[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
جميع المسؤولين في العراق يتحدثون عن ميزانية خاوية في البلد، رئيس حكومة اقليم كردستان يعود من بغداد إلى أربيل ويعلن أن الاوضاع في بغداد صعبة لأن الخزينة المركزية خاوية، ورئيس الحكومة في بغداد يعلن أن لا اموال لدى الحكومة العراقية، ومسؤول اخر يصرح باقتراض ملياري دولار من البنك المركزي والمصارف الحكومية، ومسؤول اخر يقول أن الشهر في العراق قد تم تعديله ليصبح اربعين يوما بدلا من ثلاثين يوما، وهذا أمر غريب اخر، إذ أن مرتبات الموظفين في العراق قد اصبحت كل اربعين يوما، وقد نسمع غدا إجراءات غريبة عجيبة في بلاد العجائب.
يصدّر العراق يوميا وبدون انقطاع ما يقرب من ثلاثة ملايين برميل يوميا، وفي حال تم حساب برميل النفط بخمسين دولار كحد ادنى، فأن الواردات اليومية لخزينة العراق تصل إلى مائة وخمسين مليون دولار أي ما مجموعه اربعة ونصف مليار دولار شهريا، واذا اضفنا لذلك صادرات العراق خلال الاشهر الماضية عندما كان النفط بحدود سبعين دولار واكثر أو اقل بقليل، فأن الاموال المتدفقة على الخزينة ليست بالقليلة، وهناك واردات كثيرة اخرى للعراق فالضرائب والجباية ليست بالقليلة ايضا.
هناك دول كثيرة ليس لديها صادرات نفطية على الاطلاق ولم نسمع في يوم من الايام أن خزينتها خاوية، وأن الشهر التقليدي فيها قد تم تمديده ومطه ليصبح اربعين يوما، ولم يحصل فيها صراخ وشكاوى من المسؤولين كما يحصل في بلاد الرافدين.
في العراق ليس هناك رقابة مالية معلنة ولا يعرف العراقيون أين تذهب امواله وما هي مخرجات الموازنة، لكن يستمعون تفاخرا مستمرا من وزراء النفط في مختلف الحكومات عن ارتفاع صادرات العراق إلى ارقام خيالية وإذا بالخزينة رغم كل تلك الصادرات خاوية.
المشكلة أن الكثير من الموظفين يتخوفون من احتمال حرمانهم من مصدر معيشتهم الوحيد الذي يتقاضونه بداية كل شهر، ويتوقع الكثيرون أن يصل عمر الشهر الواحد في العراق إلى ربع السنة وربما اطول من ذلك.
هذا اغرب وضع مالي في العالم وما يزيد غاربته ويثير الشبهات المشروعة أنه في بلد نفطي بامتياز.
ولم يخرج مسؤول واحد ليفسر بصورة علمية هذا الغموض في تبخر اموال العراق ، وبدون شك أن ثمة امور خفية ، وقد تكون اكبر من الفساد وإلا لماذا هذا الخواء الغامض في خزينة العراق.