[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/samyhamed.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]سامي حامد[/author]
” .. يبدو أن الجمهوريين ليسوا وحدهم المعجبين بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث نشر معهد " جيت ستون " الأميركي للدراسات السياسية مؤخرا تقريرا تحت عنوان " بطل الشرق الأوسط عبد الفتاح السيسي" جاء فيه أنه يبدو أن بعض الدول العربية لم تدرك حتى الآن أن أمنها القومي والقدرة على الوقوف أمام إيران يعتمد على مدى قوة مصر ..”
ــــــــــــــــــــــــــ
على مدى الأيام القليلة الماضية ارتفعت شعبية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدى الاميركيين خاصة بعد الضربة الجوية المنفردة التى قامت بها مصر ضد تنظيم " داعش " في ليبيا ردا على ذبح 21 مصريا على يد هذا التنظيم الإرهابي في مدينة سرت الليبية ودخل الحديث عن العلاقات مع مصر ضمن المنافسة على الانتخابات الرئاسية الاميركية المقرر إجراؤها العام المقبل حيث بدأ الحزب الجمهوري المعارض يزيد من انتقاداته للرئيس الاميركي باراك أوباما الذي ينتمي للحزب الديمقراطي بسبب فشل إدارته في التعامل مع الملف المصري ما قد يؤدي إلى فقدان حليف استراتيجي في منطقة الشرق الأوسط .. ونتيجة لتدهور العلاقات اتجهت القاهرة إلى حليفها القديم " روسيا "!!
يوم الجمعة الماضية انتقدت النائبة الجمهورية كاي جرانجر رئيسة اللجنة الفرعية للمخصصات المالية للعمليات الخارجية في مجلس النواب الاميركي الرئيس الاميركي باراك أوباما وطالبت البيت الابيض بالإفراج الفوري عن الأسلحة والاموال المتبقية لمصر وهددت "جرانجر" باتخاذ إجراءات لمحاسبة أوباما إذا لم تقدم إدارته طائرات مقاتلة ودبابات إلى مصر وحلفاء آخرين يقاتلون تنظيم داعش وأوضحت " جرانجر" أن مصر تحتاج طائرات " إف 16" ودبابات " إم 1 إيه 1 إبرامز " وأسلحة أخرى علقتها الإداراة الأميركية منذ العام 2013 ورأت أن الرئيس السيسي اتخذ قرارا مناسبا وحاسما بقصف بعض معاقل " داعش " في ليبيا مشيرة إلى أن السيسي استخدام طائرات " إف 16 " لشن هذه الهجمات الجوية وهو نفس نوع الطائرات التي تواصل الإدارة الأميركية حجبها عن الوصول إلى مصر رغم الحاجة الضرورية إلى إرسال الأسلحة والمعدات العسكرية لاستكمال الحرب ضد جميع التهديدات الإرهابية التي تهدد الأمن المصري .. وقالت " جرانجر" في خطاب وجهته إلى أوباما ووزير خارجيته جون كيري انها على استعداد لبذل كل ما بوسعها للتأكد من حدوث هذا بما في ذلك وقف إخطارات الكونجرس وصياغة تشريعات لمحاسبة إدارة أوباما !!
شبكة " سي إن إن " الأميركية بدورها انتبهت لهجوم الجمهوريين على الرئيس أوباما وقالت إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أصبح بسرعة " رجل الشرق الأوسط القوي المفضل لدى المحافظين الأميركيين والطامحين للرئاسة من الحزب الجمهوري ولفتت الشبكة في تقرير تحت عنوان " الزعيم العربي الجديد المفضل للحزب الجمهوري الأميركي " إلى الإشادة الواسعة التي يحظى بها السيسي بين العديد من أعضاء الحزب الجمهوري ونقلت عن المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة الأميركية جيب بوتش قوله إنه في الوقت الذي ينتشر فيه الإرهاب في الشرق الأوسط كالنار في الهشيم لاأفهم لماذا يقول البيت الأبيض للسيسي أنت لست ضمن فريقنا؟
شبكة " سي إن إن " أرجعت إعجاب الجمهوريين بالسيسي إلى خطابه الذي ألقاه في يناير الماضي وطالب فيه بثورة دينية لتغيير الخطاب الديني وقالت " بدت كلمة السيسي وكأنها دعوة إلى تطهير الفكر الإسلامي من التطرف الذي تستخدمه جماعات مثل " داعش " والقاعدة لتبرير الجهاد ورأت " سي إن إن " إنه ليس من قبيل المصادفة أن يشيد الجمهوريون بالرسالة التي تضمنها الخطاب في الوقت الذي يتهمون فيه الرئيس أوباما بعدم رغبته في التصريح علنا بأن الولايات المتحدة في حالة حرب مع الإسلام الراديكالي ونقلت الشبكة عن السيناتور الجمهوري تيد كروز قوله " مامن شيء أفضل من رؤية هذا النوع من الشجاعة التي تجلت في خطاب السيسي " وتساءل " لماذا لانرى رئيس الولايات المتحدة يتحلي بالشجاعة نفسها وقول الحقيقة ؟! "
لم يتوقف مديح الجمهوريين للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عند هذا الحد حيث قال مايك هوكابي المنافس الجمهوري المحتمل للرئاسة " نشكر الرب على وجود الرئيس السيسي في مصر .. كما أشارت شبكة " سي إن إن " إلى ماكتبه ريتشارد لاند زعيم الكينسة المعمدانية الأميركية في مقال عن السيسي حيث قال إن خطابه عن ضرورة تجديد الخطاب الديني بمثابة تذكرة تاريخية بالخطاب الشهير لمارتن لوثر كينج " لدى حلم" كما أشارت نفس الشبكة إلى قول المعلق السياسي الأميركي جورج ويل إن الرئيس المصري يستحق جائزة نوبل للسلام .. ولفتت الشبكة إلى أن السيسي سدد لكمة للولايات المتحدة من خلال استقباله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القاهرة باعتباره بطلا قائلة إن مشهد الترحيب الحار بـ " بوتين " من قبل السيسي لم يمر مرور الكرام في واشنطن !!
ويبدو أن الجمهوريين ليسوا وحدهم المعجبين بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث نشر معهد " جيت ستون " الأميركي للدراسات السياسية مؤخرا تقريرا تحت عنوان " بطل الشرق الأوسط عبد الفتاح السيسي" جاء فيه أنه يبدو أن بعض الدول العربية لم تدرك حتى الآن أن أمنها القومي والقدرة على الوقوف أمام إيران يعتمد على مدى قوة مصر .. ووفقا لرؤية المعهد الأميركي فإنه من الممكن أن تكون السياسية الأميركية تسعى لتشتيت العالم الإسلامي ومنعه من الانضمام تحت راية الحداثة التي يحملها السيسي وانه مع التواطؤ الأوروبي تحاول الإدارة الأميركية خداع العرب وتحويل الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني إلى مركز للفوضى في الشرق الأوسط من أجل إخفاء اتفاق نووي مع إيران .. ووصف المعهد الأميركي الأحداث الجارية حاليا بـ " أعظم جنون أميركي على مر العصور حيث تقوم أميركا وتركيا بتسليح وتدريب تنظيم " داعش " الإرهابي والمتشدد في تركيا على أساس أنهم المعتدلون المعارضون لنظام بشار الأسد في سوريا !!
وجاء في تقرير المعهد الأميركي أن جماعة الإخوان التي باتت الآن هى الصديق الكبير للإدارة الأميركية هى في الحقيقة شجرة السم التي طرحت نبتة الإرهاب المتمثلة في تنظيم " داعش" والقاعدة وجبهة النصرة وبوكوحرام وغيرها من التنظيمات الإرهابية والمتشددة.
انتهى هنا تقرير معهد" جيت ستون " الأميركي ويبقى السؤال هل تعيد إدارة أوباما النظر في علاقاتها مع جماعة الإخوان وتتقرب إلى الرئيس المصري قبل أن تشتعل معركة انتخابات الرئاسة الأميركية لكى يحافظ الحزب الديمقراطي على مقعده في البيت الأبيض أم أن السيسي في النهاية سيحسم الانتخابات لصالح الجمهوريين؟!