يُعدُّ القِطاع اللوجستيُّ أحَدَ أهمِّ القِطاعات الاقتصاديَّة التي يعتمد عليها الاقتصاد الوطنيُّ العُمانيُّ في طريقه نَحْوَ التنويع الاقتصاديِّ المنشود، وذلك بما تملكه البلاد من موقع استراتيجيٍّ يُشكِّل حلقة ربط تجاريَّة مميزة في الإقليم والعالم أجمع، عزَّزت مكانته بمجموعة من الطُّرق والموانئ والمطارات الواعدة، التي ستؤدِّي دَوْرًا كبيرًا في تسهيل التبادل التجاريِّ، حيث يُعدُّ القِطاع اللوجستيُّ ـ بما يملكه من إمكانات كبرى ـ نقطة الوصل الأساسيَّة بَيْنَ كافَّة القِطاعات الاقتصاديَّة، ومنها الصناعة وحركة التجارة وسلاسل الإمداد المحليَّة والعالميَّة، وتضع الخطَّة الخمسيَّة العاشرة التي هي أولى الخطط الخمسيَّة في تحقيق رؤية «عُمان 2040» القِطاع اللوجستي إحدى ركائز النُّمو والتنويع الاقتصاديِّ، حيث تسعى الخطط الطموحة في هذا القِطاع الواعد إلى تعزيز سلاسل الإمداد المرتبطة به؛ باعتباره من أوَّل القِطاعات الواعدة وذات القيمة المضافة العالية.
ولتعزيز الرؤية الوطنيَّة في القِطاع اللوجستيِّ تعمل سلطنة عُمان على إقامة شبكة من قطارات السكك الحديديَّة، التي تتميَّز بقدرتها على نقل الكميَّات الضخمة من السِّلع والبضائع والعدد الكبير من الركَّاب والمسافرين لمسافات طويلة، كما أنَّها تُعدُّ وسيلة نقل تؤمِّن السلامة والأمان لجميع الركَّاب، بجانب أنَّها وسيلة نقل مُريحة وتصل إلى مختلف المحطَّات بكُلِّ دقَّة وانتظام، وتختصر الإجراءات الإداريَّة والجمركيَّة، وتتميَّز ـ بالإضافة إلى ما سبق ـ بكَوْنِها من وسائل النقل منخفضة التكاليف مقارنة بوسائل النقل الأخرى، كما ستؤدِّي إقامة مشاريع سكك حديد متطوِّرة دَورًا في تحفيز شحن المنتجات والسلع الصناعيَّة الوطنيَّة، ما يشجِّع التجارة الداخليَّة والخارجيَّة، وتنشيط الحركة السياحيَّة داخل السلطنة، وربطها مع جيرانها البرِّيين.
ومن هذا المنطلق، تسعى سلطنة عُمان إلى بناء منظومة مواصلات متكاملة تربط موانئ السَّلطنة الحيَويَّة بأسواق الخليج العربيِّ، فتوفِّر نقلًا أسرع للأشخاص والبضائع، وتُعزِّز التبادل التجاريَّ والخدمات اللوجستيَّة عَبْرَ مع الموانئ العُمانيَّة بما تُمثِّله من دَوْر تجاريٍّ محوريٍّ، ولِتكُونَ خطوط السكك الحديديَّة أداة ربط محوريَّة موثوقة وفعَّالة تتسارع عليها عجلات النُّمو والازدهار والتنوُّع الاقتصاديُّ في السَّلطنة، ويُعدُّ مشروع شبكة السكك الحديديَّة العُمانيَّة الإماراتيَّة أحَدَ المشروعات الواعدة التي ستدعم هذا التوجُّه.
لا شكَّ أنَّ أيَّ إضافة تُعزِّز دَوْر القِطاع اللوجستيِّ بريًّا وبحريًّا، ستُمكِّن من تعظيم هذا الدَّور، وتُسهم في تلبية متطلبات خدمات نقل الركَّاب والبضائع بسرعة وكفاءة عالية، وفي تحقيق التنمية المستدامة.