حمود الصوافي:
آفاتِ اللسانِ عظيمةُ الخطَرِ على الإيمانِ والأخلاقِ وكبيرةُ الأثرِ على الأفرادِ والأسرِ والمجتمعاتِ

ـ حذّرَ اللهُ عنها غايةَ التحذيرِ وأمرَ باجتنابِها والبعْدِ عنها وقرنَها بعبادةِ الأوثانِ لفظاعتِها وشدّةِ قبحِها

ـ شهادةَ الزورِ من أكبرِ الكبائرِ لأنَّ وراءها ما وراءها من قلبِ الحقائقِ وتضييعِ الحقوقِ وزرعِ الأحقادِ

ـ يجبُ على كلِّ مسلمٍ أن يتقيَ اللهَ سبحانه وتعالى، وأن يلزمَ الصدقَ، وأن يكونَ مع الحقِّ حيثما كانَ وأينما كانَ

اعداد ـ علي بن صالح السليمي:
ضمن الخطب القيّمة التي القاها فضيلة الشيخ الجليل حمود بن حميد بن حمد الصوافي .. اخترنا لك عزيزي القارئ احدى هذه الخطب والتي هي بعنوان: "قول الكذب وشهادة الزور" .. حيث ان الخطبة تعتبر من اهم الوسائل الدعوية التي استخدمها فضيلته في هذه الحياة ..

يستهل فضيلة الشيخ حمود الصوافي في هذه الخطبة قائلا: الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، الحمدُ للهِ الذي خلقَ الإنسانَ وعلّمَه البيانَ ، وجعلَ له السمعَ والبصرَ والجَنان، سبحانه أمرَ بالعدلِ والإحسانِ، ونهى عن الظلمِ والطغيان، والبغيِ والعدوانِ، وحذّرَ من قولِ الزُّورِ والبهتان، نحمَدُهُ ونسْتعِينُهُ ونستَهْدِيهِ، ونؤمِنُ بِهِ ونتوكّلُ عليهِ، ونسْتَغفِرُهُ ونتُوبُ إليهِ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أنفُسِنَا ومِنْ سيّئاتِ أعمالِنَا، مَنْ يهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ، ومَنْ يُضْلِلْ فلا هاديَ لهُ، وأشْهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ ، وحْدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ المُلْكُ ولهُ الحمدُ ، يُحيِى ويُمِيتُ وَهُوَ حيٌّ لا يَموتُ، بِيدِهِ الخيرُ وَهُوَ على كُلِّ شيءٍ قديرٌ، وأشْهدُ أنَّ سيّدَنا ونبيَّنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ، أرسلَهُ بشيراً ونذيراً ، وداعياً إلى اللهِ بإذنِهِ وسراجاً مُنيراً ، أرسلَهُ رحمةً للعالَمينَ ، وسراجاً للمُهتدِينَ ، وإماماً للمُتقينَ ، فبلغَ الرِّسالةَ، وأدّى الأمانةَ، ونصَحَ الأُمَّةَ، وكشَفَ الغُمَّةَ ، وجاهدَ في سَبيلِ ربِّهِ حتى أتاهُ اليقينُ، (صلى الله عليه وسلم) وعلى آلِهِ وصحْبِهِ وعلى كُلِّ مَنِ اهْتدى بهدْيهِ وسارَ على نهجِهِ، واستنَّ بسُنَّتِهِ ، ودعا بدعْوتِهِ إلى يومِ الدِّينِ، أمّا بعدُ: فيَا عِبادَ اللهِ أُوصِيكم ونفْسِي بتقوى اللهِ، والعملِ بما فيهِ رِضاهُ ، فاتقوا اللهَ وراقبوهُ ، وامتثِلُوا أوامِرَهُ ولا تعصُوهُ ، واذكُرُوهُ ولا تنسَوهُ ، واشكُرُوهُ ولا تكفُرُوهُ .واعلموا أنَّ من آفاتِ اللسانِ التي هي عظيمةُ الخطَرِ على الإيمانِ والأخلاقِ، وكبيرةُ الأثرِ على الأفرادِ والأسرِ والمجتمعاتِ ، والتي تفشّتْ في أوساطِ كثيرٍ من الناسِ ، فوجبَ إنكارُها والتنبيهُ عليها، والتنفيرُ منها، والتحذيرُ عنها هي قولُ الكذبِ وشهادةُ الزورِ، فشهادةُ الزورِ كبيرةٌ من كبائرِ الذنوبِ، كيفَ لا ؟.
وقال فضيلته: وقد حذّرَ اللهُ سبحانه وتعالى عنها غايةَ التحذيرِ، أمرَ باجتنابِها والبعْدِ عنها، وقرنَها بعبادةِ الأوثانِ لفظاعتِها وشدّةِ قبحِها، يقولُ عزَّ من قائلٍ:(فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ، حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ) (الحج/30 ـ 31) ، وجاءَ عن النبيِّ (صلى الله عليه وسلم (أنَّه قالَ : )عدلتْ شهادةُ الزورِ الإشراكَ باللهِ عزَّ وجلَّ (، وقد رويَ أنّه كانَ من دعائِه (عليه الصلاةُ والسلامُ( :(اللهمَّ إنّي أعوذُ بك أنْ أقولَ زوراً ، أو أغشى فجوراً ، أو أكونَ بك مغروراً ).
وعن أبي بكرةِ عن النبيِّ (صلى الله عليه وسلم (أنّه قالَ : (ألا أنبئكم بأكبرِ الكبائرِ ؟ ، قلنا : بلى يا رسولَ اللهِ ، قالَ : الإشراكُ باللهِ ، وعقوقُ الوالدين )، وكانَ متكئاً ، فجلسَ فقالَ : (ألا وقولُ الزورِ ، ألا وشهادةُ الزور) ، فما زال يكرِّرُها حتى قلنا ليتَه سكتَ .
موضحاً فضيلته بقوله: في هذا الحديثِ الشريفِ يبيّنُ رسولُ اللهِ) صلى الله عليه وسلم) أنًّ شهادةَ الزورِ من أكبرِ الكبائرِ ؛ لأنَّ وراءها ما وراءها من قلبِ الحقائقِ ، وطمسِ معالمِ الحقِّ من جعلِ الحقِّ باطلاً، والباطلِ حقّاً لأنَّ وراءها ما وراءها من تضييعِ الحقوقِ وزرعِ الأحقادِ ، وبعثِ الفتنِ وقطعِ الصِّلاتِ ، وهتكِ الأعراضِ وانتهاكِ الحُرماتِ ، وسفكِ الدماءِ وإزهاقِ الأرواحِ ؛ لأنَّ وراءها ما وراءها من آثارٍ سيئةٍ ونتائجَ مؤلمةٍ وعواقبَ وخيمةٍ ، فكم من حقوقٍ ضُيِّعت؟! وكم من أعراضٍ هُتِكت؟! وكم من حُرُماتٍ انتُهِكت؟! وكم من دماءٍ سُفِكت ؟! وكم من أرواحٍ أُزهِقت ؟! وكم من شعوبٍ اضطُهِدت ؟! من أجلِ أناسٍ شهدوا زوراً كتابةً أو قولاً ، أو كتموا شهادةً وجبَ عليهم أن يقولوها ، لهذا ونحوِه أظهرَ الرسولُ صلى الله عليه وسلم اهتماماً كبيراً وهو يتحدّثُ عن شهادةِ الزورِ ، حتى أنَّه غيّرَ الهيئةَ ، فجلسَ بعد أن كانَ متكئاً ، وأخذَ يكرّرُ قولَه:) ألا وقولُ الزورِ، ألا وشهادةَ الزور) حتى تمنّى الصحابةُ ـ رضوانُ اللهِ عليهم ـ سكوتَه ـ عليه الصلاةُ والسلامُ ـ لتأثّرِهم بما قالَ .
مبيناً بقوله: فهل يدري شاهدُ الزورِ إلى مَن أساءَ ؟! نعم ، لقد أساءَ إلى نفسِه ، وأساءَ إلى من شهدَ عليه ، وأساءَ إلى من شهدَ له ، وأساءَ إلى القاضي ، وأساءَ إلى الأمّةِ ، أما إساءتُه إلى نفسِه حيثُ إنّه أسقطَ مروءتَه ، وأضاعَ منزلتَه وكرامتَه ، وسجّلَ على نفسِه خزياً وعاراً ، وألقى بنفسِه في نارِ حرُّها شديدٌ وعذابُها أليمٌ (وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ) ( الحج ـ 18) ، وأمّا إساءتُه إلى من شهدَ عليه فحيثُ إنّه أهانَه وأضاعَ حقَّه ، وقطعَ صلتَه التي تجبُ بين المسلمِ وأخيه المسلمِ ، وظلمَه وحقرَه وخذلَه وخالفَ فيه قولَ رسولِ الله (صلى الله عليه وسلم): (المسلمُ أخو المسلمِ، لا يظلمُه ولا يحقرُه ولا يخذلُه ، بحسبِ امرئٍ من الشرِّ أن يحقرَ أخاه المسلمَ، كلُّ المسلمِ على المسلمِ حرامٌ: دمُه ومالُه وعرضُه) ، وأمّا إساءتُه إلى من شهدَ له فحيثُ إنّه أعانَه على الظلمِ ، وأوقعَه في الحرامِ ، وعرّضَه لمقتِ اللهِ وسخطِه ، وصيّرَه ذليلاً بين يدَيْ المنتقمِ الجبّارِ الحكيمِ العادلِ الذي يأخذُ من القويِّ للضعيفِ ، وينتصرُ من الظالمِ للمظلومِ يومَ يتعلّقُ المظلومون بالظالمين ، يومَ الفزعِ الأكبرِ والهولِ الأعظمِ ، )وتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) ( الحج ـ 2 (، (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (الشعراء 88 ـ 89) ، وأمّا إساءتُه إلى القاضي فحيثُ إنّه أتعبَه وأضاعَ وقتَه ، وطمسَ عليه معالمَ الحقِّ ، ولو صدقَه لأراحَه وأراحَ غيرَه ، وأمّا إساءتُه إلى الأمّةِ فحيثُ إنّه لوّثَ سمعتَها ، وأضاعَ الثقةَ بها ، فكلُّ أمّةٍ فشا فيها قولُ الكذبِ وشهادةُ الزورِ سقطت من أعينِ الأممِ .
متسائلاً فضيلته بقوله: فما الذي يحملُ شاهدَ الزورِ على هذا الخلُقِ الذميمِ ، وعلى ذلك الموقفِ المُخجِلِ المَعيبِ ، فإذا كان الحاملُ له على هذه الشهادةِ مالاً يأخذُه ممن شهدَ له ؛ فإنَّ ذلك سُحْتٌ لا بركةَ فيه ، بل هو عارٌ عليه في الدنيا ، وعذابٌ له في الآخرةِ ، فكلُّ لحمٍ نبتَ من حرامٍ فالنارُ أولى به ، وإذا كانَ الحاملُ له على هذه الشهادةِ صحبتَه لمن شهدَ له ؛ فبئست هذه الصحبةُ التي تؤدي إلى سقوطِه وخسرانِه ، وتوقعُه في عذابِ الله وسَخطِه ، (من التمسَ رِضى اللهِ بسخطِ الناسِ كفاه اللهُ مؤونةَ الناسِ ، ومن التمسَ رضى الناسِ بسخطِ اللهِ وكّلَه اللهُ إلى الناسِ) ، من اتقى اللهَ كفاه اللهُ مؤونةَ الناسِ ، ومن اتقى الناسَ ولم يتقِ اللهَ سلّطَ اللهُ عليه الناسَ وخذلَه) ، وإذا كانَ الحاملُ له على هذه الشهادةِ خوفَ ضررٍ يصيبُه ؛ فليعلمْ أنَّ الصدقَ يُنجيه ، وأنَّ تقوى اللهِ تحميه ) وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا) (الطلاق ـ 2)، (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ((الطلاق ـ4) (إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ) (النحل ـ 128).
وقال فضيلة الشيخ: وإذا كانَ الحاملُ له على هذه الشهادةِ قرابةً بينه وبين المشهودِ له ؛ فليعلمْ أنَّ مَن أبطأَ به عملُه لم يُسرِعْ به نسبُه ، ومن ضيّعَ أمرَ اللهِ ضاعَ بين خلقِه ، ودخلَ عليه الضررُ ممن يرجو نفعَه وفضلَه ، وتسلّطَ عليه أقربُ قريبٍ من أهلِه وعشيرتِه ، وليتذكّرْ ذلك الموقفَ الرهيبَ ، وذلك اليومَ العصيبَ ، ذلك اليومَ الذي تتقطّعُ فيه جميعُ الصلاتِ ، وتنحلُّ فيه جميعُ الروابطِ ، فلا تبقى فيه قرابةُ قريبٍ ، ولا صداقةُ صديقٍ ، ولا صلةُ واصلٍ إلا ما كانَ مِن صلةِ التقوى بين عبادِ اللهِ المتقين (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ ((المؤمنون ـ 101 (، (الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ((الزخرف ـ 67( ، (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ* ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ ( (عبس 34 ـ 42 ( ، (وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ) (الأنعام ـ 94) .. فاتقوا الله يا عباد الله) وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (الأنعام ـ 152) . نفعني اللهُ وإياكمْ بِهدْي كتابِهِ .
وأكمل فضيلته الخطبة مستهلا ً بقوله: الحمدُ للهِ ربِّ العَالَمينَ ، وأشْهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وليُّ الصَّالحينَ، وأشْهدُ أنَّ سيَّدَنا ونبيَّنا محمّدًا عبدُهُ ورسولُهُ، خاتَمُ النبيّينَ والمُرسلينَ، وسيّدُ الأوّلينَ والآخِرينَ، وقائدُ الغُرِّ المُحجّلِينَ، وأفضلُ خلْقِ اللهِ أجْمعينَ، صلى الله عليه وسلم وعلى آلِهِ وصحْبِهِ أجْمعِينَ، أمَّا بعْدُ:
فيَا عِبادَ اللهِ اتقوا الله تعالى واعلموا أنَّ أصْدقَ الحدِيثِ كِتابُ اللهِ عَزَّ وجَلَّ ، وخيْرَ الهدْي هَدْيُ مُحمّدٍ (صلى الله عليه وسلم)، وشَرَّ الأمُورِ مُحدَثاتُها، وكُلُّ مُحدَثةٍ بِدعةٌ ، وكُلُّ بِدعةٍ ضَلالةٌ.
وناشد الحضور بقوله: أيُّها المسلِمُونَ :يجبُ على كلِّ مسلمٍ أن يتقيَ اللهَ سبحانه وتعالى، وأن يلزمَ الصدقَ، وأن يكونَ مع الحقِّ حيثما كانَ وأينما كانَ ، وأن يحرصَ أن يكونَ ممن أثنى اللهُ عليهم بقولِه: (وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ ) (المعارج ـ 33)، وبقولِه:) وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ( (الفرقان ـ 72 (وعليه أن يؤديَ الشهادةَ على وجهِها ابتغاءَ وجهِ اللهِ سبحانه وتعالى، لا يريدُ بذلك غرضاً دنيويّاً، سواء كان المشهودُ له أو المشهودُ عليه بعيداً أو قريباً ، بغيضاً أو حبيباً ، غنيّاً أو فقيراً (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقَيرًا فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) ( النساء ـ 135 )،(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المائدة ـ 8)، )وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ( (البقرة ـ 283) (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)
( البقرة ـ 140) .. فاتقوا اللهَ يا عبادَ اللهِ) واتقوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) (البقرة ـ 281) ،(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (النور ـ 31. )

* المصدر : (موقع القبس ـ للشيخ عبدالله الفنوبي)