على قدر ما كشف عنه المؤتمر الصحفي لوزارة التراث والسياحة من أهمِّ نتائج أعمال برنامج البعثات الأثريَّة وجهود ومساعي سلطنة عُمان في حماية وإبراز التراث الأثري، وتعظيم الاستفادة من هذه المُقوِّمات التراثيَّة.. إلَّا أنَّ هذا المؤتمر سلَّط الضوء أيضًا على الجانب التراكمي لصون واستثمار هذا التراث والتاريخ وصولًا لتوظيفه كمنتج سياحي جاذب.
وخلال موسم (2022ـ2023) أظهرت أعمال المسح والتنقيب معلومات مهمَّة في أكثر من 68 موقعًا أثريًّا تتعلَّق بِدَوْر سلطنة عُمان الحضاري الذي يرجع إلى العصور الحجريَّة القديمة.
إلَّا أنَّ هذه البعثات راكمت العديد من الكشوفات منذ أن بدأت بالبعثة الدنماركيَّة في بواكير عهد النهضة المباركة في عام 1972 والتي اكتشفت مقبرة وادي سوق (430 قبرًا) وقامت بمسح وتنقيب في موقع بات، ثمَّ بعثة جامعة هافارد الأميركيَّة من 1973 إلى 1976 التي اكتشفت 180 موقعًا، منها مستوطنة وادي إبراء وبهلاء، ليعقبها اكتشاف البعثة البريطانيَّة في الأعوام 1971 و1973 و1978 لـ79 موقعًا وتنفيذ حفريَّات في سلّوت وسمد الشأن والمُيسر (تعود إلى الألف الثالثة قَبل الميلاد). وأسْهمَ توالي البعثات منذ ذلك الحين وحتى الآن في رفد المُقوِّمات التراثيَّة والسياحيَّة بالمزيد من المواقع والمقتنيات الأثريَّة التي يتمُّ إبرازها من خلال المتاحف وإقامة مراكز الزوار في المتنزهات الأثريَّة، وكذلك التعريف بهذا التراث خارجيًّا عبر المشاركة بهذه المقتنيات في المعارض والمتاحف المحليَّة والإقليميَّة والدوليَّة.


المحرر