خطوة استثمارية جادَّة شهدتها سلطنة عمان خلال الأسبوع الماضي هدفت لتنويع مصادر الدخل القومي وتنفيذ الاستراتيجيات الوطنية المتعلقة برفد الاقتصاد المحلِّي من مختلف الموارد الطبيعية وغيرها. فالتعاون الكبير والاتفاقيات التي أبرمت بين وزارة الإسكان والتخطيط العمراني ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه في شأن توفير 6 أراضي حق انتفاع موزعة على 4 محافظات وبقيمة إجمالية كبيرة بلغت أكثر من 32 مليون ريال عُماني وبمساحة تزيد عن 3 ملايين متر مربع ستكون ذا منفعة واسعة فيما يخص تحقيق أهداف رؤية عُمان 2040 في جانب الأمن الغذائي الذي يُعدُّ من المشاريع المهمة ذات الاهتمام المطلق من قِبل المعنيين بقطاع الاستهلاك الزراعي والسمكي، ولتقديم منتج عُماني منافس ذي جودة عالية في الأسواق العالمية، كما أنها تُمثِّل الشكل التنموي المشرق للتكاملية بين المؤسسات الحكومية التي من واجبها أن تقدِّم السُّبل المتاحة من أجل تحقيق أمن اقتصادي مستدام؛ وبما يحقق تطبيق الخطط الموضوعة من قِبل حكومتنا فيما يتعلق بتنمية المحافظات واستغلال مقوِّماتها ومكتسباتها للصالح العام.
ولوزارة الإسكان والتخطيط العمراني دَور كبير في توزيع بنى أساسية مدروسة وبتخطيط علمي حديث؛ يتناسب مع توجُّهات النهضة المتجددة، وذلك لتحقيق اقتصادات واستثمارات تعود بالنفع على البلد في المرحلة القادمة، وهي من المؤسسات الحكومية السباقة التي أعلنت نياتها التطويرية والإنمائية، وتملك استراتيجية واضحة الخطى أسهمت في رسم الملامح الإنشائية والإسكانية لسلطنة عُمان خلال السنوات الأخيرة، عبر مجموعة من المخططات المصنفة وفقًا لمعايير دولية منها: الذكية، الآمنة، والزراعية، وغيرها من تلك المدن والتي سنشهد ولادتها قريبًا، كما أنَّ لوزارة الزراعة دورًا أكبر في المرحلة القادمة بعدما أبانت عن نياتها بإطلاق مشاريع كبيرة أو التي أطلقتها سلفًا حتى تحقق الاكتفاء الغذائي التي صرحت عنه خلال الفترات الماضية، ولن يتأتى ذلك إلا بتوفير أرض خصبة وبيئة ملائمة لتنفيذ هذه المشاريع الضخمة ذات المردود الكبير، والمُضي قُدمًا بتوفير أراضٍ أخرى للانتفاع بها، ومنها منطقة نجد وهي منطقة مستدامة وتُعدُّ سلة غذائية متكاملة تحتاج إلى الإسراع في تنفيذ الخطَّة القادمة بها وذلك بالتعاون مع وزارة الإسكان وفتح مجال الانتفاع والاستثمارفي تلك البقعة من الأراضي الشاسعة سواء بشكل خاص أو عام وتسهيل كافة الإمكانات للمستثمرين لتحقيق النتائج.
وهناك أيضًا مواقع كثيرة تزخر بها السلطنة للاستفادة منها فيما يتعلق بالأمن الغذائي وتحتاج فقط إلى دراسات ومشاريع جادَّة خلال المرحلة القادمة، ومتمنين أن يستمر مثل هذا التعاون الحكومي بين المؤسسات القطاع العام والخاص وأن توضع خطط عمل واضحة ومعلنة تخدم الخطط التنموية في مختلف القطاعات.


زينب الزدجالية
كاتبة عمانية