(الألف) و(اللام) و(الراء) حروف مقطعة مجردة، جمعت (آيات) منفردة، تلك الآيات جمعت لتنسج (الكتاب)، ذلك الكتاب في صنعته بلغ الحد (المبين)، والمبين هو الظهور والوضوح والبلاغة والعظمة، وهو اسم فاعل من (أَبانَ) واسم الفاعل يدل على الاستمرارية، من الماضي للحاضر للمستقبل، فهو ماضٍ بتلك الصفات حاضرًا ومستقبلًا.. كل ذلك صنع من حروف مجردة (أبجدية).
فالمجرد ضعيف، واجتماعه مع بني جنسه قوة، واتساقه مع اجتماعه زيادة في الإنتاجية، وفاعلية تلك الانتاجية تحصل العظمة. فسبحان من جعل من الضعف قوة مبينة.. هو الله القادر على كل شيء.
والله تبارك وتعالى أحكم قرآنه بعد أن خلقه من أبجديات نزرة، وهو قادر على جمعها فكانت قرآنا مبينا عظيما، وهو كذلك قادر على أن يجعل من الطفل الخارج من بطن تكونه من النطفة والعلقة والمضغة والعظام واللحم خلقًا آخر مُفكرًّا ومُبدعًا.. هو ذلك الإنسان الذي خرج من بطن أمه لا يعلم شيئا فعلمه الله ورباه مما يشاء إلى الرفعة والكرامة.


سامي السيابي
كاتب عماني ـ عضو بفريق ولاية بدبد الخيري