«إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ»

هذا من مصارحة يوسف ?بيه عن رؤياه.. يتبين مدى التربية التي قام بها ا?ب لابنه، حتى بلغت المكاشفة بالخصوصيات، وهذه المكاشفة نعهدها بين الصديق والصديق، ولم نعهدها بين ا?ب والابن لجهلنا بدروس التربية.
فنحن نمنح أصدقاءنا من التعامل ما ? نمنحه أولادنا رغم أن أو?دنا أحقُّ منهم بها، فلم ? يكون تعاملنا مع أو?دنا بنفس ما نتعامل به مع أصدقائنا؟ طبعا مع الحفاظ على هيبة ا?بوّة?جل تفادي الوقوع في المنزلق والدنيا كما تعلمون مختلطة بالفتن.
أليس الابن مع أبيه والبنت مع أمها أحق بالصداقة والخلة؟ فبها تضمن سلامة المستقبل ونقاوة الدين وأصالة ا?خلاق للأولاد في زمن تخالطت فيه ا?مور إذ ? يميز فيها بين الحليم والظليم.
وتمضي السنون ومواسمها لا تنسجم في وئام، فزهر الربيع يينع في الشتاء وتتساقط الأمطار على عرائش المصيف، وتهب اللواقح مبشرات بلا طلوع وتلتثم الأكمام بلا خمار.. فأين نحن من نهج التربويين وأسوتهم الراقية الحانية؟(إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ).

سامي السيابي
كاتب عماني ـ عضو بفريق ولاية بدبد الخيري