لا يكاد سائق مركبة يقطع العديد من الطُّرق إلا وتجده يتذمر من بعضها، خصوصا الطُّرق الفرعية، فمعظم هذه الطُّرق تكون إما حُفرًا خطيرة أو مطبات كبيرة أو طُرقًا متشققة نتيجة عبور مياه الأمطار عليها، عندها يكون السائق في حالة لا يستطيع معها تفادي هذه الحُفر وتلك المطبات فيتفاجأ بها، ويحدث ارتباك ويكون قائد المركبة التي خلفه في حالة شد وجذب بينه وبين نفسه مُبديًا استغرابه مما جرى أمامه! وكيف أن هذه الحُفر تُشكِّل مشكلة وقد يقع حادث بسببها ـ لا قدّر الله ـ أو يحدث أن ينفجر إطار مركبته أو تتأثر أي من القطع تحت المركبة، وبذلك على مَن نُلقي باللوم؟ ومَن سيتحمل المسؤولية عما جرى؟
لقد كان لهذه المشكلة صدى واسع في مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة، فنجد بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي يشتكون من كثرة مرورهم بهذه المواقف، وكيف حدث معهم أن تأثرت مركبات بعضهم نتيجة المرور على مثل هذه الحُفر المتكسر على إثرها الطريق، وبعضهم يشتكي من حجم كاسرات السرعة وكيف تُشكل عائقًا لهم، وهي من أسباب الازدحام وتكدُّس المركبات خلف بعضها، وأنها ليست بمستوى المواصفات القياسية المعمول بها في بعض المناطق الأخرى، وليست مناسبة لبعض أحجام المركبات.
كما أنني أمرُّ بشكلٍ يومي من طريق لا يكاد أسلم من تلك الحُفر مناديًا الجهات المعنية بوضع حلول عاجلة لهذه المُعضلة، فقد أصبحت تُشكِّل عائقًا وتسبب حوادث، رغم أن هذه الجهات المعنية تُعالج، ولكن سرعان ما تعود الحُفرة مرة أخرى للظهور متسبِّبة في انفجار إطار المركبة أو وقوع ارتباك مروري أو حادث نتيجة التوقف المفاجئ. فالجميع يعلم مدى تفاعل الجهات المعنية مع بلاغات وشكاوى الجمهور، حيث إنهم لا يألون جُهدًا في الاستجابة لمثل هذه الشكاوى، متمنين أن يكون الحل دائمًا، ومعالجته بصفة خاصة، والأخذ بهذه المواضيع على محمل الجد تجنبًا للأخطار الناجمة عن ذلك. لذا ندعو الجهات المعنية بهذا الأمر لتشكيل فريق للمتابعة الميدانية، والوقوف على بعض الطُّرق المتكسرة والمتأثرة بالحُفر والمطبات عالية الحجم، وتقديم تقرير شهري للمسؤول عن الطُّرق بالبلدية التابعة لها تلك المنطقة أو الولاية، وتخصيص ميزانية لذلك، وضرورة ردمها ومعالجتها بالطُّرق الفنية المعروفة عالميًّا، وعدم وضع حل مؤقت ومعالجتها سطحيًّا؛ لأن تلك المعالجة سرعان ما تعود فيها الحفرة نتيجة مرور المركبات عليها بصفة مستمرة، وهذا ما يترتب عليه هدر للمال العام في كل مرة تستخدم فيها طبقة غير ثابتة.
متمنين من الجميع بأخذ مزيدً من الحذر وعدم الانشغال بغير الطريق والانتباه أكثر والتركيز أثناء القيادة، وترك مسافة كافية بين المركبات تجنبًا لحدوث مفاجآت الطريق، حفظ الله الجميع من كل سوء ومكروه.


أفلح بن عبدالله الصقري
كاتب عماني