احتفلت اللجنة الاولمبية العمانية مؤخرا بمرور 41 عاما على اشهارها، والتي كان لها دور كبير في نشر الثقافة الرياضية في سلطنة عمان واستقطاب عدد من الالعاب المعترف بها اولمبيا والتي تقع تحت فضائها من أجل تثبيت هوية الرياضة العمانية في خارطة الألعاب الأولمبية ودعمها كأحد مجالات التنمية وعوامل التقدم في عصر النهضة.
عملت اللجنة طوال تلك الفترة من أجل تحقيق مجموعة من الأهداف التي رسمت لأجل انشائها فقد شاركت الأولمبية في عدد من الاولمبيادات، كما اصبحت لها عدد من العضويات القارية التي تعزز ادوارها الوطنية من اجل الوصول الى الاستحقاقات الخارجية ، عبر المشاركات والمسابقات التي تخضع للاشتراطات التي تقرها كل مشاركة.
وتمتعت اللجنة الاولمبية العمانية طوال تلك الفترة بالاستقلالية التامة وذلك خضوعا للقانون والميثاق الدولي الذي يعدها كهيئة مستقلة ماليا واداريا، وتسيير اعمالها بالشكل السليم الذي يكفل لها حرية التصرف بواجباتها نحو الرياضة ، وعندما صدر المرسوم السلطاني رقم 57 / 2012 الذي يرجع معاملات اللجنة الاولمبية وحق مشاركاتها وغيرها من الأدوار الرقابية إلى وزارة الشؤون الرياضية – وزارة الثقافة والرياضة و الشباب حاليا – تعاملت اللجنة الأولمبية العمانية مع هذا المرسوم بصدر رحب وتجاوبت معه حتى يومنا هذا، ولكن السؤال مع تجدد فكر النهضة المباركة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه – هو ما إذا كان سيتغير الحال باللجنة وترجع الاستقلالية المطلقة لها ؟، ذلك لان رؤية عمان 2040 تعطي أولوية كبيرة للرياضة العمانية، كما ان جلالة السلطان المعظم أكد على ضرورة الاهتمام بالرياضة ورفع من مستوى الأداء حتى نخرج برياضة متقدمة ذات طابع صناعي استثماري، ولن يتأتى هذا كله إلا بعد ان يتم تعديل وضع للجنة الاولمبية ويعطيها صفة الاستقلالية في اتخاذ قرارتها حتى لا يضعف موقفها امام اللجنة الدولية، والهيئات العاملة في الحقل الرياضي العالمية، فرياضتنا خلال السنوات الأخيرة قفزت نحو التطوير والارتقاء بها عبر عدد من البرامج الرياضية المساعدة التي تطلقها الوزارة أو اللجنة الأولمبية ولكن نريد ان نقول هنا، بان الاستقلالية سوف تساعد من تحقيق الرؤية والاهداف الاستراتيجية للرياضة العمانية، فلذا اعطوهم الامان قبل ان تصيبها حمى الاولمبية الكويتية التي عانت طوال السنوات الماضية من التجميد والذي اذيب مؤخرا بعد معاناة كبيرة مع التوقيف، نحن على يقين بأن وزارة الثقافة والرياضة والشباب، ستعمل على النظر في الموضوع بجدية تامة خصوصا باننا مقبلون على اولمبياد باريس 2024 والقنوات الجادة في اعادة المسار سوف تعمل على الدفع برياضتنا نحو الأفضل في القطاع الأولمبي.


زينب الزدجالية
كاتبة عمانية