بمشاركة (300) باحث وعالم من مختلف دول العالم

المؤتمر يطرح 170 ورقة وبحثا علميا في مختلف المواقع العلمية والإعلام العماني والعربي والأمريكي

رعى صاحب السمو السيد شهاب بن طارق بن تيمور آل سعيد مستشار جلالة السلطان مساء امس بفندق قصر البستان حفل افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي السابع حول القضايا الصحية بالمجتمعات العربية الذي تستضيفه السلطنة لعدة أيام .
حضر حفل الافتتاح عدد من أصحاب السمو والمعالي والمكرمين وأصحاب السعادة وجمع غفير من المشاركين والمدعوين من العاملين الصحيين والجهات الحكومية والخاصة وممثلي الجمعيات والجامعات والمؤسسات والمراكز الامريكية والدولية ذات العلاقة المشاركون في المؤتمر .
تضمن برنامج الافتتاح كلمة اللجنة المنظمة القاها الدكتور يحيى العزري طبيب استشاري أول في جراحة الكبد وزراعة الاعضاء بالمستشفى السلطاني . نائب رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر أشار في بدايتها إلى التقدم الكبير الذي حققته السلطنة في كافة أوجه الرعاية الصحية والذي تمثل في نشر شبكة واسعة من الخدمات الصحية ، غطت جميع أرجاء السلطنة ، مما كان له الأثر المباشر ، في تحسين الوضع الصحي العام في البلاد ، تمخض عنه انخفاض ملموس في معدلات الوفيات، ومعدلات حدوث الأمراض ، وانخفاض في معدل وفيات الرضع عند الولادة، مما حدا بالمنظمات الدولية ذات الصلة بالإشادة بهذه الإنجازات.
وأضاف : في هذا الصدد فإن وزارة الصحة تبنّت ضمن منظومة المسئوليات المناطة بها ، والسياسات الصحية ، التي تستهدف التطوير النوعي ، والتوسع الكمي والتوزيع الجغرافي المتوازن للمؤسسات الصحية ، على صعيد المحافظات والولايات ، وقد أسفر ذلك ، عن إنجاز باقة من المستشفيات والمجمعات والمراكز الصحية ، في جميع أنحاء السلطنة.
وقال العزري : شهدت السلطنة على امتداد سنوات النهضة المباركة ، تغيرا في الخريطة الوبائية ، أفرزتها طبيعة عملية التنمية المتسارعة ، شأنه في ذلك ، شأن الدول التي مرت بظروف مشابهة ، وقد نتج عن ذلك تفاقم في بعض المشاكل الصحية ، وانكماش في غيرها ، أو ظهور مشاكل صحية جديدة ، وقد استلزم ذلك كله ، التصدي إلى تلك المشاكل تبعا لحدتها وحجمها ومدى انتشارها ، وفق برامج صحية تأخذ في الاعتبار ، الأهداف الكمية المراد إنجازها ، خلال فترة زمنية محددة ، وذلك للحد من هذه المشاكل ، وقد نتج عن تنفيذ تلك البرامج ، القضاء على معظم أمراض الطفولة ، وتحسن واضح في معدل انتشار بعض الأمراض ، مما أثر إيجابيا على مستوى الصحة العامة للمواطنين.
وأضاف : مما لا شك فيه أن دول العالم أجمع تواجهها نفس التحديات الصحية خاصة تحديات الخطر الزاحف من الأمراض غير المعدية ومضاعفاتها إضافة إلى خطر الأمراض المعدية التي لا تعرف حدودا جغرافية .
وقال : يأتي انعقاد هذا المؤتمر العالمي هنا في مسقط العامرة ليحمل دلالة واضحة وجلية في أن السلطنة لديها اهتمام كبير في معالجة القضايا بالطرق العلمية وتأتي قضايا الصحة في أولويات القضايا التي تهتم بها حكومة السلطنة وهذا يعد جزءا من قضايا صحة المجتمعات العربية بشكل عام مشيرا إلى أن المركز العربي للخدمات الاقتصادية والاجتماعية منذ تأسيسيه قبل 44 سنة، استطاع أن يبرز دوره وتكون له بصمة خاصة في إقامة المؤتمرات العلمية والدورية في مختلف القضايا الصحية وذلك بتفرده في اختيار وتناول المواضيع التي تهم قضايا المجتمعات العربية.
واستعرض العزري محاور المؤتمر التي تشتمل على الصحة العامة والأمراض المعدية والأمراض غير المعدية والصحة النفسية وصحة المرأة والطفل والحوادث وزراعة الأعضاء.
وقال أن مما يبعث على الفخر بأنه سيتم إبراز أوراق العمل التي تشكل ما يقارب من 170ورقة وبحثا علميا في مختلف المواقع العلمية والإعلام العماني والعربي والأمريكي ونشرها في الدوريات العلمية مثل : دورية الصحة بالمركز الطبي العربي بالولايات المتحدة ، الدورية الطبية العمانية ، دورية الصحة العامة الأميركية ، دوريات صحة المجتمع بالعالم العربي.
كما ألقى حسن جابر المدير التنفيذي للمركز العربي للخدمات الاقتصادية والاجتماعية بالولايات المتحدة الاميركية كلمة أكد فيها على أن المركز الذي يوصف بأنه أكبر وكالة خدمات إنسانية عربية أمريكية في الولايات المتحدة قدم على مدى أكثر من 44 عاما كافة جهوده لمساعدة وتحسين الرفاه الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للأفراد والأسر والمجتمعات المحلية.
موضحا بأن الهدف الرئيسي للمركز يكمن في تحويل هؤلاء الأفراد إلى مواطنين مشاركين بشكل كامل ليدفعهم في نهاية المطاف إلى المساهمة في تحسين حياة كل من حولهم.
وقال : تصل خدماتنا إلى أكثر من 800،000 جهة اتصال سنويا من خلال 100 برنامج يتم تسليمها في 17 لغة مختلفة. تتراوح بين الصحة المجتمعية. والشباب والتعليم؛ والخدمات الاجتماعية؛ والتوظيف وريادة الأعمال، ويمس عملنا كل جانب من جوانب حياة عملائنا.
واضاف وبالإضافة إلى ذلك، قام المركز بإرساء ثلاثة برامج وطنية رائدة، بما في ذلك المتحف العربي الأمريكي الوطني الفريد من نوعه وهو الوحيد بين 17،500 مؤسسة ثقافية في الولايات المتحدة تعنى بابراز التجربة الأمريكية العربية. وتضم الشبكة الوطنية للمجتمعات العربية الأمريكية التابعة لنا أكثر من 24 منظمة مجتمعية أمريكية عربية مستقلة، منتشرة على مدى أنحاء 11 دولة حيث تكرس الشبكة لبناء قدرات هذه المنظمات الأمريكية العربية غير الربحية لتمثيل مجتمعاتهم بشكل أفضل، سواء محليا ووطنيا. ونذكر أخيرا، وليس آخرا بالمركز العربي الأمريكي للأعمال الخيرية الذي يشكل أساس المجتمع الوطني و يهدف إلى توحيد و تدعيم المجتمع العربي الأمريكي من خلال إظهار اثر العطاء الجماعي.
اضافة الى ذلك تضمن برنامج الافتتاح عرض فيلمين احدهما تعريفي عن المركز العربي للخدمات الاقتصادية والاجتماعية بالولايات المتحدة الامريكية ، والاخر توثيقي عن المسيرة الصحية في السلطنة. كما عزفت الاوركسترا السلطانية العمانية معزوفات عالمية ، وقدمت كذلك بعض الفنون التقليدية .
المؤتمر الذي ستبدأ صباح اليوم (الاثنين) جلساته العلمية ؛ ينظمه المركز العربي للخدمات الاقتصادية والاجتماعية بالولايات المتحدة الامريكية وسيشهد مشاركة أكثر من (300) مشاركا من مختلف دول العالم من بينهم نخبة من الباحثين العالميين والعرب ، فيما يحاضر خلاله (140) محاضرا في مختلف التخصصات الصحية بـ(48) جامعة من (33) دولة.
يستهدف المؤتمر شريحة كبيرة من العاملين في المجال الصحي تتمثل في : الاطباء والممرضين، أخصائي صحة المجتمع، الباحثين في مجال الطب، أخصائيي الصحة النفسية والعقلية، مدراء الصحة وصانعي السياسات الصحية، المحللين الباحثين والاحصائيين، أخصائيي البيئة الصحية، طلاب الطب والتمريض والمهن الطبية المساعدة.
يوسعى المؤتمر لتحقيق العديد من الاهداف هي : توثيق الروابط العلمية والبحثية بين العلماء العرب الأمريكيين وزملائهم في عمان والوطن العربي، مساهمة الدور العربي في الابحاث الصحية العلمية المحلية والعالمية، توضيح المعوقات والحلول التي تساهم في علاج مختلف الامراض والوقاية منها.
ومن الأهداف كذلك : تأسيس مبادرات تعاونية تهدف الى تحسين اداء الرعاية الصحية النفسية والعقلية ، تبادل المعرفة حول المسببات البيئية والاجتماعية للصحة الجسدية والنفسية بهدف تحسين الصحة في المجتمعات العربية، تنمية وتوفير فرص التدريب البحثية والعملية في مختلف التخصصات الطبية للأطباء والممرضين.
ومن المؤمل أن يخرج المؤتمر الدولي السابع حول القضايا الصحية بالمجتمعات العربية في ختام أعماله بمسقط العديد من النتائج والتوصيات الهامة التي ترقى بالخدمات الصحية . وسيقوم فريق العمل العلمي والتنظيمي بإبراز نتائج الأبحاث العلمية التي سيستعرضها المؤتمرون في مختلف الجهات المحلية والدولية كالإعلام العماني والعربي والامريكي ، ودورية الصحة بالمركز الصحي العربي بالولايات المتحدة ، والدورية الطبية العمانية ، ودورية الصحة العامة الامريكية ، ودوريات صحة المجتمع بالعالم العربي .
يذكر أن المركز العربي للخدمات الاقتصادية والاجتماعية يعد من أكبر المؤسسات العربية الأمريكية للخدمات الإنسانية غير الربحية في الولايات المتحدة، ويوفر المركز قدراً متنوعاً من الخدمات الاجتماعية والاقتصادية والصحية والتعليمية لشريحة سكانية من كافة الأطياف من خلال ثمانية مواقع وأكثر من (100) برنامج خدمات .
وقد دأب المركز منذ عام 1994 على تنظيم وإقامة مؤتمرات دورية تناقش أهم القضايا والتحديات الصحية للمجتمع العربي وخاصة العرب في الولايات المتحدة الامريكية حيث يقام المؤتمر الحالي بشكل دوري مرة كل سنتين .
ويقام هذا المؤتمر لأول مرة خارج الولايات المتحدة الامريكية حيث جاء اختيار السلطنة لاستضافته نظرا لما لمسه منظموه من حسن ودقة تنظيمها للملتقيات والمؤتمرات الطبية والعلمية؛ وذلك أثناء مشاركتهم في اجتماع اللجنة الاقليمية لشرق المتوسط في دورته الستين خلال العام 2012، فضلا عن مشوار السلطنة الصحي المشرّف خاصة في الصحة العامة والرعاية الصحية الأولية.
وضمن إطار استعداداتها لهذا المؤتمر الدولي المهم ، وتأكيدا على الاهتمام بالإعداد الجيد لفعالياته وتوفير الدعم الكافي للمشاركين ؛ فقد بدأت وزارة الصحة باكرا للتحضير لهذا المؤتمر ، حيث تم تشكيل لجنة رئيسية تفرعت عنها فرق عمل باشرت أعمالها منذ أواخر العام الماضي.