«إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ»

قفا نسأل عن عمر يوسف ـ آنذاك ـ وهو يحاور والده الكبير الذي لديه من الأولاد عشرة، ويقصُّ عليه رؤياه وكأنهما في سن واحدة، كم كان عمره؟ ذهب بعض المفسرين إلى أن عمره كان في حدود السابعة.
فلنتدبر ما الذي أوصل ذلك الصبي لهذه المستوى من القرب في أنه يقص لأبيه بعض أسراره؟، قص رؤياه وهو يحاوره بكل ود وسلاسة مع أب لم يخلق حواجز بينه وبين ابنه، بل أذاب السلالم العمودية لينزل إلى درجة ابنه الصغير ليعرف موطئ قدمه ويرى قرصات عينيه ويبتسم لابتسامته ويسكب على تعبيره فنجانا عاطفيًا تمتزج من خلاله أفقية العلاقة.
أيها المربون.. بات من الضرورة أن تمدوا جسور الثقة والمودة والتعاطف والتراحم والتقارب بينكم وبين أولادكم.. قبل أن يتخطفهم الغير، وما أدراك ما الغير؟! فمتى ما انكسرت الحواجز بينكم وبين فلذات أكبادكم وزينة حياتكم سيفصحون عن كل شيء بداخلهم وحولهم وما يلاقون في المدرسة والصحب والجيران والحافلة والطرقات.. كونوا أصدقاء بما تحمله الكلمة من معنى ولا يعني ذلك اختطاف لشخصياتهم، ولكننا نسامر أصدقاءنا ونهتم بهم وأولادنا أولى برعايتنا تلك فإن لم يجدوا هذا في المنزل فسيبحثون عنه خارج المنزل وجميعنا يدرك خطر ذلك.


سامي السيابي
كاتب عماني ـ عضو بفريق ولاية بدبد الخيري