يبدو أنَّه لم يَعد هناك ثمَّة مفر أمام الرئيس السابق، دونالد ترامب للإفلات، من فكَّي العدالة الأميركية، ذلك أنَّه قد ثبتت عليه التهمة بدفع مبالغ كبيرة hush money من المال لممثلة أفلام إباحية اسمها «ستورمي دانيالز» Stormy Daniels مقابل إسكاتها وعدم فضح علاقتها «الحميمة» بالرئيس السابق «ترامب».
وبطبيعة الحال، فإن إدانة ترامب، بل وحتى احتمال إيداعه السجن، وهي حال تُعدُّ الأولى في تاريخ مؤسسة الرئاسة الأميركية، إذ لم يُدَنْ رئيس أميركي سابقًا قط، كما هي الحال الآن مع ترامب.
وإذا كانت فرص الرئيس الأميركي الحالي، جو بايدن، الديمقراطي تُعدُّ ضعيفة للفوز بولاية ثانية في الانتخابات الأميركية القادمة، فإن المرشحين الجمهوريين يتأهبون، بل ويتصارعون بعنف اليوم للظفر بترشيح حزبهم، تنافسًا مع مرشح الحزب الجمهوري رقم واحد، دونالد ترامب، الذي سوَّلت له نفسه دفع مال مقابل سكوت ممثلة أفلام إباحية كي لا تفضحه أمام الإعلام والجمهور الأميركي عامة.
لكن حبل الكذب قصير والتدليس لا يفيد دائمًا، خصوصًا وأن الرئيس السابق قد استدعى كاتم أسراره وحلَّال مشاكله الشخصي المحامي (مايكل كوهين) للقيام بمهمة تسليم المال نقدًا، الأمر الذي دفع بالأخير لفعل كل ما من شأنه النيل من ترامب قانونيًّا ومعنويًّا للقضاء على فرصه ليكون هو مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات القادمة عام 2024.
أما النفاق السياسي ـ الاجتماعي، فقد راح يأخذ مدياته واضحة واشنطن هذه الأيام، بل وعلى نحو هو مدعاة للتهكم وللسخرية، خصوصًا مع اصطفاف المرشحين الجمهوريين المنافسين لترامب معه؛ باعتبار انتمائهم لذات الحزب الجمهوري. أما الحقيقة المريرة التي يدركها ترامب، فهي أنهم سعداء في دواخلهم؛ لأنَّ فضيحة ترامب الأخلاقية أعلاه لا يمكن إلا وأن تقضي على آماله للعودة إلى البيت الأبيض، الأمر الذي يفتح الطريق سالكة إلى البيت الأبيض أمام هؤلاء المنافسين الجمهوريين.
وللمتابع الفطن أن يأخذ بنظر الاعتبار أن الحزب الجمهوري الذي يرنو الرئيس السابق، دونالد ترامب، للترشح للرئاسة عنه، هو في جوهره حزب المحافظين الجدد (المتدينين والمضادين للتفسخ الاجتماعي وللممارسات غير الأخلاقية، من نوع إقامة علاقة مع بائعة هوى وإسكاتها بالمال تجنبًا للفضيحة!).



أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي