مسقط - "الوطن" :
بدأت صباح أمس بجامعة السلطان قابوس الندوة الوطنية حول" الإذاعة والشباب"، التي نظمتها اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للإذاعة والذي يحتفل به العالم هذا العام تحت شعار " الإذاعة والشباب". رعى الندوة سعادة علي بن خلفان الجابري وكيل وزارة الإعلام وبحضور نخبة من الإعلاميين المخضرمين والشباب من مختلف الجهات الإعلامية في السلطنة وأكادميين وأساتتذة إعلام وجمع من الطلبة والطالبات في تخصصات الصحافة والإعلام بجامعة السلطان قابوس، وجماعة الإذاعة المدرسية في بعض مدارس التعليم ما بعد الأساسي بمحافظة مسقط. وقد هدفت الندوة إلى تعزيز الوعي بأهمية الإذاعة في توعية الشباب وتعزيز تبادل الخبرات الوطنية في مجال الاذاعي، والنهوض بالإذاعة في مجتمعنا، وإبراز الإذاعة كأداة للتنمية، وإبراز إسهام الإذاعة في المجالات المختلفة، التعريف بانجازات الإذاعات المختلفة في السلطنة. في بداية الندوة ألقت فاطمة بنت سعيد الهنائية مساعدة أمين اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم للعلاقات الدولية كلمة اللجنة قالت فيها: لقد اعتمدت منظمة " اليونسكو" اليوم العالمي للإذاعة في سبتمبر من عام 2011م، ليكون يوما عالميا للإذاعة تقديرا لدورها, إذ انها وسيلة قوية لنقل المعلومات، وهي في الوقت نفسه سهلة الوصول لكل الناس بمختلف شرائحهم الاجتماعية ومستوياتهم الفكرية والثقافية. وقد دأبت منظمة اليونسكو في احتفالها بهذا اليوم على اختيار موضوع ذي أهمية عالمية، تطلقه شعارا لهذا اليوم، وتركيز الجهود عليه. وجاء اليوم العالمي للإذاعة في نسخته الرابعة يحمل شعار "الإذاعة والشباب"، وهو شعار ينطلق من كون الشباب يشكلون أكثر من نصف تعداد العالم، وأن الإذاعة هي السبيل لإحداث التغيير، فهي منصة يعبر فيها الشباب عن أنفسهم, و من خلالها يشاركون غيرهم الافكار ويتبادلون معهم الآراء. وأضافت الهنائية قائلة: "لقد حظيت شريحة الشباب العماني باهتمام خاص من قبل قائد المسيرة العمانية الحديثة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعطم حفظه الله ورعاه، بداية بالتركيز على نشر مظلة العلم منذ تولي جلالته مقاليد الحكم، إلى إطلاق عامي الشبيبة والشباب، وصولا إلى إنشاء اللجنة الوطنية للشباب، واستمرارا في توجيه الخطط التنموية بالتركيز على الشباب، إيمانا من جلالته بأن مستقبل هذا الوطن يبنى بسواعد شبابه.وقالت: إن أول مشروع تنموي في عمان الحديثة هو إطلاق إذاعة سلطنة عمان التي بدأت إرسالها الأول في 30 يوليو من عام 1970م، أي بعد أسبوع واحد من انطلاق مسيرة النهضة العمانية بقيادة جلالته -حفظه الله ورعاه- و في هذا تأكيد على أهمية الإذاعة فهي كانت وسيلة التواصل الأول بين الحكومة والشعب، إلى جانب كونها وسيلة توعية وتعليم، ومنصة للثقافة والحوار. وكان الخطاب التاريخي الذي وجهه حضرة صاحب الجلالة للشعب العماني عبر الإذاعة في التاسع من شهر أغسطس 1970، هو الخطاب الثالث لجلاته الذي حدد فيه ملامح سلطنة عمان الحديثة. ثم بدأت الجلسة الأولى والتي كانت تحمل عنوان: الإذاعة والتنمية والشباب وقد أدارتها عبير بنت علي المعمري من جامعة السلطان قابوس وكانت الورقة الأولى تحت عنوان الإذاعة والتنمية قدمتها الدكتورة مهيناز محسن أستاذة الإذاعة والتلفزيون بكلية الآداب تناولت فيها أهمية الإذاعات المحلية والمجتمعية ودورها في التنمية وذلك من خلال قدرتها على إقناع الفرد بتغيير معارفه واتجاهاته وسلوكه في مجال التوعية بالتنمية المستدامة. وهذه الإذاعات تتفوق على الإذاعات العامة في استخدامها اللهجة المحلية المناسبة لمخاطبة الجمهور المحلى، وتبسيط المعلومات التنموية، عبر تناولها بلغة سهلة ومفهومة تراعى البُعد المحلى، وتزيد من قدرة الجمهور على التفاعل مع الرسالة الاتصالية. وتوفر التغطية الإذاعية لقضايا التنمية في محطات الإذاعة المحلية والمجتمعية ميزة المتابعة المنتظمة للمشكلات والقضايا المحلية الأكثر إلحاحاً، وتقويم الجهود المبذولة لحلها، وإتاحة فرصة أكبر لمراجعة الرسالة الاتصالية التنموية من اجل اتخاذ قرار بتعديلها أو الاستمرار فيها أو إيقافها. كما تتيح الإذاعات المحلية مساحة أكبر لمشاركة مجتمعية حقيقية ومباشرة وفعالة للمواطن، فضلاً عن مشاركته في صنع المحتوى الإعلامي بشكل أكثر ارتباطاً بواقع بيئته المحلية، وخصوصيتها الاجتماعية والجغرافية، بعكس محطات الإذاعة الحكومية العامة التي لا تستطيع أن تستوعب مشكلات البيئة المحلية لكل نطاق جغرافي على حدة بالعمق المطلوب؛ إذ تظل الإذاعات المحلية والمجتمعية الأكثر فعالية في هذا الشأن. وأشارت الدكتورة إلى تجارب بارزة للإذاعات المحلية والمجتمعية في مجال التنمية في بعض الدول. كما عرضت مقترحات لتفعيل دور الإذاعات المحلية والمجتمعية في نشر ثقافة التنمية المستدامة في السلطنة. أما الورقة الثانية قدمها أحمد بن مهنا الكندي مدير إذاعة القرآن الكريم بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وجاءت بعنوان "الإذاعة والشباب بين الواقع والطموح" استعرض خلالها نبذه تاريخية عن نشأة ومراحل تطور إذاعة سلطنة عمان لتتبلور بما عليه الآن. وأكد في ورقته بأن إذاعة عمان ومن خلال باقة برامجها "الإذاعة العامة، إذاعة الشباب، وإذاعة القرآن الكريم، والإذاعة الكلاسيكية، وإذاعة اللغة الإنجليزية" تقدم العناية والرعاية الحقيقية لفئة الشباب، وتفعيل دور الشباب في هذه البرامج سواء من خلال مضامين البرامج المطروحه في الإذاعة أو من خلال الكوادر العمانية الشابة القائمة على تلك البرامج الإذاعية، بالإضافة الى إتاحة فرصة التفاعل للشباب مع تلك البرامج من خلال الحضور الشخصي للإستدوديو أو من خلال التواصل والتفاعل عن طريق وسائل التواصل الإجتماعي". أما الجلسة الثانية وكانت بعنوان مستقبل الإذاعة- نجاحات وطموح وقد أدار هذه الجلسة سالم بن محمد المعمري من جامعة السلطان قابوس وتم خلال هذه الجلسة عرض عدد من التجارب العمانية الناجحه في مجال الإذاعة، كان أبرزها تجربة المذيعة سهى بنت زهران الرقيشيية في إذاعة الشباب، وتجربة المذيع موسى بن عبدالله الفرعي في إذاعة الوصال وتجربة خلود بنت سيف العلوي في إذاعة هلأFM. وتضمنت الجلسة نقاشات وحوارات مع هذه التجارب الشابة شارك فيها طلبة تخصصات الصحاف والإعلام حول هذه التجارب وأهم التحديات التي يمكن أن يواجهها المذيع وكيفية التغلب على هذه التحديات. وتضمنت الجلسة الأخيرة حلقة نقاشية حول مستقبل وتحديات الإذاعة وطموح الشباب وقد أدارها المكرم الدكتور أحمد بن علي المشيخي أستاذ الإذاعة والتلفزيون بكلية الآداب وشارك فيها المذيع ابراهيم بن عامر اليحمدي الخبير بالقطاع السمعي بالهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون، والدكتور أنور بن محمد الرواس أستاذ مشارك في الاعلام السياسي بجامعة السلطان قابوس، وأحد الشباب من طلبة جامعة السلطان قابوس تخصص الصحافة والإعلام. وشهدت هذه الجلسة نقاشات ثرية حول كيفية التطوير في المضامين المطروحة وأهمية إدراج قضايا تلامس احتياجات الشباب والمجتمع في العصر الحديث، وكذلك واقع النوافذ الإعلامية المتوفرة للشباب في سلطنة عمان وسبل الدفع بها وتعزيزها. كما تم التأكيد من خلال النقاشات على أهمية التدريب والتأهيل وضرورة تظافر الجهود في هذا الجانب. وقد صرح سعادة علي بن خلفان الجابري وكيل وزارة الإعلام بأن الإذاعة تلعب دورا كبيرا في التنمية وتوعية الشباب وأن ظهور الانترنت والتقنيات الحديثة جعل الإذاعة تتكيف مع هذه المتغيرات والتي أفرزتها ثورة الإتصالات الحديثة، وهذه المتغيرات جعلت من الإذاعة تتطور وتواكب المتغيرات وأسهمت في سهولة وصولها للجمهور، حيث أمكن للجمهور إستقبال بثُ الإذاعة من خلال أجهزة التلفزيون، ومن خلال مواقع الإنترنت كما أمكن أستقبال الإذاعة من خلال الهواتف الذكية. وأكد بأن الإذاعة قد تواجه تحديات من خلال الجمهور إن لم تلامس برامج الإذاعة قضايا الشباب والمجتمع.وفي الختام تم تقديم شهادات تقدير لمقدمي أوراق العمل تقديرا لجهودهم في إنجاح الندوة.