[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/mohamedaldaamy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]أ.د. محمد الدعمي[/author]
أما بالنسبة لـ"دونجوانات" الساسة ومغامراتهم العاطفية وعجائبها، فإنها من الموضوعات التي يصعب كتمانها، خاصة بعد أن صور أحد أعضاء الكونجرس نفسه (selfie) عاريًا تمامًا وأرسل الصورة العارية لهواتف شابات أراد إغواءهن.
عندما اخترت "هل يحب أوباما أميركا" عنوانًا لمقالتي لـ(الوطن) الغراء ليوم الـ26 من فبراير الجاري، فإني لم أتوخَّ سوى تقديم رجة للقراء العرب من معطيات السياسة والسياسيين في الولايات المتحدة الأميركية، أي من حيث تكون السياسة وصراعاتها، من منظورنا الإقليمي التقليدي المحافظ، جزءًا من كوميديا طريفة وغريبة علينا كثيرًا.
وإذا كان السؤال أعلاه صادمًا فعلًا بالنسبة للعقل العربي والإسلامي عامة، فإن "سيرة حياة الماريوانا" (مخدر القنب الهندي) في أميركا أكثر "عجائبية" إن صح التعبير. وإذا كان الحشاشون في بعض دول عالمنا العربي يتأملون يومًا تكون فيه "الماريوانا"، غير محرمة ولا ممنوعة، أي عندما يبدأ الساسة بتعاطيها، حسب توقعهم، فإن لهم الانتظار لأن هذا ما حدث ويحدث على الأرض في أميركا الآن، بعد أن تمت الموافقة على تعاطي الماريوانا في واشنطن العاصمة، على أن تحدد في المناطق أو الأحياء غير التابعة للسلطة المركزية الفيدرالية. وإذا كنت، أنا شخصيًّا قد سمعت، همسًا، بأن أعدادًا كبيرة من الأميركان ومن نخبهم السياسية "يدخنون" من آن لآخر، فإن الضوابط الصادرة مؤخرًا حول "الماريوانا" في واشنطن العاصمة لم تعد موضوعًا يستحق التعاطي بالهمس بعد أن قفز إلى صدر نشرات الأنباء هناك: إذ تم السماح للأفراد في الأحياء أعلاه بحمل كمية معينة من الماريوانا، تجنبًا للاتجار بها، كما تم السماح بزراعة 7 نبتات "فقط" ماريوانا في منزل كل فرد يريد ذلك منعًا للاتجار الواسع كذلك! أليس في ذلك من العجائب ما يصدم المرء حقًّا هنا؟
أما بالنسبة لـ"دونجوانات" الساسة ومغامراتهم العاطفية وعجائبها، فإنها من الموضوعات التي يصعب كتمانها، خاصة بعد أن صور أحد أعضاء الكونجرس نفسه (selfie) عاريًا تمامًا وأرسل الصورة العارية لهواتف شابات أراد إغواءهن. أما القصة الأكثر جذبًا للرأي العام هذه اللحظة فهي قصة عضو الكونجرس الشاب "آرون شوك" Schock الذي أثار اهتمام الإعلام عندما لوحظت تصرفاته "اللانمطية" سوية مع إثرائه الفاحش على حين غرة، حيث تأكد أنه قد باع منزله، بطريقة ما، تفضي إلى استلامه 100 ألف دولار زيادة على سعر المنزل الحقيقي، الأمر الذي أثار تساؤلات ودعوات لتفحص سلوكياته الغريبة، إذ ظهرت له صورة وهو يراقص شابة بارعة الجمال على موسيقى الــ"سامبا"، زيادة على صورة أخرى وهو يسهر مع ممثلة أو مغنية مشهورة: فما الأمر مع الأخ "شوك"، يا ترى؟ ناهيك عن ظهور صورته نصف عارٍ على غلاف مجلة اسمها (صحة الرجل)!
وللمرء أن يستذكر جيدًا أن قصة "الماريوانا" قد بدأت خجلى قبل بضعة سنوات عندما تمت المطالبة بالسماح بتدخينها أو تناولها، حلوى، علاجًا لبعض الأمراض المسببة للآلام المبرحة، وحسب وصفة طبية، إلا أن الأمر سرعان ما خرج عن السيطرة عندما استحالت المطالبة بالسماح بتعاطي الماريوانا من المبررات الطبية medical marijuana إلى المبررات الترفيهية recreational marijuana؛ ومن يدري، قد يسمح لها في المدارس يومًا، منشطًا للإصغاء والتفكير والتأمل.
أما سؤال الإبقاء على المهاجرين غير الشرعيين داخل الولايات المتحدة عن عدمه، فهو ما يشغل حيزًا كبيرًا من التعاطيات والتنابزات السياسية بين "الكابيتول" (الكونجرس) والبيت الأبيض (الرئيس) حيث ينوي الأخير الإبقاء على تشريع سنه هو يسمح ببقاء أبناء المهاجرين غير الشرعيين، المولودين في أميركا، بينما يرفض الكونجرس ذو الأغلبية الجمهورية ذلك.
لذا يضع الرئيس الجمهوريين على المحك بسؤال تصعب الإجابة عليه، هو: هل تستطيعون تسفير أحد عشر مليون مهاجر أو ابن مهاجر من أميركا؟ وأنتم تعلمون أن يومًا سيأتي يكون فيه الرئيس ابنًا لأحدهم! وهكذا نضطر لتكرار ما أشيع عمّا قاله الرئيس السابق حسني مبارك للرئيس السابق صدام حسين: "دي أميركا يابه".