مسقط ـ العُمانية: ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض مسقط الدولي للكتاب في دورته السابعة والعشرين بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض ، نظمت اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع الجمعية العُمانية للكُتّاب والأُدباء ندوة وطنية بعنوان (الثقافة العُمانية في اليونسكو).
رعى افتتاح الندوة سعادة الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم ونائب رئيس اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، وهدفت الندوة إلى التركيز على مكانة سلطنة عُمان في التراث الثقافي العالمي، وعلى المفردات الثقافية العُمانية المدرجة ضمن القوائم الثقافية المختلفة لمنظمة اليونسكو، ومناقشة آلية استثمار تلك المفردات ثقافيًّا واقتصاديًّا، بالإضافةِ إلى التعرّف على كراسي اليونسكو الثقافية بسلطنة عُمان.
تضمن حفل الافتتاح كلمة مُسجلة لآمنة بنت سالم البلشية أمينة اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم.
كما تم عرض تقديم عرض مرئي حول الحضور العُماني في منظمة اليونسكو، اشتمل على أهم الزيارات الرسمية التي قام بها المسؤولون العُمانيون لمنظمة اليونسكو، من أهمها زيارة السُّلطان الراحل قابوس بن سعيد بن تيمور ـ طيّب الله ثراه ـ للمنظمة عام 1989م.
وقدمت كلمة مسجلة للجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء ألقاها الدكتور سليمان بن عُمير المحذوري رئيس لجنة الدراسات التاريخية بالجمعية، أشار فيها إلى جهود الجمعية في مدّ جسور التعاون العلمي والثقافي مع المؤسسات والمراكز التي تُعنى بهذا الجانب من داخل سلطنة عُمان وخارجها.
وقدّم الدكتور محمود بن عبدالله العبري مساعد أمينة اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم للثقافة والاتصال ورقة عمل رئيسة في برنامج افتتاح الندوة بعنوان(الثقافة العُمانية في اليونسكو في 50 عامًا).
وتناول العبري في ورقته أبرز محطات التعاون المشترك بين سلطنة عُمان ومنظمة اليونسكو في المجال الثقافي منذ الانضمام للمنظمة عام 1972م وتأسيس اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم في عام 1974م، والمنجزات الثقافية التي تحققت مع المنظمة في مجال صون التراث بشقيه المادي وغير المادي والتراث الوثائقي.
واختتم الدكتور حميد بن سيف النوفلي مدير دائرة الثقافة باللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم افتتاح الندوة بورقة عنونها بـ (الثقافة العُمانية باليونسكو في سياق المنجز العربي خلال نصف قرن)، ركز فيها على ما أنجزته الدول العربية في توثيق تراثها الثقافي باليونسكو بكافة أنواعه، والاتفاقيات الثقافية التي صادقت عليها.
وتضمن برنامج الندوة جلستي عمل، أدار الجلسة الأولى التي شملت 4 أوراق عمل المكرم الدكتور محمد بن حمد الشعيلي؛ قدم الورقة الأولى الدكتور حمد بن محمد المحرزي أستاذ مساعد بقسم السياحة بجامعة السُّلطان قابوس بعنوان (التراث العُماني لأجل سياحة مستدامة: فرص وتحديات)، فيما كانت الورقة الثانية حول (التراث الوثائقي العُماني في ذاكرة العالم باليونسكو) قدمها منذر بن عوض المنذري.
أما الورقة الثالثة فكانت حول: (التراث الثقافي المادي العُماني: قلعة بهلاء أنموذجًا) قدمتها خالصة بنت خليفة السالمية من وزارة التراث والسياحة، وقدمت المهندسة شيخة بنت حمود المالكية من وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه الورقة الرابعة بعنوان (أفلاج سلطنة عُمان في اليونسكو).
وترأس جلسة العمل الثانية الدكتور ناصر بن عبدالله الصقري أستاذ مساعد بقسم التاريخ في جامعة السُّلطان قابوس، وشملت خمس أوراق عمل، قدم ورقة العمل الأولى الدكتور عبدالله بن سيف الغافري أستاذ الكرسي بجامعة نزوى بعنوان (كرسي اليونسكو لدراسات الأفلاج)، فيما استعرضت الورقة الثانية الدكتورة هبة عبدالعزيز مديرة الكرسي بالجامعة الألمانية للتكنولوجيا بعنوان (كرسي اليونسكو لإدارة التراث العالمي والسياحة المستدامة في المنطقة العربية).
أما ورقة العمل الثالثة فجاءت بعنوان ​(جهود مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم في تعزيز الثقافة العمانية باليونسكو)، استعرضتها الدكتورة منى بنت سالم جعبوب، فيما حملت الورقة الرابعة عنوان (الشخصيات العُمانية المؤثرة عالميًّا والمدرجة باليونسكو) قدمتها خاتمة بنت علي الرشيدية من اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، واختتمت مريم بنت سعيد البرطمانية من جامعة السُّلطان قابوس أوراق العمل بعنوان (المنح البحثية للشباب باليونسكو: مشروع طريق الحرير أنموذجًا).
فيما نظم النادي الثقافي بقاعة العوتبي جلسة حوارية بعنوان (واقع النقد الأدبي في عُمان مقارنة بالوطن العربي) شارك في الجلسة عدد من الباحثين والأكاديميين المختصين في هذا المجال وهم: الدكتور محمد مصطفى حسانين من جمهورية مصر العربية، والدكتورة ابتسام بنت عبد الله الحجرية والدكتورة فوزية بنت سيف الفهدية من سلطنة عُمان، وأدارها أحمد بن حمد الحجري.
وفي جناح وزارة الثقافة والرياضة والشباب وبمشاركة عدد من المختصين نظم صالون المواطنة الثقافي جلسة حوارية بعنوان (الهوية الثقافية.. ثروة حضارية وميزة تنافسية) واستعرض المكرم المهندس سعيد الصقلاوي عضو مجلس الدولة رئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، دور الجمعية في نشر إبداعات الكتاب العمانيين من خلال مجموعة من المناشط من بينها إقامة الفعاليات المستمرة للجانه والبرامج التي تنفذها لنشر الكتب والمؤلفات الأدبية المتنوعة مشيرًا إلى نجاح الجمعية في إصدار 49 كتابًا لمختلف الأصناف الأدبية إلى جانب تخصيص جوائز متنوعة تحتفي بالكتاب وتكريم الشخصيات العمانية التي لها إسهامات معرفية.
من جانبها أوضحت ثريا المعولية رئيسة قسم الصناعات الإبداعية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب أن الهوية الثقافية تشمل كل ما يتعلق بالمعرفة وهي صناعة إبداعية.
وتحدث الدكتور علي الريامي رئيس قسم التاريخ بجامعة السلطان قابوس عن وجود شقين فيما يتعلق بالصناعات الإبداعية تتضمن الحفاظ على الهوية والتراث التاريخي مشيرًا إلى ضرورة إقناع الجيل الحالي بالحفاظ على التراث التاريخي ووضع برامج تعزز هذا الجانب.
وتحدثت الدكتورة أمينة البلوشية من وزارة التراث والسياحة عن الدور الذي تلعبه الوزارة في تعزيز الهوية الثقافية من خلال توثيق المواقع الأثرية والتاريخية وتهيئتها للاستثمار السياحي وطرحها للتشغيل.