دمشق ـ نيويورك ـ (الوطن):
طالبت سوريا مجلس الأمن الدولي بوضع حد لما أسمته (تحالف دعم الارهاب) فيما أحكم الجيش سيطرته بريف السويداء.
وقال مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري إن جميع الإجراءات مهما كانت فستبقى تجميلية وقاصرة عن رفع المعاناة الإنسانية للسوريين المحتاجين ما لم تنفذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب وخاصة القرارات 2170 و2178 و2199، وذلك بالتنسيق والتعاون الكاملين مع الحكومة السورية.
وقال الجعفري في كلمة له خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة التقارير الخاصة بالوضع الإنساني في سوريا: إن مكافحة الإرهاب بدورها تتطلب وضع حد لممارسات التحالف الإرهابي الداعم والممول والمسلح لداعش وجبهة النصرة وما يسمى الجيش الحر وباقي التنظيمات الإرهابية التي تتبنى فكر وممارسات تنظيم القاعدة وهو ما أكده مؤخرا الجنرال الأميركي ويسلي كلارك القائد العام السابق لحلف الناتو عندما أوضح أن داعش قد ظهرت عبر تمويل من قبل أصدقاء وحلفاء الولايات المتحدة المقربين.
وأضاف الجعفري “إنه لا يمكن الحديث عن تحسين الوضع الإنساني مع استمرار تقديم السلاح والتدريب للإرهابيين تحت مسمى المعارضة المعتدلة التي أقر السفير السابق للولايات المتحدة إلى سوريا بعد صحوة متأخرة بأن هذه المعارضة المعتدلة تتعاون مع جبهة النصرة وتدافع عنها”.
وقال الجعفري “قبل نحو شهر اعتمد مجلس الأمن قراره رقم 2199 الذي يدين التدمير الذي تعرض له التراث الثقافي في العراق وسوريا على يد داعش وجبهة النصرة ولأن بعض الدول الأعضاء ليست جادة في محاربة داعش والنصرة بموجب هذا القرار فقد قام إرهابيو داعش بتدمير متحف الموصل وبيع 100 قطعة من الآثار السورية في لندن في المزاد العلني قبل أيام”.
وأضاف الجعفري: “مع ذلك فإن المرء يستغرب مكابرة بعض المتحدثين على خطأ سياسات حكوماتهم تجاه سوريا وإصرارهم على ابتزاز الشعب السوري والرأي العام الدولي والدول الأعضاء في المنظمة الدولية بالقول أنه طالما بقي الرئيس الأسد رئيسا لسوريا فإن داعش وجبهة النصرة ستزدادان قوة وهذا التصريح الخطير يكشف هوية داعمي داعش وجبهة النصرة في كل من سورية والعراق ومصر وليبيا ولبنان ويشرح أسباب استمرار بقاء إرهاب داعش والنصرة في المنطقة وزيف الادعاء بمحاربة هذين التنظيمين الإرهابيين”.
وقال الجعفري: “لقد سمعت امتعاض المندوبة الأميركية من قيام القوات السورية المسلحة باستهداف الإرهابيين بما سمته البراميل المتفجرة وبغض النظر عن عدم صوابية وجود شيء اسمه براميل متفجرة في اللغة العسكرية فإن الشي الملفت للانتباه أن سلاح طيران بلادها يستهدف من يسميه الإرهابيين بصواريخ كروز والقنابل الذكية وأكثر الأسلحة فتكا في العالم” متسائلا “لماذا يجوز لبلادها استهداف الإرهابيين فوق أراضي الغير ولا يجوز للقوات السورية المسلحة أن تستهدف نفس الإرهابيين فوق تراب سوريا الوطني.. ولماذا يصبح الإرهابي الذي نستهدفه نحن بقواتنا المسلحة فوق أراضينا الوطنية مدنيا بريئا تلقى فوق رؤوسه البراميل المتفجرة..”.
وأوضح الجعفري أن عاما كاملا مضى على اعتماد القرار 2139 وأكثر من سبعة أشهر على اعتماد القرار 2165 بهدف التعامل مع الوضع الإنساني في سوريا ومع ذلك ما زال الوضع الإنساني متدهورا في بعض المناطق والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا هو لماذا… وللإجابة على هذا السؤال لا بد من وقفة جدية لتقييم طريقة التعامل مع هذا الملف الإنساني المهم وبالتالي تحديد المعايير الأساسية التي يجب أن تحكم طريقة عملنا سوية بما يسهم فعلا في تخفيف المعاناة الإنسانية للشعب السوري.
وحول تشخيص سبب المشكلة قال الجعفري: إن “الوقت حان للبعض بعد إنكار طويل للإقرار بأن السبب الرئيسي لنشوء الأزمة الإنسانية في عدد من المناطق السورية يعود إلى بروز وانتشار ظاهرة الإرهاب المدعوم خارجيا ويمكن لأي متابع موضوعي أن يلاحظ بسهولة أن الأزمة الإنسانية بما في ذلك أزمة النزوح الداخلي واللجوء إلى الخارج لم تنشأ إلا في المناطق التي دخلت إليها التنظيمات الإرهابية المسلحة”.
وأضاف الجعفري “إن خير مثال على ذلك ما حدث في مدينة حلب التي حافظت على استقرارها وازدهارها لأكثر من عام ونصف العام بعد بدء الأزمة دون أي مشاكل تذكر إلى أن قررت بعض الدول الإيعاز لمجموعاتها الإرهابية العابرة للحدود ومتعددة الجنسيات بالدخول إلى المدينة واتخاذ مدنييها دروعا بشرية”.
وشدد الجعفري على أن ما يقوم به الجيش العربي السوري هو مكافحة الإرهاب وحماية المدنيين وفقا للقوانين والأعراف الدولية مع الحرص الكامل على عدم تعريض حياة المدنيين الموجودين في مناطق انتشار الإرهابيين للخطر مشيرا إلى أن التزام الجيش الصارم بسلامة هؤلاء المدنيين أعاقه في الكثير من الأحيان في القضاء على هؤلاء الإرهابيين ما أطال أمد الأزمة أربع سنوات.
ميدانيا أحكمت وحدة من الجيش السوري سيطرتها على تل المجدع شرق بلدة ملح بريف السويداء .
وذكر مصدر عسكري أن وحدة من الجيش والقوات المسلحة أحكمت سيطرتها على تل المجدع شرق بلدة ملح بريف السويداء الجنوبي الشرقي بعد القضاء على عدد من الإرهابيين وإصابة آخرين.
وأكد المصدر أن وحدة من الجيش والقوات المسلحة أوقعت إرهابيين قتلى ومصابين في قرية حسنو بريف دمشق الجنوبي الغربي.
وفي ريف إدلب دمرت وحدات من الجيش والقوات المسلحة عدة أوكار بمن فيها من إرهابيين في جبل الأكراد والشغر وعين الباردة والقطرون ومعرة مصرين وتل سلمو وأم جرين.
وفي ريف درعا قضت وحدة من الجيش والقوات المسلحة على إرهابيين في مداجن الزرقان بتل عنتر في ريف درعا الشمالي الغربي.
من ناحية اخرى وصف رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام المحادثات مع الوفد البرلماني الفرنسي في دمشق بأنها كانت “جيدة وبناءة” واتصفت ببعد سياسي.
وأوضح اللحام في تصريح لصحيفة السفير اللبنانية نشرته أمس أن “الوفد البرلماني الفرنسي عبر صراحة خلال زيارته لدمشق عن عدم إمكانية محاربة داعش دون التعاون مع سوريا” لافتا الى أن زيارة الوفد تحمل رسالة سياسية بهذا المعنى للعالم أجمع وليس فقط للحكومة الفرنسية بأن الوقت حان لمراجعة السياسات الغربية الخاطئة تجاه سورية وللتحاور مع الحكومة السورية والتعاون معها في محاربة الإرهاب.
واعتبر اللحام أن “الزيارة ما كانت لتحدث لولا حدوث ثغرة في الموقف الفرنسي المعادي لسورية بعد أربع سنوات من الحملة العدائية التي شنتها الدول الغربية والحكومة الفرنسية بشكل خاص ضد الحكومة السورية وثبت أن ما يجري على الأرض السورية مختلف عما روج ويروج له في دوائر القرار في باريس وواشنطن ولندن وبدأت أصوات تعلو من قبل سياسيين وبرلمانيين وصحافيين تدعو لإعادة النظر في السياسة الغربية التي دعمت الإرهاب وسهلت له ومولته من أجل تقويض الحكومة السورية خصوصاً بعدما لمست الطبقة السياسية أن ما حذرت منه سوريا من ارتداد الإرهاب على داعميه بدأ يحدث فعلاً في أوروبا وما جرى في باريس من اعتداء على صحيفة شارلي ايبدو خير دليل”.