نيروبي ـ العُمانية:افتتح المتحف الوطني امس الأول (قاعة عُمان) بمتحف نيروبي الوطني في جمهورية كينيا، تجسيدًا للتاريخ والإرث الحضاري المشترك بين سلطنة عُمان وجمهورية كينيا. تنقسم القاعة التي تحمل عنوان (عُمان وكينيا الذاكرة المشتركة) إلى أربعة أقسام رئيسة، هي: (الممالك القديمة في جنوب شبه الجزيرة العربية)و(مآثر الوجود العُماني في ساحل شرق أفريقيا) و(الممالك العُمانية) و(أعلام الوجود العُماني في ساحل شرق أفريقيا).
وقال سعادة جمال بن حسن الموسوي الأمين العام للمتحف الوطني: إن افتتاح قاعة عُمان في متحف نيروبي الوطني يأتي في إطار الدبلوماسية الثقافية التي ينتهجها المتحف الوطني، وبناءً على مذكرة الشراكة بين المتحفين التي تم توقيعها عام 2022م في مسقط.
وأضاف سعادته أن المقتنيات المعروضة تركز على جوانب حضارية وتاريخية لسلطنة عُمان، وما يرتبط بها من علاقات تاريخية بساحل شرق أفريقيا تعود جذورها إلى القرن الأول الميلادي حتى يومنا الحاضر، كما تجسّد تأثير الإندماج العُماني في ساحل شرق أفريقيا من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، الذي أدى إلى إنشاء حواضر على طول ساحل شرق أفريقيا.
وأشار سعادته إلى أن زنجبار كانت مركز هذه الحواضر وعاصمتها التجارية السياسية، وامتد الأثر العُماني في شرق أفريقيا بفضل بعض الشخصيات الرئيسة، التي ساهمت في مد جسور التواصل الثقافي بين الشطرين العُماني والأفريقي، لافتًا إلى أن العلاقات العُمانية الكينية في يومنا الحاضر ترتكز على الدبلوماسية والتبادل التجاري والثقافي.
من جانبه قال سعيد بن محمد العمري القائم بأعمال سفارة سلطنة عُمان في نيروبي بجمهورية كينيا: إن افتتاح قاعة عُمان بمتحف نيروبي الوطني يأتي ثمرة جهد وتعاون بين البلدين الصديقين؛ لتعزيز العلاقات ودعم الروابط الضاربة في القدم من خلال عرض وحفظ التراث المشترك.
وأضاف أنه سبق التعاون بين البلدين في عدة مواقع، تمثلت في ترميم وإعادة تأهيل متحف لامو الذي تم افتتاحه في شهر فبراير الماضي، وترميم أجزاء من قلعة المسيح في ممباسا في العام 2017م. وتحتفي القاعة بالعلاقات الضاربة في القدم بين سلطنة عُمان وجمهورية كينيا، وتركز على تاريخ مترامي الأطراف من العلاقات العُمانية بساحل شرق أفريقيا، في رحلة امتدت عبر قرون طويلة ولا تزال تبحر إلى يومنا الحاضر، فيضيء المعرض جوانباً مهمة في هذا التاريخ المشترك كالممالك والسلالات الحاكمة التي تعاقبت في جنوب شبه الجزيرة العربية وشرق أفريقيا، وأبرز الشخصيات العُمانية التي عاصرت تلك الحقب. وتتضمن القاعة مجموعة من المقتنيات المنتقاة، منها مجموعة من الأراجيز الشعرية في الملاحة البحرية كالسفالية، والمعلقية، والتائية للمُؤَلِّفُ والناسخ أحمد بن ماجد السعدي (أسد البحار) تعود للقرن 16م، بالإضافة إلى رسم لسكان محليين في زنجبار من كتاب «وثائق عن التاريخ والجغرافيا والتجارة في شرق أفريقيا» للمؤلف تشارلز غيان يعود لعام 1857م.
ومن المقتنيات أيضًا حامل رسائل يعود للسيد السير علي بن سالم البوسعيدي بنقش لأبرز المعالم المعمارية في زنجبار من الفضة، والذهب، والنحاس يعود لـ 7 نوفمبر 1932م، إضافة إلى مقال بعنوان (كن حيث شئت) حول القصيدة التي نظمها الشيخ عبدالله بن صالح الفارسي وألقاها بمناسبة اليوم الوطني للسلطان خليفة بن حارب البوسعيدي، وهي من إصدارات جريدة النهضة بتاريخ 2 سبتمبر 1954م. كما احتوت على نسخة طبق الأصل من ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة السواحيلية (مجلد واحد/ الطبعة الثالثة 1969م)، ترجمه قاضي القضاة الشيخ عبدالله بن صالح الفارسي، ونشرته المؤسسة الإسلامية بجمهورية كينيا، إضافة إلى حامل رسائل من فضة مقدم من الجالية العربية في كينيا إلى الشيخ السير مبارك بن علي الهناوي بمناسبة حصوله على لقب فارس في عام 1959م.