جزيرة مصيرة ذات موقع استراتيجي مميز قبالة الساحل الشرقي لسلطنة عُمان تطل على المحيط الهندي وبوابتها صوب الساحل الإفريقي وشبه الجزيرة الهندية أكسبها أهمية كبيرة؛ كونها أكبر جزر عُمان بمساحة حوالي 649كم²، وعدد سكان يتجاوز 12.000 نسمة تفصلها عن اليابسة مساحة تقدر بحوالي 10 كيلومترات تقريبًا ويُمكن الوصول إلى الجزيرة باستخدام العبَّارة خلال الفترة الصباحية فقط.
وتتميز الجزيرة باعتدال طقسها في معظم فصول السنة مقارنة مع باقي مناطق السلطنة وتتأثر بالرياح الموسمية في فصل الصيف وتزخر بالحياة البرية والبحرية ويعيش على شواطئ الجزيرة أربعة أنواع من السلاحف البحرية، وتُعدُّ هذه السلاحف من أهم العوامل المؤثرة بشكلٍ إيجابي على القطاع السياحي؛ لأنها تحتوي على عشرات الآلاف من السلاحف، كما تعيش في الجزيرة الغزلان، وأكثر من 130 نوعًا من الطيور عند الشواطئ الجنوبية الغربية للجزيرة.
ولقد تسنَّت لي زيارة الجزيرة تلبية لدعوة أحد الأصدقاء فالتمست في أهلها صفات الكرم العربي الأصيل وسماحة الخلق والسَّمت وحُسن الضيافة. ويتمتع أهلها بدرجة عالية من الوعي والاستنارة بحكم الاحتكاك والتلاقح الثقافي مع مختلف الحضارات.
يتوافد على الجزيرة أعداد كبيرة من السياح برغم من عدم وجود جسر رابط حيث يستغل سكان وزوار الجزيرة التنقل بالعبَّارات التي لا تتوافر إلا في الفترة الصباحية مما يحدُّ من فرص استغلال المقوِّمات السياحية التي تتمتع بها الجزيرة والتي من شأنه تنويع مصادر الدخل والتقليل من الاعتماد على النفط والمساهمة في زيادة الناتج الإجمالي للدولة.
يُعدُّ الجسر الرابط بمثابة تحدٍّ يستوجب الإرادة والتصميم من قبل الحكومة والمسؤولين نظرًا للتكلفة المالية المرتفعة لمثل هكذا مشاريع ولكن ليس مستحيلًا تنفيذ هذا المشروع، فلقد سبقتنا دول أخرى بإنشاء جسور رابطة بأطوال تفوق المسافة بين الجزيرة واليابسة وعلى المستوي الخليجي قد نجحت دولة البحرين الشقيقة في إنشاء جسر الملك فهد الذي يربطها بشقيقتها السعودية بطول 25 كيلومترًا.
تشييد جسر بطول 10 كيلومترات تقريبًا يجعل من جزيرة مصيرة قبلة للمستثمرين والسياح تضاهي أكثر جزر العالم جمالًا وازدهارًا على قرار جزر المالديف السياحية ولا شك في ذلك فهي تتمتع بكافة المقوِّمات الطبيعية والجغرافية التي تؤهلها لذلك.


زاهر بن ناصر الكويلي