[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
في مثل هذا التاريخ منذ اربع سنوات كانت سوريا تتجهز لصد أكبر مؤامرة .. كانت الكتابات على بعض جدران دمشق في ذلك الوقت مؤشر لم يكن بالامكان اكتشاف ماوراءه، ويوم اندلعت في درعا كانت الحسابات التي سمعتها في ذلك الوقت انهم مجرد مخربين، فسوريا في العرف المتداول قوة حديدية لايمكن اختراقها.
لكنها اخترقت، فبعد تونس وليبيا ومصر وكان العراق قبلها، صب العالم كل ضغطه على سوريا، ومن بينها دول عربية كان لها حساباتها في التخلص من النظام القائم .. سمعت يومها احد المحللين السوريين العارفين ان المعركة طويلة دون ذكر للتفاصيل التي صارت لاحقا بالشكل الذي تمت فيه.
كانت ايدينا على قلوبنا في تلك الفترات من الازمة، فيما اتجهت الانظار الى الجيش العري السوري باعتباره الامل الوحيد في الانقاذ من المؤامرة. ومثلما كان حزم تفكيرنا بهذا الجيش، كانت نتائج حراكه وتوجهاته وعقيدته، قدم لنا شهادة اعتززنا بها خلال السنوات الاربع، وغدا عندما ستفتح دفاتر الازمة سيقال الكثير في هذا الجيش العظيم الذي كم تراكمت امام قواته اعداد شهدائه، لكنها كانت بنظره وقودا لحماية الوطن، ومعنى لتلك الجملة التي قالها ذات يوم الرئيس الراحل حافظ الاسد من ان الشهداء هم اكرم بني البشر.
اليوم نتذكر السنوات الاربع التي مرت كم كانت مؤلمة وصعبة ومصيرية .. لكن الجيش العظيم رفع فوق اكتاف عناصره وضباطه وقيادته كل ذرة من ذرات وطنه سوريا، ظل يحملها وما زال، وهاهي السنوات تمر، لكن سوريا بخير، شعبا وجيشا ودولة ونظاما، ورمزا لأمة، بل من اجل الأمة كل هذا التعافي والخير العميم الذي نحصده اليوم.
يالها من سنوات اربع، لكن ياله من ثبات وصمود وعناد وتمسك بالاصول ، اخرجت سوريا من المؤامرة الدنيئة التي لم تكن هي الهدف النهائي بحد ذاته، بل لأنها الطليعة التقدمية القومية التي ترتبط بها مايماثلها تماما، ولهذا تركها المتآمرون الطعم الاخير لخبرات تم انجازها .. ففي تونس هرب الرئيس، وفي ليبيا قتل الرئيس، وفي مصر سقط الرئيس عن منصبه، كان مخطط لسوريا ان تمر بواحدة من هذه او كلها مجتمعة، لكن الثمانين دولة الهاجمة بكل قواها وامكانياتها نسيت من تكون سوريا ومن هي دمشق وما هي لبلاد الشام، كما نسوا ان رائحة عطر ياسمين وحدة جيشها وشعبها ودولتها ونظامها ووقوف العالم الحر الى جانبها قولا وفعلا، أزهر مناعة في جسدها واعطاها ذلك الألق الذي اخرجها من عنق الزجاجة الى بر الأمان، وهاهي في متنه الآن.
هاهو العام الخامس يدق باب الازمة المفتوح على مصراعيه، لكن سوريا اليوم غيرت معادلات، لم يبق من الوجوه الدولية والعربية التي تآمرت سوى التركي، فيما التحالفات الجديدة التي تظهر كمفاجآت على الساحة العربية لن تقدم او تؤخر، والمناخ العالمي يعيد القراءة عله يجد له طريقا للاعتذار ومن ثم للمشاركة غدا في اعادة بناء ماساهم في تدميره.
لن يطول المطاف لفتح الذاكرة كي تقول حقيقة السنوات الاربع التي مرت في الجسد السوري بتفاصيل هي اكثر بكثير مما هو معروف وتقشعر له الابدان.