كتب ـ عبدالله الجرداني:
تصوير ـ سعيد البحري
نظَّم النادي الثقافي بجامعة السُّلطان قابوس أمسية ثقافية استضاف خلالها ضيف سلطنة عُمان صاحب السُّمو الملكي الأمير الحسن بن طلال رئيس منتدى الفكر العربي بالمملكة الأردنية الهاشمية، الذي ألقى محاضرة بعنوان (الواقع العربي في ظل التطورات والتجاذبات الدولية وانعكاساتها على المنطقة .. رؤية مستقبلية) تحت رعاية معالي الدكتور عبد الله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام بحضور عدد من أصحاب السُّمو والمعالي والسَّعادة.
وفي بداية حديثه أشاد سُموُّه بمتانة العلاقات العُمانية الأردنية ودورها الوسطي في التعاطي مع القضايا الإقليمية والدولية وما يقوم به البلدان من وساطة لتبقى الأمَّة مترابطة متراصة البنيان. وقدَّم سُموُّه قراءة استشرافية للواقع العربي في ظل ما تشهده المنطقة العربية من تطورات وتغيرات، ولفت سُموُّه إلى أن الشرق الأوسط يُشكِّل بوابة التلاقي بين الشمال الإفريقي وأوروبا وآسيا، وأن التطورات الجيواقتصادية والجيوثقافية جعلت دول الخليج العربي جزءًا جوهريًّا يغذِّي اقتصادات العالم بالطاقة ومن معابره تمرُّ التجارة العالمية.
وركَّز سُموُّه خلال محاضرته على عدد من القضايا من بينها؛ أهمية التضامن العربي الإسلامي، والحوار مع الآخر والهجرة والطاقة والاقتصاد بالإضافة إلى أهمية تمكين الشباب ودعمهم مع ضرورة توعيتهم بقضايا العصر، داعيًا الشباب في الوطن العربي إلى التحليق إلى أقصى إمكانات الإبداع والابتكار والبحث العلمي.
ومن جانبه ألقى الدكتور محمود بن مبارك السليمي رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي كلمة في مستهل الفعالية أشار فيها إلى أن محاضرة صاحب السُّمو الملكي تأتي مـتزامـنة مـع احتفال النادي بـمرور أربـعين عـامـًا عـلى إنشائه، مؤكدًا أن سُموَّه يـُعد أحـد الـقادة الـمفكريـن فـي الـعالـم الـعربـي والـداعـين إلـى الـحوار بـين الـحضارات والسـلم الـعالـمي، وقـام بـجهود فـي سـبيل تـعزيـز أطـروحـاتـه عـبر مـحاضـرات ومقالات ودراسات نشرت في صحف ومجلات كثيرة، مضيفًا أن الأمسية تأتي تـعزيـزًا لـلزيـارة الـتي قام بها النادي الثقافي إلـى الـمملكة الأردنـية الـهاشـمية، وتم خلالها إلقاء محاضرة تـحت عـنوان (الـواقـع الـثقافـي فـي سـلطنة عـمان مـنطلقاتـة ومحـدداتـه) حــضرهــا نــخبة مــن الــمفكريــن والأدبــاء والـباحـثين، وتحدثت عـن الأشـواط الـتي قـطعتها الـثقافـة الــعُمانــية وأبــرز ســمات الخــطاب الــثقافــي الــعمانــي الــمتمثلة فــي الأصـــالـــة والـــحفاظ عـــلى الـــموروث الـــحضاري، والاعـــتدال والاســتيعاب والــتسامــح والــتعدد والــتعايــش والــهُوِيــَّة الــعُمانــية والـخصوصـية الـوطـنية، والانـفتاح الـممنهج الـمتزن عـلى الـثقافـة العالمية.