الخطاب في هذه الآية لسيدنا محمد (عليه الصلاة والسلام)، ومعنى (لمن الغافلين) أي: عدم العلم بالشيء، فإذا كان الله تعالى يخاطب نبيه ويقول له إنك لم تكن من العالمين لما سأقصّه عليك من سيرة النبي يوسف ويعقوب ـ عليهما السلام ـ فكيف بعلمنا نحن؟! فالدرس التربوي من هذه الآية هو: أن نعتاد على قول لا أعرف/‏ لا أدري/‏ لا أعلم، عندما لا نعلم بالشيء.
الواقع النفسي عند العربي أنه يشعر بالنقص ـ عادةً ـ عند ما يقول لا أدري، ويشعر أنه ينعت بالجهل، ولكن في الحقيقة أنّ ذلك هو الصدق، والشجاعة والواقع أنّ (اللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، (وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا)، قال علي ـ كرّم الله وجهه:(لا يستحي من يعلم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول الله أعلم)، وقال الإمام مالك:(من فقه العالم أن يقول لا أعلم).
تربويًا، نسمع أطفالنا يلقون تساؤلات كثيرة جدًّا وغريبة قد لا نعرف الجواب عليها، لذلك لا نتردد عليهم بالقول:(لا أعرف، ولكن دعنا نسأل فلانًا أو نبحث عن الإجابة وسنستفيد معا..)، وكذا طلابنا أو محاورينا، وبذلك نغرس فيهم همة البحث ومصداقية المعرفة، وبها نزع إطلاق العلم لله وحده وهو القائل:(وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا).


سامي السيابي
كاتب عماني ـ عضو بفريق ولاية بدبد الخيري