لماذا الثامن عشر من نوفمبر من العام 2025 يُعد من التواريخ المهمة في رؤية عُمان 2040؟ ولماذا يجب الحرص بشكل استثنائي خلال الفترة السابقة لهذا التاريخ على تنفيذ مختلف أهداف الرؤية المحددة وبكل ما تضمَّنته وثيقتها من أولويات وتوجيهات استراتيجية؟ ولماذا يجب أن يتم اختيار كل شيء بدقَّة وعناية عالية، سواء على مستوى اختيار القيادات والكفاءات أو التوجُّهات والقرارات حتى ذلك الوقت قبل بلوغ الرؤية هذا التاريخ؟
الجواب يكمن في كلمة حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم «أعزَّه الله» بتاريخ 18 نوفمبر 2020 والتي أكد فيها أن «الاقتصاد الوطني سوف يَشهد بمشيئة الله عزَّ وجلَّ خلالَ الأعوام الخمسة القادمة معدَّلات نموٍّ تُلبِّي تطلعاتِكم جميعًا أبناءَ الوطنِ العزيز».
على ضوء ذلك باتت الفترة من 18 نوفمبر 2020 حتى 18 نوفمبر 2025 من المراحل الوطنية التأسيسية التي تحمل في مضامينها العديد من الصور الذهنية التي ترسَّخت في الوعي الوطني حينها، مضامين الأمل والتمكين في جوانب عديدة ومختلفة من حياة المواطن، مضامين التطلع إلى نمو شامل يتحقق فيه لأبناء عُمان الحياة الطيبة المستقرة في بيئة أمنية دولية تتجاذبها الأزمات والتحدِّيات، مضامين الطموح والتحدِّي التي تدفع القيادة إلى مواجهة كل الصعاب والظروف للدفع بمَسيرة التنمية نحو بلوغ غاياتها وآمالها الوطنية.
إذًا يجب أن يوضع تاريخ 18 نوفمبر 2025 كمعيار تاريخي فاصل لمشاهدة جزء مُهم للغاية من تطلعات الرؤية وهي تتحقق على أرض الواقع، خصوصًا في جانب التغيُّرات الاقتصادية التي تحقق تلك المعدَّلات من النمو التيّ تُلبِّي تطلعاتِ جميع أبناءَ هذا الوطنِ العزيز كما أكد عليها عاهل البلاد «أعزَّه الله»، خصوصًا تلك التي تدخل في صُلب معيشة المواطن واستقراره الاقتصادي والاجتماعي.
يجب أن يتكاتف الجميع بلا استثناء لتحقيق هذا التطلع السَّامي الذي إن دلَّ على شيء فإنَّما يدلُّ على التحدِّي الذي يكسوه الأمل والطموح، فجلالته وضع فترة زمنية محددة، أكد فيها ـ بعد مشيئة الله وعونه ـ أن عُمان ستشهد خلال هذه الفترة من التغيُّرات والتحوُّلات، خصوصًا الاقتصادية منها ما سينعكس منها إيجابًا على الحياة الوطنية.
عليه، بات من المهم للغاية وعي المرحلة السياسية القائمة والقادمة وإدراك متطلباتها والتحدِّيات المتنوِّعة التي تحيط بها، خصوصًا ما يتعلق منها بتلك التحدِّيات التي يمكن أن تعطل أو تبطئ من تحقيق الرؤية، خصوصًا تحقق الطموحات السَّامية للرؤية وانعكاساتها على حياة ومتطلبات أبناء عُمان.
بالإضافة إلى أهمية استغلال كل العوامل التي يمكن أن تُسهم في تمكينها في الحياة الوطنية والدولية، وقد اخترت مفردة التمكين من وجهة نظري الشخصية؛ لأنَّها تعكس قيمة عملية وأهمية مكوِّنات ومتطلبات المرحلة الوطنية الراهنة، وتحقيق هذه المفردة لكونها المفتاح نحو تحقيق بقية متطلبات التنمية والإصلاح الشامل والذي لا شك أنَّه يحتاج إلى طاقة قيادية بشرية ومحفزات مادية.
أما الطاقة البشرية فهي تلك القيادات التي سيتم اختيارها خلال المرحلة الأولى 2020-2025 للتوجيه وأقول توجيه وليس تجديفًا؛ لأن القيادة السياسية أو تلك القيادات التي يقوم عملها على صناعة السياسات والتوجُّهات والاستراتيجيات دائمًا ما تقف في مقدِّمة الزورق الحكومي، بالتالي وكما سبق وأشرنا فإن الفترة الراهنة وحتى العام 2025 تُعد من أهم المراحل الوطنية، لأنَّها أساس تمكين المرحلة القادمة من رؤية عُمان 2040، ومن جديد نعيد التأكيد على أهمية أن تتحمل جميع القيادات القائمة مسؤولية تنفيذ تطلع جلالته «أعزَّه الله» للرؤية، خصوصًا تلك التي أكد فيها أن الاقتصاد الوطني سوفَ يَشهد بمشيئة الله عزَّ وجلَّ خلالَ الأعوام الخمسة القادمة معدَّلات نموٍّ تُلبِّي تطلعاتكم جميعًا أبناءَ الوطنِ العزيز.
حفظ الله عُمان الأرض والوطن، وسهَّل لعاهل البلاد «أعزَّه الله» ما يعينه على تحقيق غاياته وتطلعاته السَّامية لِما فيه خير الوطن والمواطن، ويسَّر له البطانة الصالحة التي تُعينه على أمر دينه ودنياه وخدمة وطنه، اللهمَّ آمين.



محمد بن سعيد الفطيسي
باحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية
رئيس تحرير مجلة السياسي – المعهد العربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية
[email protected]
MSHD999 @