اطلاع المجتمع على ما يقدم له من خدمات في مختلف المجالات توجه يحسب للحكومة، وذلك من منطلق أن المجتمع شريك في التنمية ولابد أن يكون على علم ودراية بالجهود التي تبذل من أجل تقديم أفضل الخدمات له وكذلك آلية تقديمها، بالإضافة إلى حجم المنجز منها واتساع رقعتها، وما يميز تلك اللقاءات ايضا شفافية الطرح والإفصاح عن التجاوزات وقضايا الفساد وكيف يتم التعامل معها، ومع أن البعض يرى تلك اللقاءات لا تعدو إلا أن تكون مجرد استعراض إعلامي، إلا أنها على الأقل تقدم مادة إعلامية تتيح من ناحية لوسائل الإعلام أن تكون قريبة منها بعد سنوات من التستر عليها، ومن ناحية أخرى تضع أفراد المجتمع أمام أرقام ومؤشرات وبيانات ربما لا تعنيه بالدرجة الأولى، لكن البعض يتابع ويقيس من خلالها الجهد المقدم عبر تلك الخدمة ، كما أنها تحول إيجابي في كيفية التواصل مع شرائح المجتمع والتشارك فيما يجب أن تكون عليه أساليب وطرق وأدوات تقديم الخدمة.
إلا أنه يبقى هناك ثمة جوانب لابد من مراعاتها في مثل هذه اللقاءات، ومن بينها واقعية الطرح والبعد عن تلك النظرة التي تفوق وتتجاوز أحيانا المعقول في الخطط المستقبلية، فضلا عن تلك الرسائل التي لا تحمل في مضامينها تفاؤلا وطمأنينة بأن هناك قادما سيلبي تطلعات أفراد المجتمع، سواء من حيث التطوير في برامج الخدمات المقدمة وتحديث التشريعات والقوانين والنظم واللوائح، لتواكب متطلبات المرحلة الحالية والقادمة وتتفاعل بشكل سلسل مع الإيقاع المتسارع لبرامج التقنية التي جودت الأداء وسهلت التعامل وسرعت في الإنجاز، ولكن في الواقع شيء مختلف نتيجة مجموعة التحديات التي تواجه ذلك ولا يشار إليها، خاصة إذا ما ارتبط تفعيلها بمنظومة عمل تتشارك في التنفيذ، فضلا عن تلك العقول في أجهزة الخدمات التي لا تزال لا تقبل التغيير لأنها ربما لم تؤهل بعد أو غير قادرة على عليه باستخدام أدواته المتطورة ومتمسكة بالأداء الذي اعتادت عليه، والتي تشعر من خلاله بأنها تمارس سلطة من موقعها نتيجة حاجة طالب الخدمة لها والاستمرار في مراجعتها المرة تلو الأخرى.
نعم نريد أن نطلع على التغيير الذي حدث طوال عام كامل من خلال تلك المؤشرات والبيانات، إلا أن تلك تبقى ضمن إطار الخطط الموضوعة الملزمة على كل وحدة خدمية، وهي بطبيعة الحال لا تلامس بشكل مباشر ما يريد أن يسمعه المواطن وليس الصحفي والإعلامي، على سبيل المثال معاملتك التي تستغرق أشهرا ستنهى خلال ساعات معدودة، فرص العمل لدينا أصبحت متوفره، الشهر القادم ستكون زيادة على دخل المواطن، الحصول على قطعة أرض لكن سيكون في أقل من شهر، التخفيض في أسعار الكهرباء والمياه، سنؤمن الاكتفاء من الأسماك في أسواقنا المحلية وقس على ذلك الخدمات الأخرى، فهذه الرسائل التي ينتظرها المواطن من خلال اللقاءات الإعلامية للوزراء وليس مصطلحات مثل أنجزنا وعملنا وتطورنا وسنعمل وسننجز وسنطور.


طالب بن سيف الضباري
[email protected]