يتخطَّى ما يثيره التطبيق الإلكتروني (تيك توك) بين الولايات المتحدة والصين مجرَّد الجدل بين البلدين المتنافسين، بل وصل الأمر إلى مصاف حرب التصريحات والسيطرة الإلكترونية.
وفيما ترى الولايات المتحدة أن التطبيق الشهير بمحتواه الترفيهي يُشكِّل خطرًا على بيانات وخصوصية المستخدمين، وتستغلُّه الصين كأداة للدعاية والتجسُّس، في حين ترى الصين أن الولايات المتحدة تسعى إلى قمع وتحجيم قطاع التكنولوجيا الصيني.
ويرى محللون أميركيون أن الدوافع تقتصر على ضرورات الأمن القومي الأميركي، خصوصًا مع تداول أخبار حول تمكن التطبيق من تضمين تصفح مواقع صغير بداخله من أجل عرض محتوى الروابط التي يتم وضعها، وهي وسيلة قادرة على الوصول لبيانات المستخدمين وتتبع نشاطاتهم عبر أكواد برمجية تسمح للتطبيق بتتبع ومراقبة كل ما يقوم به المستخدم على الهاتف، بما في ذلك كلمات المرور وأرقام بطاقات الائتمان وأي مدخلات يتم كتابتها يدويًّا على أي من المواقع، وكلما فتح المستخدمون رابطًا في تطبيق تيك توك، يُسمح للتطبيق بعد ذلك بمراقبة كل ما يفعله المستخدم على هذا الموقع الخارجي، يتضمن ذلك أي شيء يتم كتابته أو الأزرار والروابط التي يتم الضغط عليها.
وفي المقابل يرى المحللون الصينيون أن واشنطن تتذرع بالأسباب الأمنية لتعطيل تقدم المسيرة التكنولوجية، خصوصًا وأن الحكومة الأميركية طالبت شركة «بايت دانس»، ومقرُّها الصين، بيع أسهمها في تطبيق «تيك توك» أو مواجهة حظره في الولايات المتحدة.
كما رحَّب البيت الأبيض بمشروع قانون يسمح للرئيس جو بايدن بحظر «تيك توك»، حيث إن مشروع القانون المقدَّم من الحزبين الرئيسيين سيمكِّن حكومة الولايات المتحدة من منع بعض الحكومات الأجنبية من استغلال خدمات التكنولوجيا بطريقة تُشكِّل خطرًا على البيانات الحساسة للأميركيين. والواقع أن احتدام المعركة التكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين ينذر بسيناريوهات متعددة تصل إلى تبادل حجب واشنطن التطبيقات الأميركية على الأجهزة الذكية الصينية، ما يهدد مبيعاتها حول العالم أو حجبها من قبل بكين داخل الأراضي الصينية وخسارتها سوقًا ضخمًا.



هيثم العايدي
كاتب صحفي مصري
[email protected]