نقطتان أثارتا حنق شبكة «بي بي سي» البريطانية على رجل الأعمال الأميركي ومالك منصَّة «تويتر» إيلون ماسك، وبرزتا في حواره مع الشبكة. الأولى هي تصنيف «تويتر» للشبكة بأنَّها مموَّلة من قِبل الحكومة البريطانية. والثانية فيما يخصُّ اتِّهام الشبكة بأنَّ موقع «تويتر» زاد من خطاب الكراهية منذ امتلاك ماسك له، حيث ربح ماسك الجولة أثناء الحوار، لكنَّ الشبكة واصلت الحملة عبر موقعها الإلكتروني.
وجاء اعتراض الشبكة على تصنيفها «وسيلة إعلام مُموَّلة من الحكومة» على أحد حساباتها الرئيسية على «تويتر» باعتبار أن تمويلها يأتي من الجمهور البريطاني من خلال رسوم الترخيص، حيث تحدد الحكومة البريطانية رسوم الترخيص السنوية البالغة 159 جنيهًا إسترلينيًّا المطلوبة بموجب القانون لمشاهدة البثِّ التلفزيوني المباشر في المملكة المتحدة وتدفعها الأُسر البريطانية الفردية.. ولكن بالتأكيد هناك جهة حكومية تُوجِّه هذا التمويل إلى الشبكة، كما أنَّ المُموِّل، وهو الجمهور البريطاني، لا يملك حقَّ التحكُّم في توجُّهات الشبكة وخياراتها.
وقد جاء ردُّ ماسك على هذا بأنَّ «تويتر» سيراجع هذه النقطة ويمكن تغيير التصنيف إلى شبكة مُموَّلة من القطاع العام.
أمَّا النقطة الأخرى والتي سجَّل فيها ماسك هدفًا بجدارة في مرمى محاوره جيمس كلايتون فكانت عن مزاعم انتشار خطاب الكراهية والمعلومات المضلّلة على المنصَّة حينما سأل ماسك إن كان يرى ارتفاعًا في خطاب الكراهية؟ ردَّ ماسك: «كلا». ليباغته ماسك بسؤال عن مثال واحد للكراهية ليرد المحاور بتشعيبات وعموميات ليعيد ماسك المطالبة بمثال واحد، وعندما لم يستطع كلايتون تحديد مثال محدَّد، قال ماسك: «أنت لا تعرف ما الذي تتحدث عنه... لقد كذبت للتو».
وبعد انتهاء المقابلة سارعت الشبكة بسرد ما تقول إنَّه الأمثلة التي طلبها ماسك ـ وعجز مراسلها عن الإتيان بها رغم تأكيده في بداية الحوار أنَّه رصد ارتفاع خطاب الكراهية بنفسه ـ حيث كانت هذه الأمثلة عبارة عن إعادة العديد من الشخصيات الجدلية التي تمَّ حظرها في ظلِّ الإدارة السابقة رغم أنَّ ما سك يقول إنَّه أعاد أيضًا حسابات لشخصيات تنتمي إلى اليسار.


هيثم العايدي
كاتب صحفي مصري
[email protected]