الجمعة 9 يونيو 2023 م - ٢٠ ذي القعدة ١٤٤٤ هـ
الرئيسية / الدين الحياة / الوجود العماني فـي البحيرات العظـمى الإفـريقية «3 ـ 4»
الوجود العماني فـي البحيرات العظـمى الإفـريقية «3 ـ 4»

الوجود العماني فـي البحيرات العظـمى الإفـريقية «3 ـ 4»

عرض ـ أحمد الجرداني:
أخي القارئ الكريم.. نواصل الحديث عن بعض المكتشفين العمانيين..فمع الموضوع ..
(6) محمد بن خلفان البرواني المعروف بــ(مليزا)، وقد كان له شأن لا يقل أهمية عن المرجبيتيبوتب، فإنه كما يقول المغيري:(ولهذين الرجلين العظيمين محمد بن خلفان البرواني وحميد بن محمد المرجبي القدح المعلّى في السلطة والقوّة والنفوذ في فتح المنيمة من أقصاها إلى أدناها ولهذين الزعيمين شأن عظيم في مقاومة البلجيك في الحرب التي قاما بها ضد حكومة البلجيك ذات العدّة والعدد مما كتبه لهما في التاريخ، وكان البرواني هو الذراع الضارب في اشتراكه مع المرجبي، فكان المرجبي يستعين به إذا استعصى عليه أمر أو وقف في طريقه عائق، ولكن الشهرة كانت للمرجبي أكثر منها عن البرواني، وفي رأيي أن ذلك يعود إلى ما كتبه ناصر بن سليمان بن ناصر اللمكي وهو حفيد المرجبي من ابنته عن جده، ونشره جورجي زيدان في كتابه (مشاهير الشرق)، فإنه من هناك اشتهر المرجبي، وانتشر اسمه بإنتشار الكتاب وشهرته، ويورد المغيري ـ الذي كان له الفضل في تسجيل مآثر العرب العمانيين وتاريخهم في افريقيا الشرقية ـ أسماء عدد من المكتشفين العمانيين وهم: سعيد بن محمد العيسري وحبيب بن سالم العفيفي وناصر بن سيف المعمري وعيسى بن عبدالله الخروصيوعبيدالله بن سالم الخضوري وجمعة بن سالم البكري وعامر بن سالم الحارثي، ومحمد بن سعيد المرجبي، وحبيب بن سليم الضنكي وسالم بن محمد الهديلي وحميد بن راشد المرجبي وسعيد بن سلطان وسالم بن سلطان الغيثيان، وخلفان بن زاهر الريامي وعلي بن سالم الحراصي وسعيد بن سالم وعلي بن جمعة الكتاني، ومع بعض المذكورين خدم يساعدونهم في التغلب على الصعوبات التي تواجههم.
أخي القارئ الكريم.. لقد كان للأجداد ـ رحمهم الله ـ دور كبير في المغامرات والاقدام الجريء .. حيث يقول سعادة الشيخ ـ حسبما يذكر المغيري: إن هناك مغامرة جريئة جداً قام بها خمسة من هؤلاء المذكورين وهم: سعيد بن محمد العيسري وحبيب بن سالم العفيفي وناصر بن سيف المعمري وعيسى بن عبدالله الخروصيوعبيدالله بن سالم الخضوري وبصحبتهم بعض الخدم، فقد قام أولئك النفر بالتوغّل في العمق الإفريقي راكبين الأنهار بواسطة القوارب الخشبية حتى وصلوا إلى أرض مجهولة، سكانها آكلي لحوم البشر ووجدوا هنالك العاج ملقى بكثرة على الأرض لا قيمة له في نظر السكّان، وأخذوا في القيام بجمعه، وأثناء ذلك استغرب منهم السكان لأنهم لم يشاهدوا في حياتهم بشراً بمثل تلك الهيئات والصور، وتوجّس كل فريق من الثاني خيفة، وجرت هنالك قصة ظريفة أظهر فيها أولئك المغامرون فيها رباطة جأش، وعرّفوا أولئك السكّان قوة السلاح الذي يملكونه الأمر الذي جعل السكّان أن هابوهم وخافوا منهم، وتمكن أولئك النفر من جمع كميات كبيرة من العاج كانت على شكل تلال، لكل واحد منهم تلٌّ من العاج.
وفي هذا الجانب لا بد لنا من وقفة وهو أن الوجود العماني في افريقيا له واقع عظيم رغم الغربة، وانعكاس ذلك على الأهالي حتى أقاموا العزاء بسبب التأخير والغربة لسنوات؛ إلا ان هدفهم ذلك هو نشر التسامح والدين والخلق وفي هذا يقول سعادة الشيخ احمد بن سعود السيابي ـ حسبما جاء في المصادر: وقد طالت غيبتهم عن أهاليهم وذويهم في زنجبار ودار السلام وعُمان حيث استغرقت تلك المغامرة الجريئة أربع سنوات، الأمر الذي جعل أهالي البعض منهم يقيمون لهم العزاء في زنجبار وعمان، ظناً منهم أن وفاتهم لا محيص عنها نظراً إلى خطورة المكان الذي ذهبوا إليه ووحشته ووحشيته، وقد سمت بهم همتهم أن يصنعوا لهم قوارب لكل واحد منهم قارب يحمل عليه ما جمعه من العاج، وقفلوا عائدين إلى مدن الساحل الشرقي لإفريقيا، إلى زنجبار ودار السلام وباغمويو، وهناك باعوا بضاعتهم الثمينة التي كونت لهم ثراء وجعلتهم أغنياء.
يقول سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي حول الاستقرار العماني في مناطق البحيرات:في البداية لابد من القول إن محتوى هذا العنوان لا توجد له مصادر مكتوبة سوى كتيّب صغير أعدّته الباحثة الفرنسية جراند ميزون وطبعته وزارة التراث والثقافة عام 1984م، وقد ركّزت فيه على الوجود العماني في رواندا وبروندي، والكتيّب عبارة عن دراسة ميدانية قامت بها الباحثة المذكورة التي ذكرت في كتيّبها ذلك أنه لا توجد مراجع تتحدث عن الأقليات العربية في أواسط القارة الإفريقية.

إلى الأعلى
Copy link
Powered by Social Snap