستوى بسيط من الخدمات. أما التحديات الخارجية فتكمن في كيفية توفير المصادر المعرفية بسبب الزيادة الهائلة في أسعار المصادر مقابل شح الموارد المالية في الجامعات، كذلك ازدياد أعداد المزودين للمصادر من ناشرين وموزعين ووكلاء وغيرهم، مع التباين الواضح في طبيعة التزويد وقيمة المصادر وأنواعها وجودتها، إذ شكلّ ذلك تحدٍ آخر في اختيار الناشر أو قاعدة البيانات المناسبين. ولتجاوز هذه التحديات يقول مدير المكتبة: تأتي مبادرتنا بعقد هذه الندوة المتخصصة في المكتبات الأكاديمية العمانية، لتقدم فرصة كبيرة لتبادل الخبرات والتجارب في معالجة بعض القضايا التي تواجهها هذه المكتبات، وتقديم الحلول للتحديات ومناقشتها.
وتهدف ندوة (المكتبات الأكاديمية العمانية ... مصادر المعرفة والنشر العلمي) إلى تعزيز الروابط والعلاقات بين المكتبات الأكاديمية داخل سلطنة عمان، وذلك بإتاحة الفرصة للمسؤولين في هذه المكتبات من القطاعين الحكومي والخاص لطرح أبرز القضايا والتحديات التي تواجهها المكتبات ومناقشتها.