الجمعة 9 يونيو 2023 م - ٢٠ ذي القعدة ١٤٤٤ هـ
الرئيسية / الأولى / شهر رمضان المبارك .. بين الفضائل الإيمانية والعادات الصحية
شهر رمضان المبارك .. بين الفضائل الإيمانية والعادات الصحية

شهر رمضان المبارك .. بين الفضائل الإيمانية والعادات الصحية

– خالد المويتي: بلوغ الشهر الفضيل نعمة عظيمة فلا بد من الجد والاجتهاد

– منذر السيفي: لنستغل رمضان فـي العبادة والطاعة وإخراج الزكاة والصدقات

– خلفان البوسعيدي: الحفاظ على الصحة مقصد أساسي فـي الإسلام

كتب ـ محمود الزكواني:
يحرص المسلمون في شهر رمضان المبارك على التقرب إلى الله عزَّ وجلَّ بالصيام والقيام وتلاوة القرآن، فيضاعفون أعمالهم من الفضائل كالاستغفار والتسبيح والصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم)، ويسعون في معظم أوقاتهم لأن يستغلوا أيام الشهر في الطاعات والعبادات والإكثار من أعمال الخير والبر والإحسان والصدقات، ففضائل الشهر الفضيل لا تعد ولا تحصى، حيث إن الصائم ينال من ربه الأجر الكبير وتنزل عليه الخيرات والبركات، فتتضاعف له فيها الحسنات، فالحسنة بعشر أمثالها.

فرح واستبشار
وفي هذا الصدد قال خالد بن خميس المويتي: إن بلوغ هذا الشهر نعمة من الله تعالى عظيمة تدعو الكل إلى الفرح والاستبشار، يقول الله تعالى:(قُلْ بِفَضْلِ اللَّه وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْر مِمَّا يَجْمَعُونَ)، فهو موسم للطاعات، ومضاعفة الأجور والحسنات والعتق من النيران، شهر تتنزل فيه الرحمات، يقول المصطفى (صلى الله عليه وسلم): (إذا كان أولُ ليلةٍ من شهرِ رمضانَ صُفِّدَتِ الشياطينُ ومَرَدةُ الجنِّ، وغُلِّقتْ أبوابُ النارِ فلم يُفتحْ منها بابٌ، وفُتِّحَتْ أبوابُ الجنةِ فلم يُغلقْ منها بابٌ، ويُنادي منادٍ كلَّ ليلةٍ: يا باغيَ الخيرِ أقبلْ، ويا باغيَ الشرِّ أقْصرْ، وللهِ عتقاءُ من النارِ، وذلك كلَّ ليلةٍ)، شهر فيه ليلة هي بألف شهر (٨٣ سنةً وأربعة أشهر) فيا سعادة من كتبت في صحيفته من ليلة واحدة، يقول الله تعالى:(لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ)، وقال (عليه الصلاة والسلام):(من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدَّم من ذنبه ومن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدَّم من ذنبه).
وأضاف: أنصح ونفسي وإخوتي في هذا الشهر المبارك بالجد والاجتهاد والسعي الحثيث للاستفادة من الوقت فيما يقربهم عند الله زلفى، وهي فرصة للتضامن مع الفقراء والمساكين، فالصائم يشعر بقرصة الجوع مختارًا فيشعره ذلك بمن يجوع مكرهًا، كما أدعوهم لصيام الجوارح بالابتعاد عن المُحرَّمات، قال (عليه الصلاة والسلام):(من لمْ يَدَعْ قولَ الزورِ والعملَ بِهِ، فليسَ للهِ حاجَةٌ في أنِ يَدَعَ طعَامَهُ وشرَابَهُ).

نسائم الإيمان
وقال مُنذر بن عبدالله السيفي: في البداية أهنئكم بقدوم شهر رمضان المبارك سائلين الله تعالى أن يتقبل منكم ومنا صالح الأعمال وصادق النيات، وشهر رمضان سيِّد الشهور وموسم الخيرات، وفيه نسائم الإيمان وتكمل أهميته لكون القرآن العظيم نزل فيه وبالتحديد في يوم الاثنين، ولذا سنَّ النبي (صلى الله عليه وسلم) صيام يوم الاثنين من كل أسبوع، كما يستحب استغلال وقت رمضان في العبادة والطاعة وإخراج الزكاة والصدقات، وأن تكون هنالك صدقة جارية ينتفع منها الإنسان بعد موته فيوقف شيئًا من ماله، سواء للمساجد ومدارس القرآن الكريم والأيتام وتزويج الشباب والفتيات، فكل ذلك من الصدقة الجارية، ففي الحديث:(إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، ويكثر من الطاعات ويجتهد في ترك السيئات، ويستغل فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر وليجعل أيام الصيام انتصارًا على الشهوات والملذات، فكل ذلك من أهمية شهر رمضان.
مؤكدًا أنه يجب في هذا الشهر الفضيل استغلال وقته بقراءة القرآن الكريم، فرمضان شهر القرآن قال تعالى:(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبيِّنات من الهدى والفرقان) والمحافظة على الصلوات في جماعة، وخصوصًا صلاة التراويح وزيارة الأقارب والأرحام وحضور الدروس والمحاضرات التي تقام في المساجد والجوامع والمجالس العامة والمحافظة على الرياضة فهي صحة وسلامة للأبدان، مبينًا أهمية آداب الصيام فقال: آداب الصيام كثيرة ومنها السحور، كما قال (صلى الله عليه وسلم): (تسحروا فإنَّ في السحور بركة)، وتعجيل الفطور، والدعاء عند الفطور وأثناء الصيام، والكف عما يتنافى مع الصيام، والاجتهاد في العبادة وخصوصًا العشر الأواخر منه.

استثمار الشهر الفضيل
وقال الدكتور خلفان بن سالم البوسعيدي ـ أخصائي استشارات أسرية: لقد امتنَّ الله علينا بضيف عزيز ننتظر عودته، ونرقب قدومه كل عام، ألا وهو شهر رمضان المبارك، شهر الفضل والإحسان والجود والعطايا والتنافس، فحريٌّ بكل مسلم أن يستغل أيامه ولياليه فيما يرضي الله تعالى، كل حسب طاقته وقدرته واجتهاده، موضحًا أن من الاستثمار الجيِّد لهذا الشهر أن يبتعد الإنسان عن السهر، حيث إن السهر آثاره كبيرة وأضراره متعددة، فهو يسبب الكسل والخمول ويفقد الإنسان شغف حب رمضان والسعي في الخير، حيث نوصي الجميع بأخذ قسط من الراحة للكبار والصغار على حد سواء، حيث إنه ليس من الفضل أن نفوت تلك الليالي بالسهر وبلا فائدة تذكر، كما أننا نوصي بالابتعاد عن الأكل الكثير لما فيه من أضرار على الجسم وعلى الصحة النفسية والعضوية للفرد، فمن الخطأ أن تمسك عن الأكل والشرب ساعات طوال ثم يأتي عليك الليل وتقوم بالأكل الكثير غير المحسوب العواقب، خذ قدر حاجتك لكي يأخذ الجسم طاقته ويستعيد قواه، ومن الأمور المهمة أيضًا التي ينبغي أن نشير إليها ضرورة التقيد بتناول الأدوية حسب المواعيد المخصصة من قبل الأطباء الموثوق بهم، حيث إن الجسم له حق عليك، ولئن تكون صائمًا لا يعني التفريط في صحتك، فالحفاظ على الصحة مقصد أساسي من مقاصد الإسلام. وبيَّن أنه مع دخول هذا الشهر نرجو أن تكون تقوى الروابط الأسرية بشكل أكبر من ذي قبل، كما أوجِّه ندائي لكل أب أن يسامح ابنه، ولكل ابن أن يبر بأبيه، والحال نفسه للجار والصديق، فالأمراض الاجتماعية تفقدنا لذَّة الصيام والتمتع به في الأيام المباركة.

إلى الأعلى
Copy link
Powered by Social Snap