[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
لم تزل بعض الدول تراهن على إمكانية تغيير النظام في سوريا بالاتفاق مجددا على دعم المعارضة السورية وتعزيز قدراتها. حاولنا ان نراهن على إمكانية التغيير في أفكارهم ومواقفهم إلا أن الفشل جاء سريعا، فتركيا مثلا وهي أحد أقطاب ذلك الاتجاه ما زال رهانها كأن الواقع السوري هو عشية اليوم الأول للأزمة وأنه لم تحصل أية متغيرات عليه، وكأن الجيش العربي السوري لم يثبت وحدته في الميدان وفي العقيدة وفي الموقف وفي احتضان دولته ونظامه وشعبه، وهذا الشعب الأبي الذي مازال ينزف الدم لكنه يأبى التخلي عن مقدساته الله والوطن والقيادة والدولة ورفد الجيش ما يحتاجه، والنقطة الاهم عدم تخليه عن كون بلاده سوريا قلب العروبة وتاريخها والنبض الذي يظل في صدرها.
يحزن العربي ان يعود لقراءة مواقف لم تتزحزح عن إكمال المؤامرة على سوريا العرببة دون انتباه الى ان سوريا تتجدد كل يوم، وتجددها على قاعدة ثبات قديمها بكل عناصره .. فسوريا محترفة الامل، تأبى اليأس والقنوط، كما تأبى التراجع عن الغايات التي رسمتها للخروج من معركة المصير بكل معافاة.
ألم يقرأ هؤلاء ما يحصل اليوم على الاراضي السورية من انتصارات عسكرية سوف تصب كلها في مصلحة التجليات النهائية لما ستؤول اليه تلك النتائج .. ففي الجنوب عندما تصل اقدام الجيش والمجاهدين سيكون هنالك عودة للواقع القديم قبل ان يبيع احد الضباط الخونة منطقة تواجده بليرات بخسة .. وفي الشمال تفتح منطقة حلب ذراعيها لتستنشق الهواء النقي الذي هو زفرات جيش سينتصر ايضا، ومثله في منطقة الحسكة حيث تعاد القرى الى اصحابها والارض لمن يملكها والتاريخ الى مجراه الطبيعي.
لكنهم لن يقرأوا، غلهم سوف يقتلهم، وجه الرئيس الاسد في البانوراما السورية يزلزل واقعهم، كل ذرة يعيدها الجيش العربي السوري الى كنف الوطن السوري يزيد في حقدهم، هؤلاء الضعفاء الذين لم يتركوا لهم مقعدا في التاريخ النظيف، اختاروا ان يختاروا الشر طريقا لمقاصدهم ولافعالهم.
سوريا العظيمة تضيف كل يوم حجرا ومدماكا لقلعتها الوطنية والعروبية، وهو مالايفهمه العثماني احد الاقطاب ان لسوريا صولات وجولات مع الصراع وكانت في كل مرة تخرج منه اكثر قدرة على الدخول في غيره من اجل نظافة الصورة الانسانية من معذبيها.
يقينا سوريا الرابحة، نعيد لهؤلاء المصرين على مواقفهم ضد سوريا، تعريف الواقع السوي المتجدد بانه تجاوز كل الاخطار واتجه الى نعيم الايام وعلى سواعد ابنائه ترتفع رايات الانتصار في كل مكان، ومن ثوابته ايضا ان الخير عميم وفائض في انتاجه، فالكل يعمل في مصانع الاباء، والكل يزرع الارض ويأكل، والكل يعيش طيب العيش بانتظار ان يتم اقفل الازمة في الوقت الناسب لذلك.
نحزن على هؤلاء الذين يعرفون كل تلك الأمور، ويصرون على دعم معارضة اختاروها تعبيرا عن فشلهم في خياراتهم ورهانا لن يكون له نصيب في التحقق. فسوريا اليوم هي غيرها حتى قبل الازمة، ألم يعرف هؤلاء ان الضربات التي لم تقتل تزيد المناعة في الجسد وتطيل العمر وتقدم الشباب.