اصداف .. سلبيتان لا تبنيان أمة
الفكرة الأساس في البناء لا تتأتى من فراغ ولا تستند إلى فراغ، ولا تمجد السييء ولا تتجاهل الذين يمجدون السييء، ولا ترتبط باشخاص أو جهات ودول تضع مصالحها قبل مصلحة البلد، وهنا يصبح الصراع ايجابيا بين الرؤية الدقيقة والهدف المنشود، ويذهب الامر السلبي نحو الغموض والقصد السييء في رؤية هذا أو ذاك في رؤيته الاحادية.
البناء، إذا ما استند في حيثياته إلى جزئية واحدة واهمل الجزئيات المتكاملة الاخرى، فأنه يؤسس لما هو سلبي، والتأسيس السلبي كالذي يبني على أسس هشة، وبين لحظة الشروع في ذلك البناء الهش ولحظة الصدمة فأن الوقت قد يقصر وقد يطول، لكن في نهاية المطاف، يقع الاسوأ على رؤوس الجميع وقد لا ينجو حتى اولئك الذين باشروا بالتأسيس السلبي وبمعرفة مسبقة لما ستؤول إليه الامور.
والتحذير من سلبيتين، تقفان امام بناء الامة، يحمل في طياته مفارقة الحجم الهائل من السلبيات التي تعصف بالمجتمعات الآن، والمعضلة أن هذا الكم الهائل من السلبيات لا يحمل هدفا واحد للعصف الشديد بالمجتمع، بل يذهب صوب اتجاهات مختلفة تلتقي في مناخ وبيئة واحدة لتحقق الهدف الاسوأ والاخطر.
أن احصاء السلبيات في الدول المضطربة الاحوال يفوق أي ايجابية قد يتلمسها المرء في حياة هذه المجتمعات ، ما ينذر بخطر داهم اكبر.