تؤكِّد التجارب يومًا بعد يوم عِظَمَ الاهتمام السَّامي من لدُن حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ بكُلِّ ما يهمُّ المواطن، وكُلِّ ما يؤثِّر على شؤونه الحياتيَّة وعلى كافَّة الأصعدة الاقتصاديَّة منها والاجتماعيَّة. فمنذ تَولِّي عاهل البلاد المُفدَّى مقاليد الحُكم، حرص على التوجيه لكُلِّ ما من شأنه ديمومة حياة الرفاهية التي يحظى بها المواطن العُمانيُّ منذ انطلاق عصر النَّهضة المباركة في كافَّة رُبوع الوطن، وذلك رغم عِظَمِ التحدِّيات التي خلَّفتها الأزمات العالميَّة، وتداعياتها على الجوانب الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة، فكانت توجيهات جلالته ـ أبقاه الله ـ تُوازن بَيْنَ الجوانب الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة للوطن والمواطن، وبَيْنَ عودة الاقتصاد الوطنيِّ إلى مساره الصحيح، وبَيْنَ الاهتمام بالجانب الاجتماعيِّ، خصوصًا للفئات الأكثر حاجةً للدَّعم.
ومع توالي الخطط والبرامج المنبثقة من توجيهات جلالته ـ أعزَّه الله ـ التي كانت نبراسًا أوصل البلاد لمرحلة التعافي الاقتصاديِّ، بشهادة المختصِّين والخبراء على مستوى العالم، وبعد عودة الأمور إلى نصابها الصحيح، جاءت توجيهات جلالته ـ أيَّده الله ـ خلال ترؤُّسه اجتماع مجلس الوزراء أمس لتعزيز التقدُّم في المنظومة التعليميَّة التي كانت ولا تزال من أهمِّ الأولويَّات لجلالته، فقد وجَّه مجلس الوزراء بالمُضيِّ قُدمًا في تطبيق نظام التعليم المهنيِّ والتقنيِّ الذي يهدف إلى تمكين طلبة الصَّفَّيْنِ الحادي عشر والثاني عشر من اختيار مسارات تعليميَّة ضِمْنَ مجموعة من المجالات المهنيَّة والتقنيَّة من ضِمْنها تخصُّصات هندسيَّة وصناعيَّة، وهي خطوة كبرى تُؤسِّس كوادر وطنيَّة قادرة على القيام بِدَوْرِها التنمويِّ المؤمَّل لها في المستقبَل، وتأتي في إطار الخطَّة الدراسيَّة المُقدَّمة من قِبَل وزارة التربية والتعليم التي تضمَّنت مسارات تعليميَّة ومناهج دراسيَّة جديدة أُعدَّت لِمُواكَبة متطلَّبات التنمية المستدامة ومهارات المستقبل.
ولا رَيْبَ أنَّ هذا التوجُّه الجديد الرائد، الذي أُقرَّ من مجلس الوزراء، سوف يتَّجه بالنِّظام التعليميِّ إلى مستويات أفضل، ويتيح خيارات متعدِّدة أمام أبنائنا الطلبة ستُمكِّن ـ بإذن الله ـ من مُواكَبة تحدِّيات العصر، حيث سيتمُّ البدء في هذا النِّظام التعليميِّ وتطبيق الخطَّة الدراسيَّة الخاصَّة به تدريجيًّا بدءًا من العام الدِّراسيِّ القادم 2023/2024م. كما تأتي ـ في السياق ـ إشادة جلالته ـ أبقاه الله ـ بمكانةِ المُعلِّم ودَوْرِه الفاعل في تنشئة أجيال هذا الوطن، وغرسِ القِيَمِ الفاضلة في نفوسهم، وإقرار مجلس الوزراء تخصيص يوم المُعلِّم العُمانيِّ ـ الذي يصادف الـ٢٤ من فبراير من كُلِّ عامٍ ـ إجازةً رسميَّة لكافَّة المُعلِّمين والمُعلِّمات والوظائف المساندة المرتبطة بها في المدارس الحكوميَّة والخاصَّة، تعبيرًا عن التقدير الكبير الذي تُكنُّه الدولة للدَّور الاستثنائيِّ للمُعلِّمين في تجديد النَّهضة العُمانيَّة المباركة، وصناعة مستقبلٍ واعد للأجيال القادمة، ولفتةً أبويَّة من لدُن القائد المُفدَّى، يَجِبُ على المُعلِّمين الأجلَّاء مبادلتها بالشُّكر والعرفان، وبذْلُ المزيد من الجهد الذي تستحقُّه عُمان الحبيبة.
إنَّ تلك التوجيهات السَّامية والقرارات الكريمة في قِطاع التعليم، وتطوير قِطاع الرياضة بجذب الاستثمارات وتشجيع المستثمرين وتقديم التسهيلات اللازمة لذلك، والانتهاء من الاستراتيجيَّة الرياضيَّة الجاري إعدادها، وكذلك دعوة المحافظات لتوسيع خطَّتها التنمويَّة، تؤكِّد أنَّ قائد البلاد ـ أعزَّه الله ـ يحرص على أنْ يظلَّ المواطن العُمانيُّ أداةَ النَّهضة وغايتها، فبسواعده يعلو الوطن، وتترسخ أركانه، لتحظى عُمان بمكانة تليقُ بها على المستويَيْنِ الإقليميِّ والعالميِّ، مكانة تُواكب طموحات وتطلُّعات شَعب عُمان الوفيَّ، وقائده المُخلِص.