صنعاء ـ وكالات: سيطر الحوثيون امس على معسكر للقوات الخاصة بالجيش اليمني الحرس الجمهوري سابقا الذي تعرض لقصف عنيف منذ مساء يوم أمس وأدى إلى مقتل 15 شخصا على الأقل. وكان الحوثيون قد فرضوا سيطرتهم على العاصمة اليمنية صنعاء منذ سبتمبر الماضي وفرضوا حصارا على مقر الرئيس عبد ربه منصور هادي الشهر الماضي مما دفعه إلى تقديم استقالته إلا أنه تمكن من الفرار إلى عدن وسحب رسميا قرار استقالته وانتقل إلى مقر يحميه آلاف من رجال القبائل والجنود المؤيدين. ويلقي الصراع على السلطة بين الحوثيين والرئيس اليمني بمزيد من الشكوك حول المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة لحل الأزمة في اليمن سلميا كما يعمق من الانقسامات الطائفية والإقليمية التي قد تغرق اليمن في حرب أهلية. على صعيد اخر أعلن مصدر خليجي في الرياض أن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني وصل إلى عدن جنوب اليمن امس الأربعاء. وقال المصدر في تصريح خاص لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) إن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي سيعقد اجتماعا مع الرئيس هادي يؤكد خلاله وقوف دول مجلس التعاون الخليجي مع تطلعات الشعب اليمني ومع الإدارة اليمنية الشرعية المتمثلة في الرئيس هادي". وأضاف أن الزياني سيبحث أيضا مع هادي" التطورات التي فرضتها جماعة الحوثيين بإسقاط مؤسسات الدولة واحتلال مدن يمنية رئيسية وتولي زمام الأمور في اليمن تحت قوة السلاح". على صعيد اخر اكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاربعاء في مجلس الوزراء ان فرنسا تبذل "كل ما بوسعها للسعي الى الاتصال بالذين خطفوا" الفرنسية في اليمن. وفي اعقاب اجتماع مجلس الوزراء نقل المتحدث باسم الحكومة ستيفان لوفول عن فابيوس قوله "ان فرنسا تبذل كل ما بوسعها للسعي الى الاتصال بخاطفي مواطنتنا". وكما فعل صباح امس الاربعاء كرر وزير الخارجية الفرنسي دعوة "جميع الرعايا الفرنسيين الى مغادرة اليمن". والمواطنة الفرنسية المخطوفة ايزابيل بريم (30 عاما) تعمل في شركة استشارات اميركية. وقد طلب من زعماء قبليين والحوثيين المساعدة على الافراج عنها لكن في غياب السلطات الشرعية في العاصمة اليمنية ورحيل الدبلوماسيين الغربيين تبدو عمليات البحث واجراء اتصالات مع الخاطفين امرا معقدا. ولم تعرف هوية خاطفي الفرنسية ايزابيل بريم (30 عاما) ومترجمتها اليمنية شيرين مكاوي كما لم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن عملية الاختطاف. وقالت عائلة اليمنية انها طلبت تدخل زعماء قبليين ووزارة الداخلية والمسلحين الحوثيين للمساعدة على اطلاق سراح المخطوفتين. وقال ياسين مكاوي عم اليمنية المخطوفة "اتصلنا بمختلف الزعماء القبليين (في العاصمة) صنعاء ومحافظتي الجوف (شمال) ومارب (وسط) ليؤكدوا لنا تعاونهم بهدف الافراج عن السيدتين". وتابع "اتصلنا ايضا للهدف نفسه بوزارة الداخلية والحوثيين" الذين يسيطرون على جزء كبير من صنعاء منذ سبتمبر. وحمل مكاوي الحوثيين مسؤولية الخطف بدون ان يتهمهم بوضوح بتنفيذ عملية الاختطاف. وقال ان "الاختطاف جرى في وضح النهار في وسط صنعاء حيث الحوثيون مسؤولون عن الحفاظ على الامن"، مضيفا "فهم يسيطرون على وزارتي الدفاع والداخلية في آن ونعتبرهم مسؤولين" عن مصير المرأتين. لكن في حالة الفوضى السائدة في العاصمة صنعاء لا شيء يدل بشكل مؤكد على تورط الحوثيين مباشرة في عملية الاختطاف. في الماضي استخدم العديد من منفذي عمليات الخطف زي الشرطة او الجيش وسيارات رسمية بدون ان يكونوا منتمين لا الى الشرطة ولا الجيش. وغالبا ما كانت عمليات اختطاف اجانب في اليمن من فعل قبائل للضغط على السلطات من اجل الحصول على خدمات وبنى تحتية او لمجرد الافراج عن شخص او اكثر من افرادها. لكن في السنوات الاخيرة تم بيع بعض الرهائن الى تنظيم القاعدة ولقي بعضهم حتفهم. وفور الاعلان عن الاختطاف طالب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالافراج عن المواطنة الفرنسية "باسرع وقت". وقال فرنسيسكو ايالا رئيس شركة الاستشارات الاميركية التي تعمل لديها الفرنسية ايزابيل بريم ومقرها في ضاحية ميامي بجنوب شرق الولايات المتحدة وفي الاكوادور، "ان ايزابيل كانت الاخيرة" من الموظفين الاجانب للشركة في اليمن و"كان يفترض ان تغادر في غضون ايام". واضاف انها كانت متوجهة بسيارتها الى العمل مع مرافقتها اليمنية حين تم توقيف السائق من قبل مسلحين يرتدون لباس الشرطة. واضاف "جرى كل شيء بسرعة. اوقفت سيارتان سيارتنا والرجال كانوا يرتدون لباس الشرطة". وجالت السيارة في المدينة ثم افرج عن السائق الذي ابلغ السلطات. وبحسب ايالا فان الخاطفين ارادوا الافراج عن اليمنية لكن هذه الاخيرة فضلت البقاء مع الفرنسية. وبحسب موقع الشركة فان الفرنسية مستشارة متخصصة في التنمية المستدامة والاتصال. وكانت عملت في الاردن وفرنسا في قطاع الاتصالات وتطهير المياه.