[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
لاتتحرك الجيوش عادة الا بأوامر سياسية، كأني بالجيشين العربي السوري واللبناني قد قررا توقيت الساعة لشن عمليات عسكرية متقاربة الهدف بعيدة المقصد .. اذ ليس عفويا ان يتحرك الجيش العربي السوري في جنوب دمشق لحسم مواقعه،، في وقت يشن الجيش اللبناني عملية مباغتة على الارهابيين لتحسين مواقعه تحسبا للآتي.
هو التنسيق المفروض الذي يأتي بالتباحث أو عبر رسائل غير معلنة، لكنه يأتي كي يصنع لحظة مؤاتية لجيشين يسعيان لهدف واحد. فاذا كانت القوات المسلحة السورية قد اختارت مرحلة تكسير عظم الارهاب في منطقة حساسة لكي توصل الرسائل الى من وراءهم، فان الجيش اللبناني استمع جيدا الى حسن نصرالله وهو يتحدث عن مرحلة ذوبان الثلج في منطقة القلمون، وكأنه يؤشر بطريقة غير مباشرة الى خطورة ماقد يأتي عند حدوث ذلك فجاءت العملية الاستباقية للجيش.
رسائل الشيفرة يفهمها كثيرا اهل الفعل والتنفيذ، فحين يتحرك الجيش العربي السوري يفهم الجميع المقصد السياسي الذي يرمي اليه الميدان، وحين يباغت الجيش اللبناني المسلحين الارهابيين ويهز وجودهم في عقر دارهم، فكأنما يعمل على اكمال عملية شقيقه الجيش السوري لكنه من بابه الاضيق، وانما بتنسيق عال تفرض فيه الشروط المرحلية تحسبا لما قد يلي.
معركة الجيشين واحدة، ووحدة الجيشين باعلان او بدون اعلان صورة واضحة عن تفاهم الميدان من اجل مكاسب في السياسة. ففي الوقت الذي قدم فيه السوريون جولات رائعة من التقدم المحسوب بدقة التخطيط، تصير حسابات اللبنانيين مؤاتية جدا لمعنى التقدم السوري على جبهات عريضة تضيق على المسلحين لتخنق الاسرائيلي، ولتضع كل الغرف السوداء التي تدير الارهاب في مهب ريح منطق القوة الذي هو قوة منطق الميدان وحده.
اعتقد ان الجيشين اللبناني والسوري تفاهما على المرحلة القادمة فشرعا في تأمين مستلزماتها منذ الآن .. صحيح ان الجيش العربي السوري يقاتل على جبهة منفردة، لكنه يشترك مع لبنان في ماهو اصعب ايضا وهي جبهة القلمون ومتفرعاتها السورية واللبنانية. وعليه، فان مايفعله اللبناني تهيئة الارضية لشقيقه السوري في هذا الجانب الذي لابد ان له علاجه ولو كان متأخرا، ففي العمل العسكري ثمة مقدمات واوليات لكن ليس هنالك ثغرات يمكن نسيانها في غمرة المعارك الكبرى او حتى الصغرى.
عافية الجيشين انهما مازالا الجسم القوي الممسك بالارض والوطن وبالشعب، ولسوف لن تنجح اية خطوات افتراضية لضرب اي منهما او ضربهما معا، رغم ان لب المؤامرة هدفه هما، وخصوصا الجيش العربي السوري الذي قدم منذ اربع سنوات خيرة ابنائه، وظل واقفا على عناد جقه الطبيعي في الحفاظ على بلاده وتأسيس مرحلة هي من اصلب مراحله كجيش مجرب ومحترف وبامكانه خوض معارك بكل الطرق الكلاسيكية وغير الكلاسيكية.
سيظل التفاهم بين الجيشين الشقيقين عنوانا كبيرا لمن يفترض ان بينهما قسمة او غير تفاهم. لقد حققا خطوات تطابق الواحد للآخر، وهو امر لن يظل مكتوما، بل بات يفهمه الاصدقاء والأعداء.