يتفرد ملحق أشرعة الثقافي في عدده الحالي، بحضوره المختلف حيث فعاليات وبرامج معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ20 والذي يستمر إلى السابع من الشهر الجاري. هذا العدد يسلط الضوء على العديد من الاصدارات الأدبية التي لا تزال شامخة بحضورها الفكري الوارف في هذا المعرض الثقافي. هناك حيث التعدد في الفكرة والصورة والمقال وبيان الكلمة وروعة القصيدة والتناول المغاير لكل ما هو جديد ومدهش، وبحق أن كل من تأخذه أفكاره نحن هذا المجد الثقافي يحاول جاهدا مقاومة سطوة الأخذ مما لذ وطاب من ذوق فكري أدبي بديع. بالأمس القريب المتقدم تتبعنا فعاليات هذا المعرض الثري، وكان قد أتى في ثوب مختلف جدا عن دوراته السابقة والتي لا تقل أهمية هي الأخرى، ولكن هنا نتحدث عن الفعاليات الثقافية المتنوعة حيث المسرح والشعر وأدب الطفل، وغذاء الروح حيث العقيدة والعلوم المختلفة التي دائما ما تدعو إلى الاكتشاف. في هذا المعرض كل شيء فيه جاء مغايرا ومختلفا، فالمشاركة تنطلق من 633 دار نشر تشمل المشاركة المباشرة والمشاركة عبر التوكيلات، ويبلغ عدد دور النشر المشاركة بشكل مباشر 481 مشاركا من 24 دولة، وأما المساحة الإجمالية له فقد شهدت زيادة ووصلت إلى 7848 تغطي 872 جناحا وبلغ عدد المشاركات الرسمية هذا العام 44 مشاركة من السلطنة ومختلف دول العالم ، كما يشارك في قاعة الكتاب الأجنبي 25 دار نشر ومكتبة من دول عربية وأجنبية، ويبلغ اجمالي العناوين المدرجة حاليا في الموقع الإلكتروني اكثر من 180 الف عنوان، وتتصدر جمهورية مصر العربية مشاركات دور النشر في المعرض بـ 121 مشاركة ثم السلطنة ولبنان بواقع 75 مشاركة لكل منهما، يليهم سوريا بـ 63 مشاركة ، والاردن بـ 42 مشاركة ثم دولة الإمارات العربية المتحدة بواقع 36 مشاركة تليها الكويت بـ 17 مشاركة ثم السعودية بـ 15 مشاركة ثم الجزائر بـ 5 مشاركات ثم العراق وإيران بـ 4 مشاركات ثم تونس والسودان والبحرين بـ 3 مشاركات، ثم فلسطين والمانيا والمملكة المتحدة وتركيا بواقع مشاركتين لكل منهما، ثم قطر والهند والسويد والمغرب والولايات المتحدة وليبيا بواقع مشاركة لكل منهم، كل ذلك شكل توهجا لا مثيل له، والأمر يعود بحضوره الإيجابي إلى الجهة الرئيسية المنظمة له.
محلق أشرعة في عدده الحالي لم يذهب بعيدا أيضا حيث الكتاب والأدباء والتنوع في الطرح، وحكاية جديدة وإستعادة روح مع الأديب المقدسي سمير الجندي حيث ذكريات الطفولة وتجذر أحداثها في الوعي واللاوعي وهو يتحدث بشغف وبإحساس الأديب المغرق في الرهافة والشفافية كشف سمير عن تلك العلاقة الصوفية التي تربطه بالمدينة المقدسة أما الكاتب محمد بن حمد الشعيلي فيأتي بعنوان مشد نوعا ما حيث "مسقط بين تطلعات الفرس، وجحيم الأوروبيين" فقد عرف الإنجليز الذين يتصفون بالدهاء منذ القدم، كيف يدخلون الخليج العربي، وكان أول من فكر من أباطرة الإنجليز بالنفوذ إلى الشرق هي الملكة اليزابيث الأولى، وكانت تعرف ما هي عليه المملكة الفارسية من عداء مع الأتراك العثمانيين، فأنفذت في عام 1561م مبعوثًا لها إلى البلاد الفارسية، مزودًا برسالة ودية إلى الشاه تعرض فيها رغبة انجلترا بإقامة علاقات تجارية مع فارس، وأرست انجلترا مبعوثًا جديدًا إلى فارس وذلك عام 1579م، وهو في هذه المرة قس كاثوليكي يدعى "ستيفر" وكانت وجهة الهند مبشارة، وقد عرف هذا الداهية في أي وسط ينشط ، فعمل بكلية للجزويت في "جوا" البرتغالية، ومن هناك كان يبعث بالرسالة تلو الرسالة إلى الوطن الأم، واصفًا ما هلي عليه التجارة في الشرق، وصفًا يتحلب له لعاب التجار المغامرين، مع تفاصيل أكثر إبهارا مع الكاتب الشعيلي. أما الدكتور سعيد بن محمد السيابي فيأخذنا لتفاصيل أعمق مع دلالات مفردة الزمن في عنوان الرواية العربية. فيما يفصح الباحث فهد بن محمود الرحبي عن مفردة من مفردات التراث الثقافي العُماني غير المادي ألا وهو فن "الرواح" والذي يأتي في كتاب ضمن سلسلة مشروع جمع مفردات التراث الثقافي العُماني غير المادي الذي تنفذه وزارة التراث والثقافة بشكل سنوي في مختلف ولايات ومحافظات السلطنة ،فهذا الفن من الفنون الجبلية الأكثر شهرة في محافظة مسندم.
تفاصيل أخرى نطوف بها حيث المقال والشعر والكلمة المغايرة مع كتاب أشرعة الثقافي، وهنا نفسح لكم المجال لتكونوا أكثر قربا حيث نتمنى.