لُقِّب بهذا اللقب هو الصحابي الجليل (عمير بن عبد عمرو بن نضلة) ـ رضي الله عنه ـ صحابي مشهور، اسمه:(عمير بْن عَبْد عَمْرو بْن نضلة بْن عَمْرو بْن غبشان بْن سليم بْن مالك بْن أفصى بْن حارثة بْن عَمْرو بْن عامر بْن خزاعة) ويُكنّى (أَبَا مُحَمَّد)، وكان يعمل بيديه جميعًا فَقِيل (ذو الشمالين)، قدم ـ أبوه ـ عَبْد عَمْرو بْن نضلة إِلَى مكّة، فعقد بينه وبين عَبْد بْن الْحَارِث بْن زهرة حلفًا، فلما تحالفا تزوج عَبْد عَمْرو بْن نضلة (نُعْم) وقيل: نعمى بِنْت عَبْد بْن الْحَارِث، فولدت له هذا الصحابي الجليل (عميرًا ـ ذا الشمالين) وولدت له أيضًا ابنته (ريطة)، وكانت ريطة تلقب (مسخنة) (الطبقات الكبرى 3/‏ 124)، وجاء في (نسب قريش (ص: 394):(وكانت ريطة بنت عبد عمرو بن نضلة بن غبشان، أم زينب بنت مظعون، التي تزوجها عمر بن الخطاب، وولدت له عبد الله وحفصة أم المؤمنين ـ وريطة هذه كما سبق ـ أخت ذي الشمالين بن عبد عمرو)، والجدير بالذكر أن (غُبشانُ بن عبد عمرو بن سُليم ـ جد عميرـ كان قد حجبَ البيت الحرام. ومن ولدهِ: ذُو الشَّمالين) (نسب معد واليمن الكبير 2/‏ 460).
ـ وسبب تلقيبه بـ(ذي الشمالين): قال ابن سعد:(لأنه كان يعمل بيديه جميعًا، فَقِيل:(ذو الشمالين) (الطبقات الكبرى، ط: العلمية 3/‏ 124)، وقال ابن هشام:(وإنما قيل له: ذو الشمالين، لأنه كان أعسر) (سيرة ابن هشام، ت: السقا 1/‏ 681).
ـ أما هجرته واسلامه واستشهاده: فيقول ابن سعد في (الطبقات الكبرى 3/‏ 124):(لَمَّا هَاجَرَ ذُو الشِّمَالَيْنِ عُمَيْرُ بْنُ عَبْدِ عَمْرٍو مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ. قالوا: وآخى رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ بَيْنَ عُمَيْرِ بْنِ عَبْدِ عَمْرٍو الْخُزَاعِيِّ وَبَيْنَ يَزِيدَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فُسْحُمٍ وَقُتِلا جَمِيعًا بِبَدْرٍ. قَتَلَ ذَا الشِّمَالَيْنِ أَبُو أُسَامَةَ الْجُشَمِيُّ، وَكَانَ عُمَيْرٌ ذُو الشِّمَالَيْنِ يَوْمَ قُتِلَ بِبَدْرٍ ابْنَ بِضْعٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: حَدَّثَنِي بِذَلِكَ مَشْيَخَةٌ مِنْ خُزَاعَةَ)، (قتله أبو أسامة زهير بْن معاوية الجشمي) كذا في (أنساب الأشراف للبلاذري 1/‏ 295)، و(كان ذلك يوم الجمعة
لسبع عشرة ليلة مضت من شهر رمضان، والمسلمون ثلاثمائة وثلاثة عشر نفسًا، منهم أربعة وسبعون رجلًا من قريش والمهاجرين، وسائرهم من الأنصار، والمشركون تسعمائة وخمسون مقاتلًا، فقتل من المسلمين في ذلك اليوم أربعة عشر شهيدًا، كان من قريش ستة أنفس: من بني المطلب: عبيدة بن الحارث بن المطلب، ومن بني زهرة بن كلاب: عمير بن أبي وقاص أخو سعد، و ذو الشمالين عمير بن عبد عمرو بن نضلة حليف لهم من خزاعة، ..إلخ) (السيرة النبوية وأخبار الخلفاء لابن حبان (1/‏ 174).


محمود عدلي الشريف
[email protected]